نفى سفير الهند لدى مصر نفديب سورى ما تردد من أن الهند قد رفضت طلبا تقدم به الرئيس محمد مرسى خلال زيارته الأخيرة لنيودلهى من أجل انضمام مصر لعضوية مجموعة البريكس.
وقال السفير الهندى فى مؤتمر صحفى اليوم الأربعاء، إن هذه المزاعم غير صحيحة، وما حدث أن مصر قد أعربت عن أملها فى أن تستطيع الانضمام إلى مجموعة البريكس.
وأضاف أن مسألة العضوية تحتاج إلى إجماع من الدول أعضاء البريكس وهى البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا وروسيا، وبالتالى فلا يمكن القول بأن الهند قد رفضت مساندة مصر فى هذا المطلب.
ومن ناحية أخرى، قال السفير الهندى إن هذا الأمر ليس محلا لاتفاق ثنائى بين الهند ومصر فقط ولابد من إجماع كل دول أعضاء البريكس حوله وهو الأمر نفسه الذى حدث من قبل عند انضمام جنوب أفريقيا لعضوية المجموعة، حيث جرت نقاشات مطولة بين الدول الأعضاء قبل الموافقة على انضمام جنوب أفريقيا لأن المجموعة كانت تحتاج لدولة نامية وافريقية.
ونوه بأهمية زيارة الرئيس محمد مرسى للهند فى طريق تعزيز التعاون المشترك فى كافة المجالات مشيرا إلى أنها كانت تمثل رسالة من الجانبين المصرى والهندى لتشجيع المستثمرين الهنود على الاستثمار فى مصر، وأشار إلى أن حجم التجارة والاستثمار بين البلدين زاد رغم الظروف بشكل جيد وهناك تطلعات لزيادة التجارة بشكل ثنائى من خمسة إلى ثمانية مليار دولار فى مارس 2016.
وأضاف سفير الهند أنه تم خلال زيارة الرئيس مرسى للهند توقيع العديد من اتفاقيات التعاون المشترك، وأوضح أن الهند سوف تطلق قمرا صناعيا مصريا فى مجال الأغراض العلمية، وتتحمل تكاليف إطلاقه، نظراً لخبرة الهند فى هذا المجال، حيث قامت بإطلاق 27 قمراً صناعياً هندياً و35 قمراً أجنبياً.
وسوف تنشئ الهند مركزا عال المستوى لتكنولوجيا المعلومات داخل حرم جامعة الأزهر معرباً عن أمله فى أن يصبح مركزاً إقليمياً للمنطقة على غرار المراكز المشابهة التى أنشأتها الهند فى موريشيوس وغانا واستفادت منها كثير من الدول الأفريقية.
وأشار إلى أنه سيتم إقامة مراكز تدريب فى مجال الغزل والنسيج بشبرا الخيمة و6 أكتوبر لصيانة طلمبات الرى. بالإضافة إلى توقيع اتفاقيتين أخريين فى مجال الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
وقال سفير الهند فى مؤتمره الصحفى أن رجال الأعمال الهنود ينظرون إلى مصر على أنها استثمار طويل المدى، وموقع واعد يصل بهم إلى أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا كما أن مصر تمتلك بنية أساسية وعمالة واتفاقيات تجارية على أساس تنافسى، وبالنسبة للسياحة الهندية إلى مصر توقع زيادة فى أعداد السائحين لكن الأمر يحتاج لمزيد من الرسائل بأن مصر أمنة.
وأكد أن الهند لم تضع أى تحذيرات لمواطنيها من السفر إلى مصر معربا عن أمله فى افتتاح خط طيران مباشر قريبا بين البلدين.
وقال نفديب سورى فى تصريحاته أن وزير الدفاع المصرى كان برفقة الرئيس مرسى خلال زيارته للهند، حيث التقى بنظيره وزير الدفاع الهندى، مشيرا إلى أنه سيتم عقد اجتماع للجنة العسكرية المصرية الهندية المشتركة يوم 28 ابريل فى دلهى لمتابعة نتائج مباحثات الوزيرين.
ورداً على سؤال حول ما يبدو من موقف هندى سلبى تجاه الثورة السورية بعكس موقفها المساند للثورة المصرية قال السفير الهندى انه من الخطأ القول إن لدينا موقف سلبى مشيرا إلى أن الهند ترى ضرورة إتباع أسس معينة فى النظام العالمى متسائلا كيف نضمن ألا يتم تكرار مسألة التدخل الخارجى وأحيانا العسكرى بشكل مختلف وما هى الحالات التى تبرر التدخل الخارجى، وأحيانا ما تفعل حكومة ما أشيا ء خطأ فهل يكون ذلك مبررا للتدخل ضدها مشيرا إلى أن الهند عبرت عن قلقها فى الأمم المتحدة وطالبت بحل سياسى للأزمة فى سوريا.
وقال إن الهند تشعر بالقلق من فكرة التدخل الأجنبى فى دول معينة لأن التدخل الأجنبى فى دولة ما سيدفع لتكرار ذلك فى دول أخرى وهو ما يعنى الانتقائية وبالتالى يشكل سابقة يمكن تكرارها فى دول بعينها لاحقا.
وأضاف أن الهند مثلا أيدت الثورة الليبية ولم تؤيد تدخل الناتو، وعما إذا كان لدى الهند مخاوف من سيطرة عناصر دينية متشددة على السلطة فى سوريا قال سفير الهند إن بلاده ليست فى موضع تقدير من يأخذ الحكم فى سوريا فالشعوب هى التى تحدد ما تريد، ووجود الإخوان المسلمين فى الحكم بمصر لم يمنع الهند من اقامة علاقات قوية مع مصر الآن، ولكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى هما اللذان لديهما مخاوف من وقوع الأسلحة فى الأيدى الخطأ مثلما حدث فى أفغانستان أما بالنسبة للهند فهى لا تعطى أسلحة لأحد.
سفير الهند بالقاهرة: لم نرفض طلب مصر الانضمام لمجموعة البريكس
الأربعاء، 03 أبريل 2013 03:46 م