سعيد الشحات

عن رأى «البر» فى عدم تهنئة المسيحيين

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع كل عيد للمسيحيين، يتجدد جدل عقيم حول ما إذا كان من الشرع تهنئة المسلمين لهم أم لا؟ لم نعهد مثل هذا الكلام فى أزمنة سابقة، وفى قريتى على سبيل المثال، يتوافد المسلمون إلى بيوت المسيحيين فى أعيادهم، لم تنقطع هذه العادة الطيبة فى عمر قريتنا الطويل، لم تنتقص من تدين المسلمين، ولم تزعزع عقيدتهم، بل كانت من العوامل التى أدت لتقوية التواصل الاجتماعى، وأعفت القرية من أى خطر طائفى، كان ذلك يتم على أرضية المواطنة، دون غوص أهلها البسطاء فى عمق معنى «المواطنة» ودلالتها السياسية، حافظت القرية على طقوسها الاجتماعية البسيطة الخالية من الفتاوى الدينية التى تفرق ولا تجمع.
أقول ذلك، بعد أن انضم الدكتور عبدالرحمن البر مفتى جماعة الإخوان وعضو مكتب الإرشاد، إلى كتيبة الذين يحرمون تهنئة الأقباط بأعيادهم قائلا: «لا يجوز شرعا تهنئة الأقباط بالمناسبات الدينية المخالفة لعقائدنا، و لا يجوز تهنئة الأقباط بعيد القيامة»، وأضاف فى تصريحات لـ«اليوم السابع»: «من الممكن أن نهنئهم فى المناسبات العامة، لكن فى الأمور الدينية لا يجوز شرعا»، وقال: «وبعدين نهنئهم على إيه دى شعيرة دينية خاصة بهم، ما دخلنا نحن المسلمين؟».

خطر ببالى وأنا أقرأ هذا الرأى العجيب، ما كتبته أمس عن الأبطال المسيحيين فى الجيش المصرى الذين خاضوا حروب مصر بتفانى وعطاء وطنى فريد، وسجلوا بطولات رائعة وفخرا لكل المصريين، ومنه قفز إلى ذهنى سؤال، هل يعجب «البر» مثلا بأن يكون مثل هؤلاء الأبطال يحاربون على الجبهة، بينما هو نائم فى بيته، وفى نفس الوقت يطالب المسلمين من جيران ومعارف هؤلاء الأبطال بعدم تهنئة أسرهم بمناسبة أعيادهم؟ كيف تكون مشاعر الجندى والضابط المسيحى وهو يؤدى واجبه الوطنى، وفى ظهره مثل هذه الفتاوى الغريبة والعجيبة والتى تتعامل بقشور الدين الإسلامى، وليس بجوهره الذى يدعو إلى التسامح، كيف نطالب المسيحى بالإنتاج فى موقع عمله، وفى ظهره مثل هذه الفتاوى العجيبة التى تحض على التمايز؟

يتحدث هؤلاء وكأننا لم نكن مسلمين، يدعوننا إلى القفز من مركب وسطية الإسلام وسماحته إلى مركب التشدد وتطرفه، يدعوننا إلى اعتبار المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية، يؤسسون بفتاويهم الغريبة لعملية تمزيق وضياع مصر، قبل أيام سمعت شخصا من أبناء قريتى يسأل بغضب: كلما سمعت متطرفا على الفضائيات، أسأل نفسى هل توفى أبى وأمى وأجدادى وهم ليسوا مسلمين؟ هذا الشخص يؤدى فروض دينه دون تزمت، يذهب إلى المسيحيين فى أعيادهم يقول لهم: «كل سنة وانتم طيبين»، هو لا يعير أهمية إلى فتاوى «البر» يرى فى زيارة شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى الكاتدرائية قمة التدين، يلتزم بما قاله العلامة الشيخ نصر فريد واصل مفتى الديار المصرية سابقا فى كتابه «الفتاوى الإسلامية»: «دار الإفتاء المصرية ترى أنه لا مانع شرعا فى مجاملة غير المسلمين وتهنئتهم أو مواساتهم فى أى مناسبة تحل بهم، وأن هذا هو التطبيق الأمثل للإسلام، وليس فى ذلك خروج عن الدين أو فيه نوع من الحرمة، كما يرى بعض المتشددين، فالدين يسر لا عسر، ولما ورد «لوشاد الدين أحدكم لغلبه».








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

إختلاف صلب العقيدة يجعلها تهنئة شكلية دون مشاركة فى الطقوس الدينية

عدد الردود 0

بواسطة:

مشاكس

دعاة الإسلام الجديد

عدد الردود 0

بواسطة:

حكيم مرجان

يحيى بن أبي كثير : ( يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة ) ؟!

التعليق فوق يارب نفوق ؟!

عدد الردود 0

بواسطة:

سالم الغانم

الكلام منطقى .. التهنئة لأ تكون على حساب الدين .. !

عدد الردود 0

بواسطة:

م. محمد عبده ضوا

تذكر كلمة الرئيس مرسى عنما تحث عن الحاوى وجرابه وما يحتويه

عدد الردود 0

بواسطة:

beboooo

ما الذي أتي به مفتي الاخوان من جديد ؟؟؟؟؟!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

حكيم

عجيب

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

كل عام وانتم بخير .. وفى كل اعيادكم .. شاء من شاء .. وأبى من أبى ..

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي المصري

الصحوة الاسلامية وضرورة تصحيح المفاهيم

عدد الردود 0

بواسطة:

مشاكس

8 - عندما تتكلم بالدين وبأسم الدين هات برهانك منه ؟!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة