قالت منظمة هيومن رايتس فرست، إن المضايقات التى يتعرض لها المذيع الساخر باسم يوسف من قبل الحكومة تزيد من تفاقم حالة الانقسام التى يعانى منها المجتمع المصرى.
وأشار نيل هيكس، المسئول فى المنظمة، فى مقال على موقعها الإلكترونى، أمس الثلاثاء، إلى أن هذه المضايقات قد جذبت اهتمام الناس فى جميع أنحاء العالم العربى، ممن يشاهدون برنامج يوسف الشهير على القنوات الفضائية واليوتيوب.
وقال إن ضبط وإحضار يوسف من قبل النيابة العامة، بتهم تتعلق بإهانة الرئيس والإساءة للإسلام، تبرز الشكوك الخاصة بشأن العديد من البلدان العربية التى صعدت فيها جماعات الإسلام السياسى بعد سقوط الحكام المستبدين.
ومضى المسئول فى المنظمة الأمريكية بالقول: "نقد يوسف الأساسى لمرسى يتمثل فى كونه غير كفء ويتبنى نزعات استبدادية وبشكل عام مثير للسخرية"، مؤكدا أن محاكمة يوسف بتهة "إهانة الرئيس" و"ازدراء الدين" تضفى مصداقية على التوصيفات الساخرة التى يستخدمها المذيع الكوميدى للرئيس محمد مرسى.
وتابع أنه أمر مخيب للآمال وغير متصور أن يستخدم الرئيس مرسى، الذى يحب أن يصف نفسه "بالمدافع عن الثورة"، نفس القوانين والتكتيكات التى استخدمها الرئيس مبارك لمضايقة وترهيب منتقديه، والتى أثارت نفوز نفس الجيل الذى أدت احتجاجاته إلى وصول مرسى للرئاسة.
وينقل هيكس قول أحد أبرز النشطاء المدافعين عن حرية التعبير فى تونس: "وجود حزب إسلامى فى السلطة يعنى أنه إذا انتقد سياستهم، فإنهم يتهموك بإهانة الدين، هذا بالضبط مثلما كان يفعل الطغاة من قبل باتهام منتقديهم بالإضرار بالوحدة الوطنية، هذا الدين أكثر استقطابا".
ويقول المسئول الحقوقى أنه فى بلاد معظم سكانها من المتدينين، فإن اتهام أحد ما بإهانة الدين ليس سوى أمر مضحك، فالمتطرفون يبنون الدعم الشعبى من خلال تفاقم الانقسامات القائمة على محور دينى علمانى، وهو ما يمثل غطاء لتحديات سياسية واجتماعية معقدة تواجه هذه المجتمعات الانتقالية.
وأظهر بحث أجرته هيومن رايتس فرست، أنه حيث تنتشر قضايا الازدراء بالدين فإن العنف السياسى غالبا يليها نتيجة لقيام الجماعات المتطرفة بتحريض مجموعات لتنفيذ القانون بأيديهم، ومؤخرا أحاط إسلاميون بمدينة الإنتاج الإعلامى، وقامت بالاعتداء على الصحفيين وضيوف البرامج.
وهذه الأفعال، جنبا إلى جنب مع ضبط وإحضار يوسف، والآن على قنديل، بتهمة إهانة الدين، تمثل منحدر زلق عميق يحتاج من الحكومة المصرية أن تكون حكيمة، وأن تتراجع عنه.
ويختم هيكس قائلا: "بصرف النظر عن أنها تجعل الرئيس مرسى وحكومته موضع سخرية، فإن هذه المحاكمات تزيد عدم الثقة والاستقطاب فى الوقت، حيث مصر والمنطقة فى غنى عن كلا الأمرين".
هيومن رايتس فرست: محاكمة الإعلامى باسم يوسف تزيد من تفاقم الانقسامات داخل مصر.. تهمة "إهانة الرئيس" تضفى مصداقية على سخريته من مرسى.. الرئيس يستخدم تكتيكات مبارك لترهيب معارضيه
الأربعاء، 03 أبريل 2013 11:36 ص
باسم يوسف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة