الظروف تبدو مُتشابهة.. البطل فيها واحد.. هم شباب لا يعرف معنى اليأس ولا الاستسلام.. أسقط نظاماً مُستبداً فى ثورة 25 يناير وسط تصفيق العالم أجمع، ثم عاد ليُكرر إنجازًا جديدًا فوق أرض بلد المليون شهيد عندما فاز ببطولة أفريقيا للشباب وسط ظروف صعبة وقاسية للغاية لم يستطع معها أكثر المُتفائلين أن يتصورعودة أحفاد الفراعنة بلقب أفريقيا فى ظل تلك الظروف، التى تُعانى منها الكرة المصرية، منذ فترة طويلة، تحديداً منذ مذبحة بورسعيد مطلع العام الماضى.
أحفاد الفراعنة الصغار، الذين تحدوا صعوبات و"مشوا" فوق الأشواك إلى أن وصلوا إلى منصة التتويج متفوقين على منتخبات قوية أبرزها غانا ونيجيريا والجزائر، وأجبر أبناء الشيخ ياسين العالم على أن ينحنى احتراماً لهذا الجيل الذى كان " يتسوّل" المباريات الودية والمعسكرات قبل البطولة، وتجاهله اتحاد الكرة بشكل غريب، وكأن هذا المنتخب هو "الابن غير الشرعى" للجبلاية!
منتخب شباب أو "الورد اللى فتّح فى ملاعب مصر".. صعد لكأس العالم المقرر إقامته فى تركيا خلال يونيه المقبل، ليؤكد أن اللاعب المصرى شأنه شأن أى مواطن مصرى يتألق ويُبدع عندما تكون الظروف صعبة من حوله، ولا يعرف اليأس ولا يستسلم بسهولة.
الإنجاز الذى حققه منتخبنا للشباب مؤخراً لابد أن يُقدر ولا يمر مرور الكرام، كما هو الحال فى جميع انتصاراتنا، حيث يتحدث المسئولون عن ضرورة الاهتمام بهذا الجيل وتوفير سُبل النجاح له وكالعادة تمر الأيام وتمضى السنوات ونكتشف بعدها أن هذا الجيل أصبح مجرد "ذكرى" نبتسم كثيراً عندما نسترجعها ثم سرعان ما "نتحسّر" عليها!
حان موعد الاهتمام بهذا الجيل بل وبكل إنجاز يتحقق وجاء وقت تدعيم كل من يتألق ويرفع علم بلاده عالياً فى المحافل القارية والدولية، وهى رسالة موجّهة لكل المسئولين، ويأتى فى مقدمتهم الأندية التى أصبحت مُطالبة بفتح الطريق أمام هؤلاء الشباب للاحتراف والتألق فى أوروبا وعدم وضع العراقيل فى طريقهم حتى لا تتكرر مأساة أكثر من جيل حقق إنجازات رائعة ثم كانت نهايته فى "مكتبة النسيان"!
وكلاء اللاعبين طالبوا الأندية بعدم المُبالغة فى شروطهم للاستغناء عن اللاعبين، وحذروا من "آفة" الطمع التى تُصاب بها الأندية المصرية كلما يأتيها عروض من الخارج لأن الخاسر فى النهاية هى الكرة المصرية، فهل من مُجيب؟
الورد اللى"فتّح" فى ملاعب مصر.. يحتاج الحماية.. السماسرة يُحذرون الأندية من "الطمع" حتى لا تتكرر مأساة كل جيل
الأربعاء، 03 أبريل 2013 07:40 ص