حـسن زايد يكتب: دولة الإسلام.. ودولة الإخوان

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 01:22 ص
حـسن زايد يكتب: دولة الإسلام.. ودولة الإخوان صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يكون من حق شباب الإخوان علينا أن نبين لهم أسباب اعتراضنا على حكم الإخوان . لأن هناك تلبيسا تمارسه عليهم الجماعة فى دمجها بين الأشخاص والأفــكار على خلاف المنـــهج القرآنى الذى يفصل بين الشخص والفكرة . قال تعالى : (ومَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُـــولٌ قَـــدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضــُرَّ اللّــهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللّهُ الشَّاكِرِينَ).

والتلبيس ينشئ اعتقاداً خاطئاً بأن انتقاد الإخوان هو انتقاد الإسلام، فيتعصب الإنسان للشخص دون الفكرة . ثم تستخدم الفكرة مطية للشخص يحقق بها مآربــــه، ولذا سئل الرسول : " أهذا منزل أنزلكه الله أم الحرب والرأى والمكيدة "، ومغزى الســـؤال
واضح، ففى الحالة الثانية سيكون هناك كلام آخر، دون شخصنة للفكرة، أو التعصب للشخـص من دونها. والإخوان منذ تصدرهم المشهد السياسى المصرى بعد ثورة يناير وهم يوهمـ ون أتباعهم وأتباع أتباعهم بأنهم أصحاب المشروع الإسلامى ــ على اعتبار أن مصر قد هجـــرت الإسلام أو هجرها الإسلام كما ورد فى أدبياتهم زوراً ــ وأنهم ما آتوا إلى سدة الحكم إلا لتحقيق
هذا المشروع، وبعث الخلافة الإسلامية من جديد.

وبيان الفرق فى إدارة البلاد بين الدولتين: دولة الإسلام ودولة الإخوان أن دولة الإسلام كانت تتعامل مع رعــــاياها باعتبارهم مسلــمين، وأن أوامر الإسلام ونواهيه معروفة لطائفة كبيرة منهم.بينما دولة الإخوان تتعامل مع رعاياها بأنهم قوم منغمسون فى الجاهلية إلى الأذقان ( يراجع كتابى : جاهلية القرن العشرين لمحمـــد قطب، ومقدمة فى الجاهلية المعاصرة لعبد الجواد يس ) . فى دولة الإسلام يمكنك أن تمـيز بين من يبين الحلال ويبين الحرام وبين من يقيم الإدارة القويمة حيث قوام الرئاسة شرطان همـــا
جماع الشروط كلها : الأول : الكفاءة، والثانى : الحب . فمن حيث الكفاءة : " أيمــا رجـــــل استعمل رجلاً على عشرة أنفس علم أن فى العشرة أفضل ممن استعمل فقد غــش الله وغــش رسوله وغش جماعة المسلمين " .

ومن حيث الحب : " أيما رجل أم قوماً وهم له كارهون لم تجز صلاته أذنيه " . أما دولة الإخوان فقد تجاوزت الكفاءة إلى الولاء، وتجاوزت الحب إلى التسلط والطغيان، دولة الإسلام لم تعرف الكذب ودولة الإخوان اتخذته شرعة ومنهاجاً . دولة
لإسلام : " نظام وفوق النظام سلطان، وفوق السلطان برهان من العقل والشرع لا شك فيه،
وجميع أولئك على سماحة لا تتعسف النزاع ولا تتعسف الريبة ولا تلتمس الغلواء ـ عبقريــة محمد ـ العقاد ـ ص:87 ـ كتاب المجلة العربية ". ودولة الإخوان هى دولة الأهواء والمصالح والطبقية لاختلاط الفكرة بالأشخاص، فتُصنع للأشخاص قداسة من قداسة الفكرة، فــى حــين أنهم يديرون الشئون العامة بالفتن وإثارة النزاعات مما يزيد من بلاء الفوضى والاضطرابات
. إنهم لا يدركون أن المسألة ليست مسألة تحليل وتحريم، وإنما مسألة إدارة وتنفيذ " فهـــو مدير حين تكون الإدارة تدبير أمور، ومدير حين تكون الإدارة تدبير شعور ـ العقاد ـ المرجع السابق " . هذا هو الفرق بين دولة الإسلام ودولة الإخوان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة