عبد الرحمن يوسف

مبارك الرحيم وحماس الإرهابية!

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 12:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان مولانا فى الساحل الشمالى يقضى عطلة الصيف بهدوء، يقرأ ويكتب ويتأمل.

لا يستقبل الضيوف إلا بموعد، ولا يقطع خلوته إلا أحفاده الذين يحبهم حبا يكاد يقترب من درجة حبه للقراءة والكتابة!

جاء ضيف، وأصرَّ على الدخول، رجل كبير السن، شيخ، شعره أبيض، فى آخر الرحلة، ظهره انحنى، ولكن مازال محتفظا ببعض قوة الشباب.

دخل الرجل، وقطع خلوة مولانا، وقال له: «عندى سؤال»، فأجابه الشيخ «تفضل»!
قال الرجل: «أنا لواء شرطة متقاعد، اسمى فلان الفلانى، كنت أعمل فى أوائل التسعينيات كمأمور لأحد الأقسام فى محافظة من محافظات الصعيد».

جاءت مأمورية من أمن الدولة إلى القسم، وطلبوا منى أن أذهب معهم بقوة كبيرة مسلحة إلى منزل أحد الأشخاص، فذهبت معهم إلى العنوان المطلوب وألقيت القبض على شاب فى العقد الثالث من عمره.

الشاب ملتح، لم يقاوم اعتقاله بأى شكل من الأشكال، ولم يرتبك أو يفاجأ حين دخلنا عليه، بل تعامل مع الأمر وكأنه كان ينتظر دخولنا عليه.
بعد إلقاء القبض عليه أمرت القوات بالتوجه للقسم، ولكن أمرنى ضابط أمن الدولة أن أتوجه إلى الصحراء، ونفذت أمره.

دخلنا إلى عمق الصحراء، وأحضر الشاب المعتقل، وتبين من الحوار الذى دار بينه وبين ضابط أمن ال
دولة أنه سائق لأحد قيادات الجماعة الإسلامية، وكان واضحا أنه لم يرتكب أى جريمة.
ضابط أمن الدولة قال للشاب «اتشاهد»، فما كان من الشاب إلا أن قال له «أنا عارف إنكم حاتقتلونى... أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله».

يكمل اللواء المتقاعد القصة لمولانا قائلا: «وقتلوه أمامى بدم بارد، وأخذوا الجثة معهم»!
بعد أن قتلوه، سأل المأمور ضابط أمن الدولة: «هو الراجل ده عمل إيه»؟
فقال ضابط أمن الدولة بكل بساطة: «ما عملش حاجة، بس إحنا كنا محتاجين جثة نقفل بيها قضية تانية»!

بعد أن انتهى الرجل من حكاية قصته، بكى، ثم قال لمولانا: «هل علىَّ ذنب؟».
قال مولانا: «استغفر ربك.. أنت شريك فى جريمة القتل تلك»!
قال: «أنا عبد المأمور»

قال مولانا: «لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، أتقتل لإرضاء بشر؟»
قال اللواء: «لقد كانت حوادث تتكرر معنا كل يوم، ولست الوحيد الذى ارتكب هذه الأشياء، لقد قتلوا مئات من الناس ودفنوهم فى الصحراء، بدون أن يقاوموا، وبدون أن يرتكبوا أى شىء.. يا شيخ قل لى.. هل أنا فى النار؟».

قال مولانا: «الله وحده يعلم أهل الجنة والنار، ولكنك قد أجرمت جرما عظيما».
انصرف الرجل، ثم بكى مولانا!

خلاصة القصة، كل أحداث القتل تلك كانت تحدث بشكل ممنهج فى عهد مبارك، واستمرت إلى آخر أيام حكمه، لذلك لا تستغربوا أن يطلق الجنود النار على المتظاهرين، فقد فعلوها من قبل كثيرا.

مصر ليست بحاجة إلى قتلة من حماس لكى نفسر القتل الذى حدث فى ميادين الثورة، القتلة من جهاز الشرطة يعيشون بيننا منذ عشرات السنين، قتلوا، ويقتلون، وسيقتلون، دون أن يهتز لهم جفن، والمصريون لهم بالمرصاد.

أما حديث المقلاع فهو أتفه من أن يرد عليه، ولكنى سوف أفسره فى مقالة أخرى قريبا!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

متابعة

رائع

تسلم ايديك على هذا المقال الرائع ......

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد قنديل

الناس بتنسى

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام الدين حسن

حماس الرحيمة

عدد الردود 0

بواسطة:

مش مهم

يا مولانا

عدد الردود 0

بواسطة:

مؤمن العزبى

كلام حق يراد به باطل

عدد الردود 0

بواسطة:

adel

برافو

احبك ف ى اللة اخى عبدالرحمن ارجو التواصل معى

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

الى 3 و 4

عدد الردود 0

بواسطة:

منى

مبارك فعلا رحيم

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد صعيدى

المفارقة العجيبة الغريبة والعناد فى الخصومة

عدد الردود 0

بواسطة:

Magdy Etman

وماذا عن قطر يا قرضاوي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة