سلطت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية الضوء على افتتاح أول فندق سياحى فى مصر لا يقدم الكحول لزواره، وهو فندق "ليه روا" بالغردقة، واعتبرت الصحيفة هذا الحدث شاهدا على الثقافة السياسية الجديدة فى مصر، والتى تسعى إلى طرح قشرة من التدين، على أقل تقدير، فى دولة محاصرة فى غضب الاضطرابات.
وترى الصحيفة أن مصر غارقة فى مشكلات سياسية واقتصادية، وتنجرف من أزمة إلى أهرى، وتتجه نحو صيف خطير من نقص للطاقة والغاز. لكن مثل هذه المضايقات لم تمنع الإسلاميين المحافظين عن محاولات جعل الدولة أقرب للشريعة.
وتحدثت الصحيفة عن فندق ليه روا بالغردقة الذى يمنع تقدم الكحول، وقالت إن به طابق للنساء فقط لمنع الاختلاط بين الجنسين. ويهدف هذا الفندق الذى يعبر عن الأفكار الإسلامية التى تم قمعها على مدار عقود من قبل أمن الدولة العلمانى، إلى الربح والحفاظ على العفة فى نفس الوقت، فى ظل التجديد الإقليمى المضطرب الذى تشهده المنطقة منذ انتفاضات الربيع العربى فى عام 2011.
وتم الترويج للفندق على أنه يمثل تحولا مبتكرا فى السياحة، ويلعب على الفضيلة فى مرحلة من الشك وعدم اليقين. وتناولت لوس أنجلوس تايمز ردود الفعل فى وسائل الإعلام الاجتماعية التى تنوعت ما بين الثناء والازدراء والسخرية بعد حفل افتتاح الفندق الذى تم فيه تكسير زجاجات الخمور على الرصيف وسط هتافات "الله أكبر".
وتمضى الصحيفة قائلة إن الرئيس محمد مرسى والإخوان المسلمين يكافحون لمواجهة مشكلات دنيوية فى الوقت الذى يعبرون فيه عن التصاميم الروحية للسلفيين الأكثر تشددا، فهؤلاء السلفيون وليس الليبراليين أو العلمانيين هم المعارضة الأقوى للإخوان فى الصراع على شخصية الدولة.
ويأتى افتتاح هذا الفندق فى الوقت الذى تعانى فيه صناعة السياحة فى مصر، حيث أبعدت الاضطرابات والاحتجاجات الغربيين والأجانب عن البلاد. ومن غير المرجح أن يعوض هذا الفندق النقص فى الوفود القادمة من أوروبا. لكن ما يعبر عنه هذا الفندوق هو مسألة التوازن، وفى نهاية المطاف هوية الأمة.
فالبراجماتيون من الإخوان يتحدثون عن مصر ترحب بالبكينى والنقاب، ويقولون إن رؤيتهم للإسلام السياسى ستكون متسامحة وديمقراطية. لكن السلفيين لا يقدمون هذه الوعود، مما أدى إلى هجرة آلاف الأقباط فى السنوات الأخيرة.
وختمت الصحيفة تقريرها قائلة إن مدير الفندق كان مهتما بألا يبعث بالرسالة الخطأ. فقبل لحظات من إفراغ زجاجات الخمر وكسرها، تحدث عن الوحدة، وقال "مسلمون ومسيحيون، فى النهاية كلنا مصريون".
لوس أنجلوس تايمز: الفندق الإسلامى يعبر عن ثقافة سياسية جديدة فى مصر تسعى لفرض قشرة من التدين.. مشكلات مصر السياسة والاقتصادية لم تمنع الإسلاميين عن جعل البلاد أقرب للشريعة
الثلاثاء، 30 أبريل 2013 11:29 ص