بمشاركة الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، وتحت رعاية يوسف بن علوى بن عبد الله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية، بدأت بمسقط، اليوم السبت، أعمال ندوة تطور العلوم الفقهية فى نسختها الـ12 تحت عنوان "فقه رؤية العالم والعيش فيه.. المذاهب الفقهية والتجارب المعاصرة" بمشاركة أكثر من مائة عالم ومفكر من مختلف دول العالم، وتستمر مدة أربعة أيام.
وتناقش ندوة هذا العام مصطلح العيش باعتباره مطروحاً على ساحة العلاقات الدولية بين الشعوب، كجامع لمفاهيم التقارب والحوار والتسامح من أجل تحقيق التقدم فى محور العلاقات الإنسانية والدولية، ولكى يؤطر هذا المصطلح بما يكفل استمراره، وتحقيق الغايات منه فى ظل الاهتمام المتوالى به.
تشارك فى الندوة، إلى جانب السلطنة، مصر والسعودية والمغرب وسوريا وإيران وتركيا ولبنان والبوسنة وليبيا وتونس والجزائر واليمن والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد ألقى الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن سليمان السالمى رئيس اللجنة المنظمة للندوة، كلمة وزارة الأوقاف والشئون الدينية، أوضح خلالها أن كثيرًا من الباحثين الاجتماعيين والسياسيين والمراقبين لمجتمعاتنا من الإستراتيجيين والأنثربولوجيين الغربيين اعتاد الحديث عن ظواهر متعددة يجمعونها تحت اسم "الظاهرة الإسلامية" باعتبارها ناجمة عن الفشل فى مواجهة الحداثة والتحديث والعولمة، أو ما يسمونها عدم القدرة على المشاركة الفاعلة فى حضارة العصر.
وقال رئيس اللجنة المنظمة للندوة، إن هذه الندوة تنعقد بتوجيهات سامية من السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وذلك للفت الانتباه إلى حياة الأمة وعلاقتها بالذات والآخر، وباعتبارها مدخلاً لتعليل التأمل فى فهم التطور الفقهى ضمن المذاهب وخارجها.
وفى كلمة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلى، المفتى العام للسلطنة، قال إن ندوة تطوير العلوم الفقهية تعنى دائما بالقضايا المستجدة، وتضع اللمسات على ما يشعر به كل مسلم ومسلمة، بل ما يشعر به الضمير الإنسانى فى هذا العالم الذى يموج بالكثير من الأحداث، موضحا أن الناس وإن اختلفوا فى المشارب والأفكار، واختلفوا فى ما آتاهم الله سبحانه من مواهب حسية ومعنوية ظاهرة وباطنة، إلا أنهم جميعاً متداخلون من حيث المصالح، متعاونون فى القضايا التى تشغل بال الجميع.
كما ألقى الدكتور شوقى إبراهيم علام، مفتى جمهورية مصر العربية، كلمة تطرق خلالها إلى العلاقة المشتركة بين المسلم وديانته الإسلامية التى يجب المحافظة عليها، والتقيد بتعاليم الدين الإسلامى الحنيف وسنة النبى محمد عليه الصلاة والسلام، وقال إن الإسلام حدد علاقة المسلمين بغيرهم، ووضع القواعد والأنظمة فى التعامل مع الغير، وكفل حقوقهم، ونظم واجبات كل منهم إزاء الآخر، قائلا إنه يجب أن يسود الرخاء والوئام بين مختلف المجتمعات الإسلامية، والتقيد بكل مفاهيم الدين وقواعده.
وألقى الدكتور آية الله أحمد مبلغى، أحد علماء حوزة قم بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، كلمة تطرق فيها إلى أهمية العيش المشترك بين المسلمين، وكيفية التعايش السلمى بين مختلف فئاتهم وطوائفهم، مؤكدا أنه يجب أن يكون هناك تعايش سلمى بين كافة المسلمين فى مختلف دول العالم، وأن تكون هناك اتصالات واجتماعات تجمعهم لأن ذلك من شأنه أن يزيد من المحبة والتقارب والتعايش السلمى بينهم، مؤكدا أن التعارف والتعاون فى التعامل مع المسلمين يعد الأصل فى العلاقات الإنسانية بين البشر فى مختلف العصور.
من جانب آخر، قال يوسف بن علوى بن عبد الله، الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية، راعى افتتاح الندوة، إن العالم العربى يمر الآن بمرحلة يحتاج فيها إلى مثل هذه الندوات فى تبيان العدل والحق وتقديم الخدمة التى ينبغى أن توجه ثمارها لخدمة المجتمعات، ورأى أن بإمكان المجتمعات أن تنمو وتتطور إذا كانت فى حالة سلم، وذلك يتطلب من أصحاب الفضيلة العلماء والمجتمعات العربية تضافر الجهود لرسم الطريق إلى المستقبل، مبينا أن الندوة هى باكورة عمل هام فى هذه المرحلة التى سوف يكون لها دور فى نشر ما سوف يتفضل به المشاركون من أصحاب الفضيلة العلماء من نتائج.
ويناقش المشاركون محاور تطرح مفاهيم عدة مرتبطة بالعيش فى مواضيعه المختلفة المتعلقة "بالقرآن الكريم والسنة المطهرة والقانون والتاريخ"، ومحور المواطنة بين أهل الكتاب فى "الشريعة والقانون الدولي"، ومحور الخطاب التشريعى لغير المسلمين فى القرآن الكريم والسنة والمقاصد الشرعية والقواعد الفقهية والتاريخ والأعراف.
حضر افتتاح أعمال الندوة عدد من الوزراء والوكلاء، وعدد من العلماء والمختصين فى العلوم الفقهية والمسئولين بوزارة الأوقاف والشئون الدينية.
بدء ندوة تطوير العلوم الفقهية فى نسختها الـ12 بسلطنة عمان
السبت، 06 أبريل 2013 03:57 م