محمد أبو بكر يوسف يكتب: مفيش دماغ

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 11:13 م
محمد أبو بكر يوسف يكتب: مفيش دماغ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا هو لسان حال المواطن المصرى بعد أن استدرج إلى دهاليز وتفاصيل السياسة، عندما تسأله الآن عن أمور سياسية سيكون رده تلقائيا وبدون تردد (مفيش دماغ).

لقد سئم المواطن المصرى من الحال والأوضاع السياسية فى البلاد وبدا همه الأول والأوحد هو لقمة العيش، لن أكون قاسياً على النظام الحالى فهذا هو حال المواطن المصرى من قبل الثورة، من سعى المواطن وراء لقمة عيشه والخنوع وحالة الاستكانة، ولكن هذه المرة قطعت كل خيوط الأمل وسلب منه الحلم، حتى وإن كان هذا الحلم ضئيلا.!

حتى لقمة العيش الآن أصبحت مستحيلة، ويبدو أن الحكومة أقسمت على أن تنتقم من المواطن!، فهذا هو التفسير الوحيد لارتفاع أسعار المواد الغذائية واشتعال أزمات الوقود وانعدام الخدمات وتجاهل تام فى زيادة الدخل، وأضف إلى هذا تردى قطاع المرافق، وانحدار مستوى التعليم وعجز فى توفير الدواء وارتفاع سعره، وأزمة الكهرباء وارتفاع نسبة البطالة.. وغير كل هذا الاقتراض من الخارج وتضييق الخناق على الأجيال القادمة فهو يعتبر وبدون وعى خرقا لمبدأ الاستدامة.

أما عن الحلم فى بلد ديمقراطيه أساسها المشاركة السياسية وتفاعل المواطن مع الدولة، فقد تبدد بمرور الوقت، وللتأكيد على هذا فأقل واجب سياسى للمواطن هو المشاركة فى التصويت والاستفتاءات، فمن يتابع بداية التعديلات الدستورية فى 19 مارس ثم الانتخابات التشريعية ثم الانتخابات الرئاسية بمرحلتيها ووصولا للاستفتاء الأخير على ما يسمى (دستور مصر)، فمن الطبيعى ملاحظة لمن له بصر وبصيرة أن المشاركة السياسية فى تراجع شديد، ولن ألوم المواطن على شىء فهناك من تاجر بحلمه وسرقه.

ولم ينته الأمر عند ذلك فهناك من يعبث بأمن هذه البلاد فالانفلات الأمنى وحالة البلطجة والتوتر فى الشارع، كانت بمثابة شل المواطن ذهنيا وورقة ضغط تهدده باستمرار وتبعث له برسائل بأنه منزوع الإرادة وليس بمأمن فى اختياراته وأن هناك عواقب لا يحُمد عقباها.
أبسط الكلمات أصبحت أدق المعانى لما وصل إليه المواطن (مفيش دماغ) فهو تعبير مجازى عن تردى الوضع وأن انشغاله بالسياسة ما هو إلا هدر للوقت وفقدان للاعصاب. ولكن هل هى محاولة مقصودة لتهميش المواطن؟ أم كانت الجرعة الزائدة من السياسة المفرطة أدت لأثر عكسى؟ أم أن المواطن لم يدرك بعد ارتباط سياسات البلد باجتماعيته ووضعه الاقتصادى؟ أم أنها مؤامرة لسرقة حتى هذا الحلم؟

لا أمتلك الجواب ولكن رد المواطن سيكون أبلغ من ردى (مفيش دماغ).





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة