يحتفل العالم فى الثالث من مايو القادم بالذكرى العشرين لليوم العالمى لحرية الصحافة وهو اليوم المخصص للدفاع عن حرية التعبير وعن سلامة الصحفيين فى وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمقروءة والإلكترونية.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو فى تقرير لها اليوم السبت، من مقرها بباريس - أنها ستحتفل هذا العام بتلك الذكرى المهمة تحت شعار "التحدث بأمان: ضمان حرية التعبير فى جميع وسائل الإعلام".
وأضافت المنظمة أنها ستشارك فى تنظيم الاحتفال الرئيسى بهذه المناسبة مع حكومة كوستاريكا وجامعة الأمم المتحدة للسلام فى مدينة سان خوسيه، كوستاريكا، فى الفترة من 2 إلى 4 مايو القادم.
وأشارت إلى أن اليوم العالمى لحرية الصحافة سيركز هذا العام على ضمان سلامة الصحفيين على الصعيدين الجسدى والنفسى فى جميع المنصات الإعلامية، وعلى معالجة المستويات المرتفعة من الإفلات من العقاب فى الجرائم ضد حرية الصحافة.
وبحسب المنظمة فإن الاحتفال هذا العام يولى اهتماما لحرية التعبير على شبكة الإنترنت، بوصفه شرطا مسبقا لسلامة الصحفيين الرقميين.. وأكدت على الحاجة الملحة لضمان سلامة الصحفيين إذ قتل أكثر من 600 صحفى وإعلامى فى السنوات العشرة الأخيرة الماضية أثناء تأدية مهام عملهم وهو ما يعنى أن صحفى أو صحفية يقتل على الأقل أسبوعيا خلال تأدية الوظيفة الإعلامية.
وأضافت أن العام الماضى 2012 شهد مقتل 121 صحفيا، وهو رقم يشكل تقريبا ضعف الأرقام التى شهدها عامى 2010 و2011.
وأشارت أن احتفالات عام 2013 تندرج فى سياق خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب التى تشارك اليونسكو فى قيادتها.
وذكرت أن هدف هذه الخطة يتمثل فى ضم جهود مختلف وكالات الأمم المتحدة والشركاء الخارجيين من أجل توفير بيئة أكثر أمانا للصحفيين للتأثير تأثيرا أقوى فى مكافحة العنف ضد الصحفيين.
ولفتت المنظمة إلى أن المشهد الإعلامى شهد تطورا خلال العقدين الماضيين، الأمر الذى أفضى إلى خلق فرص جديدة للتبادل والحوار، ولتبادل المعارف والمعلومات عبر منصات جديدة، إلا أنه لا يزال على هذا التطور أن يترجم إلى احترام أكبر للحريات الأساسية وبخاصة فيما يتعلق بسلامة أولئك الذين يمارسون مهنة الصحافة.
وتابعت "فى حين أحرز تقدم فى هذا المجال خلال السنوات الـ20 الأخيرة، لا تزال حرية التعبير تواجه عددا كبيرا من التحديات الكبرى القديمة العهد بالإضافة إلى التهديدات الجديدة الناشئة فى البيئة الإعلامية الرقمية".
وأضافت اليونسكو أن الثالث من مايو تم اختياره لإحياء ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخى خلال اجتماع للصحفيين الأفارقة الذى نظمته اليونسكو وعقد فى ناميبيا فى 3 مايو 1991، مذكرة أن الإعلان ينص على أنه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة وقائمة على التعددية "وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق فى الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا".
وذكرت أنه خلال السنوات الـ10 الماضية، بلغ معدل القضايا التى أفضت إلى إدانة مرتكبى الجرائم ضد الصحفيين والإعلاميين ومنتجى الإعلام الاجتماعي، قضية واحدة من أصل 10، وهو ما يتعارض مع واجب الدول المتمثل فى حماية مواطنيها.
وحذرت المنظمة الأممية من أن الإفلات من العقاب فى الجرائم التى تستهدف الصحفيين من شأنه أن يشجع أولئك الذين يستخدمون العنف ضد الصحفيين كما يجعل الجمهور الأوسع نطاقا يرى فى الإفلات من العقاب فى الاعتداءات المرتكبة ضد الصحفيين إشارة إلى ضرورة الصمت على الفساد والضرر البيئى أو انتهاكات حقوق الإنسان، فتنتج عن ذلك رقابة ذاتية يفرضها المجتمع على نفسه وتضاؤل فى ثقة الجمهور بالنظام القضائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة