عقارب الساعة تشير إلى الخامسة فجرا، يذهب مصطفى محمود مسرعا ليلحق بعربة نقل عمال مصنع الطوب من حلوان إلى الصف، ليبدأ عمله اليومى الذى التحق به منذ 17 عاما، عندما كان طفلا صغيرا.. مصطفى هو واحد من آلاف العمال الذين سقطوا من حسابات الدولة، ولا تتوافر لهم حماية قانونية أو صحية.
مصطفى تحدث إلينا عن معاناته وآلاف العمال من غياب الحماية القانونية والصحية قائلاً: «لا أحد يعترف بحقوق لنا وإذا تعرض أحدنا للإصابة خلال عمله فى فرن الطوب، فإنه لا يجد تأمينا صحيا أو من يوفر له النفقات العلاجية، إلا إذا تدخل صاحب العمل وتكفل بعلاجه»، مضيفا: «نحصل على أجر قليل مقارنة بالمجهود الذى نقوم به، فيبلغ الأجر 100 جنيه فى اليوم ونعمل لمدة 4 أيام أسبوعيا من الساعة السادسة صباحا حتى الثالثة عصرا».
عمال مصانع الطوب نظموا مظاهرات مؤخرا بسبب ارتفاع أسعار السولار والغاز، ما أثر سلبا على عملهم، كما أنهم رددوا الهتافات التى تنادى بحل مشكلتهم الرئيسية وهى عدم وجود حماية قانونية أو صحية أو اجتماعية لهم.. ومصطفى الذى التقيناه يؤكد أنه وغيره من زملائه لا يعرفون شيئا عن عيد العمال سوى ما يراه فى التليفزيون وأن أشقاءه يحصلون على إجازة من المدارس فى هذا اليوم ولكنه لا يعرف سبب الاحتفال به، وهو يرى أن الدولة لا تهتم كثيرا بالعمال بشكل عام وليس عمال الطوب فقط قائلاً: «العمال يعملون ويحصلون على قوتهم اليومى ولا يشعر بهم أحد، أو بمشاكلهم ولم يختلف وضعهم فى العهد الحالى عنه فى سابقه».
عمال مصانع الطوب ليسوا وحدهم ممن يرون أنفسهم خارج حسابات الدولة، فهناك أيضاً عمال «التراحيل» وعمال «المدابغ».. أمام مستشفى الجلاء بمنطقة الإسعاف يجلس العشرات من الفئة الأولى «عمال التراحيل».. التقينا من بينهم «عبدالحميد إبراهيم.. فى العقد السابع من عمره» كان ينتظر عربة تأتى كل صباح تنقله هو ومجموعة من العمال إلى أماكن بناء العمارات الجديدة ليمارس عمله فى البناء، قال لنا فى البداية: «تكلمنا كثيرا ولم يتم تقديم حلول لمشكلاتنا».
يمضى عبدالحميد فى قصته: «تركت بلدتى قنا وأتيت للقاهرة منذ 20 عاما وعملت فى العديد من الأعمال وانتهى بى الحال ضمن عمال التراحيل باعتبارها الأنسب لسنى، حتى أستطيع توفير أموال قليلة لعائلتى»، مضيفا: «أسافر إلى قنا مرة فى الشهر وأحيانا كل شهرين أو ثلاثة حسب المبلغ الذى أجمعه وأذهب به لعائلتى التى تعتمد على باعتبارى مصدر الرزق الوحيد لهم»، موضحا أنه يحصل فى المرة الواحدة التى يذهب فيها مع المقاول على ما بين 50 و100 جنيه كحد أقصى.
ويقول عبدالحميد: أحيانا أنتظر أسبوعين أو ثلاثة، حتى تأتى عربة واحدة لتنقلنا للمشاركة فى البناء، خاصة أن «السوق نايم»، مضيفا: «نعمل من أجل توفير لقمة العيش، وليس لنا أى حقوق صحية أو اجتماعية فإذا سقط أحد منا أثناء عمله فى البناء لا نجد من يوفر له الرعاية الصحية، أو من يرعى عائلته ويعتنى بها».
عبدالحميد يرفض رغم معاناته تحميل الرئيس مرسى مسؤولية عدم حصولهم على حقوقهم قائلاً: «لن يستطيع الرئيس ممارسة عمله فى ظل مظاهرات يومية لا تعطيه الفرصة لممارسة عمله أو الالتفات لمشاكل الدولة».
عيد العمال بالنسبة لعبدالحميد يوم عادى لا يختلف كثيرا عن غيره، ولا يشعر أن فيه احتفال قائلاً: «هعمل إيه يعنى يوم عيد العمال أهو يوم، وعلى أى حال لا يشعر بنا أحد ولن نحصل على حقوقنا ولن يؤثر كثيرا عيد العمال علينا من عدمه».
عمال لا يعرفون «عيد العمال».. عمال «مصانع الطوب» و«التراحيل» و«المدابغ» بلا حماية قانونية أو صحية.. ومصطفى: أوضاعنا لم تختلف فى عهد مرسى عن أيام مبارك
الثلاثاء، 30 أبريل 2013 09:39 ص
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الخديوي
عهد مرسي !!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
هيثم
ملناش حقوق
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
وهل تغير الشعب المصرى حتى يتغير عهد مرسى عن مبارك ؟