العشوائيات تفسد المدينة المقدسة "سانت كاترين" وتحاصر الجبال.. والبدو يتهمون الحكومة بمخالفة قواعد البناء والتراث العالمى.. ويطالبون وزير البيئة بالتدخل لاستخدام الأحجار الجبلية وبيت الشعر فى البناء

الثلاثاء، 30 أبريل 2013 10:38 م
العشوائيات تفسد المدينة المقدسة "سانت كاترين" وتحاصر الجبال.. والبدو يتهمون الحكومة بمخالفة قواعد البناء والتراث العالمى.. ويطالبون وزير البيئة بالتدخل لاستخدام الأحجار الجبلية وبيت الشعر فى البناء العشوائيات تفسد سانت كاترين
كتبت منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سانت كاترين.. هى المحمية الوحيدة، التى تحولت لمدينة بها كل الخدمات ويقطن بها ساكنوها طوال العام ربما لطبيعة الأماكن الأثرية الموجودة بها وربما لتنشيط السياحة فهناك دير سانت كاترين وجبل موسى وهما أشهر موقعين داخل المحمية التى تبلغ مساحتها 4350 كم مترا مربعا، ولديها أيضا ما هو أكثر فهناك وادى إطلاح ووادى التلعة وجبل عباس باشا ووادى الأربعين وجبل الفرعة ووادى شريج ووادى الراحة وجبل السمرة ووديان المسردى وطبوقة وطينيا وجبال والشق.

يمكنك منذ دخولك حدود محمية سانت كاترين أن ترى بيوت البدو المسماة ببيوت الشعر بشكلها المميز المبنى من السعف والنخيل والحديث منها مبنى بالأحجار الجبلية النارية البيئية، ولن تحتاج كثيرا من الوقت لتعرف أن ساكنى هذه البيوت هم البدو وأبناؤهم ونساؤهم حين ترى أحد الجمال شاردا على الطريق السريع، أو بعض الأغنام تنتشر بالصحراء وسيدة بدوية تمسك بعصاها خلفهم.

وبمجرد مرورك على معسكر قوات حفظ السلام سيقابلك بعد 5 دقائق الكمين المصرى، الذى يسمح لك بالدخول مباشرة للمدينة المقدسة تأخذك الوديان لداخل سانت كاترين، وتشعر بأنك قزم وأن تسير مترجلا أو راكبا فالجبال الشاهقة تشعرك بأنك لا شىء بمقابل عظمتها وتاريخها وتراثها.

تستطيع الجبال والوديان أن ترسم لوحة فنية نادرة الوجود سوى فى كاترين، الطريق يقسم سانت كاترين إلى نصفين يمينا ويسارا السائد الأعظم فيه هو الجبال وبيوت البدو، لكن سرعان ما تفسد هذه الصورة بعض المبانى المرتفعة والتى تصل إلى أربعة أدوار وهى مبان حكومية تأخذ شكل العمائر السكنية المبنية بالطوب الأحمر ودهاناتها ذات الألوان البيضاء والحمراء والخضراء.

فمقابل مركز الزوار البيئى ترتص العمائر خالية من السكان وبجوارها بعض بيوت للبدو تخبرك أعمدة الإنارة الكثيفة أن ربما ذهبت لمكان ما على المقطم، لكن حين تشاهد على يسارك علامة الطريق، التى تخبرك أنك بالقرب من دير سانت كاترين تعود الحقيقة لذهنك.

فى مدخل وادى الراحة يقع فندق يحمل نفس الاسم حرص على بناء غرفة بالطوب الحجرى فنسج ملمح جمالى للمنطقة فى مقابله ترى فنادق أخرى لم تلتزم بقواعد المدينة فى البناء، وكذلك محطة الكهرباء، ومركز مكافحة الجراد ومحطة المياه للوهلة الأولى ستعرف أنها بنايات حكومية من لونها وشكل بنائها المربع والمستطيل واللوحة المعلقة على كل مبنى.

وحين تسير فى المدينة يمكنك أن تميز الفرق بين كل البنايات التى تراها، وحين تجلس عد أقدم كافتيريا موجودة هناك وهى كافتيريا سالم سيخربك صاحبها محمد سالم، الذى توارثها عن أجداده عن استياء الجميع من هذه البنايات التى أفسدت شكل المنطقة، وكيف طالبوا مرارا بتعديل البنايات وتحديد ارتفاعاتها.

وسيصطحبك محمد سالم لداخل كرم سالم، الذى حرص على بنائه بشكل بيئى من الأحجار الجبلية النارية، وكيف حرص على تصميمه وبنائه بزوايا هندسية لم يدرسها فى جامعة، ليصبح بيتا صحيا وكيف حرص على زراعة كل أشجار الزيتون والروزمارى والشاى والحبق ليصبح المنزل قطعة من الجنة لا تشعر فيه بالحر أو البرد وكيف كسى سقفه بأشجار النخيل والأكلمة.

وحين تغادر الكرم سترى فى الجهة المقابله قسم الشرطة والجامع والمدرسة والمستشفى على مسافات متقاربة تأخذ شكل البنايات المستقيمة بأشكال هندسية مربعة ومستطيلة وألوانها البرتقالية والبيضاء والزرقاء لتميز بنفسك أن المبانى المخالفة هى المبانى الحكومية، ومن أبرزها قسم شرطة مدينة سانت كاترين ومجلس المدينة والجامع والمدارس والمستشفى فجميعها مخالف لقواعد المدينة فى البناء والألوان وأعمدة الإنارة الصاخبة والزائدة عن حاجة المدينة.

وسيقابلك أحد سكان المنطقة الوافدين على سانت كاترين وهو منير عبد السيد لكنه عاش لأكثر من 20 سنة فى المدينة يعمل بمجلس المدينة ويأخذ لنفسه بيتا على التلعة اختار موقعه بنفسه ليشاهد منه سطوح القمر تدريجيا وسط جبلين، يحكى لك كيف اشترى خشب منزل السادات بوادى الراحة فى مزاد علنى واستخدمه فى بناء منزله للأسقف والأرضيات وكيف حرص أن يكون المنزل دورا واحدا صحيا ونقيا يعيش فيه هو وزوجته وأمه وأبناؤه الثلاثة يحكى لك كيف زحفت هذه البنايات الحكومية وكسرت روعة اللوحة العامة للمدينة وفى المقابل يحرص كل أبناء قبيلة الجبالية وأولاد سعيد ومزينة والطرابين على بناء منازلهم بالشكل البدوى القديم.

فيخبرنا سلامة أبو صفيران موسى شيخ مشايخ قبيلة مزينة أن هذه البنايات بالإضافة لإفسادها الشكل البيئى والجمالى للمنطقة هى أيضًا لا تؤدى دورها، وأن المدارس باتت خاوية من المدرسين ولا تقدم أى تعليم والأطفال مشردون فى الوديان والجبال، واتهم المسئولين بأنهم لا يولون أى اهتمام للبدو أو التنمية ويعاملون البدوى أنه مواطن درجة ثانية من حيث الخدمات والأمن.

ولم يتوقف أبو صفيران عن رصد الإهمال لهم وأن هذا الإهمال هو السبب الرئيسى فى كل ما يحدث من جرائم الخطف، التى أثرت على السياحة، وهى أكل عيشهم قائلا "لو علموا أبناءنا جيدا لن يكون هناك حاجة للسياحة وسيشقون طريقهم بشهادتهم التعليمية، لكن التعليم فى سيناء هو أسوأ شىء".

أما سليمان الجبالى، وهو أحد المعارضين فى سانت كاترين انتهز فرصة وجود وزير البيئة بالدير منذ يومين وأخبره بالإنجليزية أنهم متمسكون بشكل المدينة بما يتناسب مع التراث العالمى الموجود قائلا "أنا ضد الأسفلت وعماويد النور سيبوا المدينة بتراثها".





































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة