أتحمس تماما لحل بعض المشاكل دون تكلفة إضافية على اقتصادنا المرهق، حلّ على طريقة "من دقنه وافتل له"، تلك التى لن تكلف الجيوب شيئا ولكنها تحتاج لبعض شجاعة من العقول.
قد تجد ذلك فى حل مشاكل الأجور المتدنية إذا توفرت الجسارة المستغنية عن قطيع طويل من المستشارين، الذين كانت الاستعانة ببعضهم نوعا من الرشاوى المقنعة، طعام للفم حتى تستحى العين.
ولكن بعض مشاكلنا مزمن بامتياز. يحتاج إلى تغير فى سلوكياتنا التى تتسبب فى استفحال المشكلة وليس فى وجودها. عن أزمة المرور أتحدث.
طرق الحل التقليدية تحتاج إلى صبر طويل، وبعضها يستنزف الموارد، ويبدو أثره محصورا فى زيادة أرباح بعض شركات مواد البناء حين تحولت البلاد إلى "4 كبارى وصالة"، والأزمة خانقة تضيع الوقت وتستنزف الطاقة وتزيد التلوث وترفع معدلات الشجار بين الناس و..إلخ، وفى بعض المناطق لا تحتاج سوى لبعض" الأسمنت" لتسوية مطب أو تعديل مسار. وقد لمحت فى كلام بعض الناطقين تلميحا إلى ضرورة وجود جراجات لركن السيارات فيها، بدلا من تضييق الشارع بالصف الثانى ناهيك عن الصف الأول. الحل ممكن ولكنه مترف، وفيه من إبعاد المشكلة عن الدولة ما يجعل تصور عجزها عن طرح الحلول كبيرا.
ولا أعلم سببا للإصرار على حل المشكلة باعتبارها مشكلة مكانية، وفى توسيع زاوية النظر متسع، والنظر للمشكلة بعيدا عن الحل المكانى تصرف مؤقت.
فى رأيى أن الزمان هو الحل؛ فبدلا من أن تنفجر الشوارع من الزحام فى ساعة واحدة يمكننا توزيع بداية ساعات العمل والمدارس على فترة متفاوتة؛ فيبدأ – مثلا - أطفال الابتدائية فى السابعة والإعدادية فى الثامنة والثانوى والجامعة – إن كانوا يذهبون - بعد ذلك.
الأمر ذاته يمكن تطبيقه على موعد الخروج، انظر لحال الشوارع خلال الإجازة لتعلم إسهام المدارس فى الأزمة. ثم ربما يكون توزيع أيام الإجازات عامل آخر فيحصل أبناء الابتدائى على إجازة خلال يومين والإعدادية فى يومين آخرين وكذلك الثانوى، هكذا كانت الجامعات فى أيامنا توزع الإجازات بين الفرق المختلفة بدلا من خواء الدنيا يوم السبت فقط. ثم لماذا لا يكون ذلك نسقا عاما فى إجازات الموظفين الذين يغيبون لقضاء بعض حوائجهم فى يوم بخلاف السبت. الإجازة فى أيام مختلفة، مع مراعاة ارتباط بعض الوزارات ببعضها ربما كانت حلا.
سيعترض بعضهم لكون هذا التصور خارجا عما تفعله كل الدول ولكن حالنا - فى هذه المشكلة - استثناء ظاهر لا تجوز مقارنتنا بغيرنا فيما أعلم، والانتظار حتى تتوفر الأماكن يستنزف البلاد وصحة العباد كل يوم، وطالما كانت البنوك لا تجد ما تفعله سوى تمويل قروض السيارات فاعلموا أن كل يوم سيزداد الحال سوءا.
لا مكان لرفاهية الحلول طويلة الأمد وربما لو وجدت الفكرة بعض الحماس لمناقشتها بدلا من هز الرؤوس ومصمصة الشفاه فقد تضع لبنة فى سبيل الحل. وحده الخيال هو أساس التغيير ولا مكان لنقيضه. عكس الخيال هو الكذب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زين
اقتراح جميل