قطار النهضة إذا افترضنا وجوده فى مصر، هو مشروع شامل لنهضة مصر، بعد ثورة 25 يناير، بهدف وضع مصر فى مكانها الطبيعى، على الخريطة الدولية، مشروع لتحويل مصر إلى دولة قوية فى كل المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والعلمية، مشروع لإحداث نهضة فى كل المجالات لرفع المعاناة والظلم عن شعب مصر، وإصلاح شامل لكل شىء، بعد أن تم تدميره بواسطة نظام دكتاتورى ظالم خلعناه فى 25 يناير 2011م بهبة شعبية سلمية.
قطار النهضة مشروع كبير، لتحقيق الرخاء والتنمية وعدنا به كل مرشحى الرئاسة، ولكن كل بطريقته، تحت مسميات مختلفة وبرامج متقاربة، والمفترض أن يشارك فى إطلاق هذا القطار كل أبناء مصر، باعتبار أن نجاح أى مرشح هو الرئيس الشرعى، لكل المصريين وسيتشارك الجميع فى صنع نهضة حقيقية لكل المصريين، باعتبار أن مصر لكل المصريين.
قطار النهضة أصبح جاهزا للانطلاق بسرعته الفائفة بعد أن أصبح الشعب يمتلك دستورا جديدا يتناسب مع هذه المرحلة، ولكى ينطلق القطار بسرعة ترضى الشعب لا بد من تفعيل هذا الدستور بحزمة من القوانين.
دعنا نسميها قوانين النهضة، التى بدونها سيبقى مشروع النهضة فى طور النوم والانكماش والتجميد.
قطار النهضة يحتاج إلى إصدار تشريعات لتحقيق استقلال السلطة القضائية وتدريب رجال النيابة على قواعد جديدة تحترم الحقوق والحريات وضمانات حقيقية لسلطات الضبط والتحقيق.
فى نفس الوقت يتم عمل دورات تدريبية لرجال الشرطة على الأساليب الحديثة للضبط والتحقيق يتم فيها احترام الحريات وحقوق الإنسان.
قطار النهضة يحتاج إلى إصدار قانون جديد للوظيفة العامة يحارب المحاباة والوساطة والمحسوبية ووضع قواعد محددة لكل الوظائف على مستوى دولة النهضة، لتفادى تفاوت المعاملة بين العاملين المتماثلين فى مراكزهم القانونية وخاصة ما يخص سن بدء الوظيفة وسن الإحالة للمعاش، والأجور المستحقة.
ارتباطا بذلك قطار النهضة فى انتظار قوانين لتحديد الحد الأدنى، والحد الأقصى للأجور والمعاشات ومشروع جديد للتأمين الصحى الموحد الذى يحقق مبدأ المساواة فى الحق فى العلاج بين المصريين مهما كانت مكانته.
قطار النهضة يحتاج إلى قوانين وتشريعات جديدة لتنظيم التصرف فى أملاك الدولة، وخاصة أن الدستور الجديد يحتم تخصيص أراضى الدولة للمشروعات بنظام الانتفاع فقط للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، وخاصة أن تخصيص الأراضى بنظام الملكية ما زال معمولا به بالمخالفة لمواد دستور الشعب الجديد.
قطار النهضة يحتاج إلى قوانين لتنظيم المجلس الأعلى للصحافة والإعلام، وقوانين المفوضية العليا لمكافحة الفساد، وقوانين فرض رسوم لحماية المنتجات المصرية لتتوافق مع الدستور مع تعديل التزاماتنا الدولية فى اتفاقيات التجارة الحرة لتتوافق مع دستورنا الجديد.
قطار النهضة لن ينطلق بالسرعة التى ترضينا وترضى الشعب إلا بتشكيل لجنة من رجال القانون ورجال الإدارة من كافة التخصصات لتكون مهمتها تفعيل مواد الدستور الجديد التى مازالت فى ثلاجات الموت منذ موافقة الشعب عليه، من خلال حزمة كبيرة من القوانين والتشريعات التى تحقق هذا الهدف.
قطار النهضة يحتاج إلى ميثاق شرف أخلاقى يلتزم به الجميع سواء كان معارضة أو موالاة، أو حاكما أو محكوما، قطار النهضة يحتم علينا جميعا الالتزام بالمبادئ الديموقراطية للتنافس على كراسى السلطة والالتزام بتفعيل موائد الحوار الوطنى البناء، والتقدم بخطوات ثابتة، نحو انتخابات برلمانية حرة ونزيهة تحت إشراف قضائى كامل وحماية الجيش والشرطة.
قطار النهضة سيبقى بطيئا فى ظل مجلس شورى ترفضه قطاعات واسعة من المعارضة ولا تعترف بصحة تشريعاته، وفى نفس الوقت ترفض التحرك السريع نحو انتخابات برلمانية نزيهة لإنتاج برلمان قوى، وحكومة قوية وقادرة على إصدار التشريعات الضرورية واللازمة لتفعيل الدستور والانطلاق نحو آفاق جديدة فى مجالات الاستثمار والسياحة وزيادة الإنتاج والصادرات ورفع الأجور وترشيد الدعم والسيطرة على الارتفاع الجنونى للأسعار.
بكل أسف جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن حيث ابتليت مصر بنخب سياسية وإعلامية تمارس مع بعضها البعض معركة تكسير عظام وتهميش وإقصاء يمارسه الجميع ضد الجميع، وحروب إلغاء متبادلة واتهامات جزافية وعنف متبادل، وعدم احترام للقانون، والدستور أدى إلى انهيار الشراكة الوطنية وضياع الصالح العام، وأصبحنا كدولة عبارة عن غابة كبيرة البقاء فيها سيكون للأقوى وليس للأصلح.
الكل يشارك فى تحطيم قطار النهضة بالتنكيل والاغتيال المعنوى لجميع أطراف اللعبة السياسية وتحريض على العنف والانقلاب على الحكم والشرعية.
من هنا من على هذا المنبر الحر أدعو للجميع بالهداية وأدعو الجميع باستخدام العقل، والمنطق والتمسك بالحوار والتنافس الديموقراطى المتحضر ونبذ العنف والاستماع إلى أصوات العقل والعقلاء والبدء الفورى فى إصلاح قطار النهضة، ودفعه إلى الأمام بأقصى سرعة ليس مهما من سيدفع وليس مهما باسم من سيسجل النصر، المهم أننا جميعا مصريون ونتميز بالوطنية وإنكار الذات، فهل من عقلاء؟ هل من مستجيب؟
عاشت مصر حرة وديموقراطية وقوية.
الرئيس - محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mahmoud
قطار النهضة .. قطار لعبة
عدد الردود 0
بواسطة:
سماح شيط
الحقوا بنتنا فى خطر