وائل السمرى يكتب: سيادة الرئيس مرسى ..هذا "على قنديل"

الأربعاء، 03 أبريل 2013 07:34 م
وائل السمرى يكتب: سيادة الرئيس مرسى ..هذا "على قنديل" على قنديل لحظة القبض عليه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أعرف وجهه من كثرة ما عليه من "سال الخميرة" جعلت سمرة بشرته المصرية بيضاء بلون الدقيق، نظرت فى عينه فوجدتها مشتعلة باحمرار واضح من آثار ما تعرض إليه من قنابل مسيلة للدموع، أما شعره الذى كان حينها "طويلا" فقد تناثر فوق وجهه، واختلط فيه العرق بالغبار بالدخان، فما أن تراه حتى تعتقد أنه خارج لتوه من معركة طاحنة، كان ينهر الواقفين وقد كست حنجرته حشرجة الألم قائلا: مستنيين إيه.. أدخلوا إخواتكو بيموتوا جوه، وبعدها دخل فى شبه انهيار حقيقى.

هذا الشاب هو على قنديل، فنان الكوميديا الموهوب، الذى ينظر إلى الحياة بألم، وينقل ما يراه باسما، أما مكان مشاهدتى له فكان فى أحد الأيام الطاحنة لاشتباكات محمد محمود 2011، كنا للتو داخلين الشارع لننال نصيبنا من قنابل وخرطوش وشتائم "إسلامية" منظمة، بينما هو كان قد أدى فترة تجنيده "الاختيارى" فى شارع البطولات، كانت الحيرة هى العلامة الأولى على وجوهنا، فلم نعرف أنسعف إخواننا بالداخل، أم نسعف "على" الذى تحمله قدماه بالكاد، فانحزنا إلى الاختيار الأول، لعلى أصدقاء مثلنا يحملونه، أما إخواننا بالداخل، فليس لهم إلا الله ومعاونة إخوانهم.

خرجنا من محمد محمود ووقفنا على أبواب الشارع لنلتقط أنفاسنا، وما هى إلا لحظات حتى رأينا مجموعة من شباب الميدان تحمل جسدا "على" الذى أنهكته القنابل فأصيب بالاختناق، وقفنا بجوار جسده المنتفض حتى بدأ فى استعادة وعيه، ومشينا سويا حتى أول شارع طلعت حرب مبتعدين عن القنابل والدخان، ثم قال إنه سيذهب ليستريح قليلا على أى مقهى، ليشرب شيئا ساخنا "ينظف صدره".

قبل أحداث محمد محمود وفى أيام الثورة الأولى لم أر "على قنديل" بعد موقعة الجمل، وفى الحقيقة لم تدر ببالى فكرة السؤال عنه، فقد كانت الأحداث مزدحمة بشكل كبير، كما كان طبيعيا أن تكون أنت وصديقك فى قلب الميدان ولا يلتقى أحد منكما بالآخر، فقد كان الميدان يستوعب "ملايين" كل يوم وكان معتادا أن تبحث عن أحد أصدقائك بالساعات فى ظل اضطراب شبكات المحمول لتفاجأ به بجانبك طوال هذه المدة، لكن بعد 11 فبراير عرفت أن "على قنديل" أصيب فى "موقعة الجمل" بشرخ فى الجمجمة ظل بسببه طريح الفراش أياما طوال، وحينما قابلته وحكى لى ما حدث كدت أن أبكى تأثرا لما يقوله باسما لولا خوفى من "إفيه" طائش اعتاد "على" أن يلقيه فى مثل هذه الظروف.
كنا نحن فى الميدان نحصد انتصارات "موقعة الجمل" بينما "على" فى البيت يحصد الآلام المبرحة، أياما طوال قضاها نائما، وأياما أخرى مرت عليه كساعة، ليفيق بعدها وهو غائب عن الوعى تماما، لا يذكر اسم والدته، ولا يعرف شكل إخوته، ولا يرد على مكالمات أصحابه المتتالية، قضى "على" أسابيع طويلة وهو يتمنى الموت هربا من حالة التوهان التى أصابته بعد الإصابة، يحكى ويضحك "مكنتش عارف أسماء الأشياء" يحكى ويضحك "كنت بقول لأمى يا اسمك إيه" يحكى ويضحك "كل الحاجات المؤنثة كان اسمها عندى بتاعه" يحكى ويضحك "كل الحاجات المذكرة كان اسمها عندى بتاع".

بعد أن مرت على "على" أيام التوهان بأمان وسلام، وبعد أن ذهبت "حلاوة الثورة" وانتصاراتها، وبعد أن بدأ فى استيعاب ما يحدث أمامه من تطورات، فوجئ على بأن أهداف الثورة وقضاياها الأساسية فى مهب الريح فقد مضت أيام الصفاء الثورى ودخلنا فى معركة التعديلات الدستورية الكارثية، لكن على بما تعود عليه من خوض للمعارك لم يجلس أمام شاشات التليفزيون ليشارك فى "المندبة" فحمل موهبته على كتفيه، وبدأ "مفردا" فى عمل حملة توعية سياسية واجتماعية نبيلة، خصص على من وقته كل يوم أربع ساعات يقضى معظمها فى مترو الأنفاق متنقلا بين العربات وأرصفة المحطات عارضا فقرات من هذا الفن الذى يحبه "استاند أب كوميدى" أو ما يمكن أن تطلق عليه "كوميديا ع الواقف" من خلال هذا الفن المبتكر، كان على يقوم بتوعية الناس بالبسمة، ومن خلال هذه الروح الجسور كان على يثور ويحب ويضحك ويبكى، وحينما كان الإخوان ينامون فى أحضان المجلس العسكرى كان على فى قلب شارع محمد محمود يهتف صارخا "يسقط يسقط حكم العسكر" وحينما كان الإخوان يلحسون مقاعدهم مجلس الشعب كان على يزاحم النيران لينقذ ما تستطيعه يداه من كتب المجمع العلمى، وحينما تولى الإخوان الحكم وضعوا الكلابشات الحديدية فى يد على، وكل ذنبه أنه شارك فى برنامج باسم يوسف منتقدا بعض الأساليب المستفزة لدعاة التأسلم واحتكار المعرفة بالله.

يا على، هم لا يعرفونك ولا يعرفون أنك أقوى منهم آلاف المرات، هم لا يعرفون كذلك أن جسدك النحيل الذى قيدوه اليوم بالحديد لن يخمد، وهم لا يعرفون أن الروح التى وقفت أمام مبارك بطش مبارك مرة وأمام تجبر العسكر مرات لن تنكسر أمام استدعاء تافه أو تحقيق باطل.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

النظام الفاشي

عدد الردود 0

بواسطة:

ميمو

لازم نطهر البلد من الفساااد

اخوان الفساااد لازم يمشوووا

عدد الردود 0

بواسطة:

عامر

بلطجية بمرتبة ثوار ولاخر مدى

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد غلبان

انا خايف

عدد الردود 0

بواسطة:

m_hosny

ثورجي اه بطل لالالالالالالا

عدد الردود 0

بواسطة:

اخوان للابد

اخوان للابد

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

عارفة كويس

عدد الردود 0

بواسطة:

Shimaa Abo El-Dahab

مين على قنديل دا ؟؟!!

باختصار .. على قنديل انسان عادى ودا اجمل ما فيه :)

عدد الردود 0

بواسطة:

نجلاء الاباصيرى

على قنديل قلب مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

الله ينور عليك

هذه هي نهايتهم وقد لاحت في الأفق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة