وفاء داود

الإعلام المصرى.. تنامى الكم وتدنى الكيف

الأربعاء، 03 أبريل 2013 06:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم ما شهدته الساحة الإعلامية فى مصر من انطلاقة نوعية فى عدد القنوات الفضائية والصحف اليومية إلا أن هذه الطفرة اقتصرت على النواحى الكمية دون التحسن على المستوى الكيفى، بل تدنى مستوى وقيمة العمل الإعلامى فى الفترة الحالية أكثر منه فى النظام السابق.
ففى حقبة ما قبل الثورة كان معروفاً للكل أن الساحة الإعلامية حكراً على هؤلاء المرضىِّ عنهم من جانب مبارك وأبنائه بهدف تزيين وتجميل السياسات العامة للنظام أو تهميداً لأجندة مخططة، مع وجود بعض الرموز المعارضة والمنتقدة لهذه السياسات.
ومع قيام الثورة تحول الشىء لنقيضه، وانقلبت الأمور رأساً على عقب، فلم يقم الأمر كما كنا نتوقع بأن تتحرر الوسائل الإعلامية وتسعى لتحقيق أهدافها النبيلة فى نشر الحقائق وإتاحة المعلومات الوثائقية أو معالجة القضايا المجتمعة بحيادية، أو التعبير عن الرأى والرأى الآخر واحترام وجهات النظر المتباينة وفقا لأسس مهنية وأخلاقية واحتراماً لحقوق الإنسان أو الكرامة أو للآدمية الإنسانية. بل تخطى المسار الإعلامى كل هذا وظهرت نخب وعائلات إعلامية مسيطرة على أغلب وسائل الإعلام المصرى، ولم تكن هذه المرة كسابقتها فى أيد النظام الحاكم؛ بل فى أيد أصحاب المصالح والمنتفعين وبعض الرموز الفلولية التى توظف الساحة الإعلامية للتأثير على الرأى العام لتحقيق أجندة معينة وجنى مكاسب مادية وسياسية.
إن الساحة الإعلامية حالياً تعمها الفوضى ويملاؤها البعض من أنصاف الموهوبين والهواة، وذلك نتيجة ما يتردد عن توظيف المال السياسى فى الإعلام الأمر الذى حول الإعلام إلى ساحة للاقتتال السياسى، وهو ما يتضح فى الآتى:
- تحولت السيطرة الإعلامية من النظام الحاكم قبل الثورة إلى المعارضة بعد الثورة، وذلك لبرمجة الرأى العام ونشر توجهات أحادية بعيدة كل البعد عن الحيادية أو الموضوعية غير ملتزمة بأخلاقيات المهنة رافضة احترام الرأى الآخر أو تقبل وجهات النظر المختلفة.
- لم تقتصر تفشى ظاهرة التسييس الإعلامى على الإعلام المدنى فحسب؛ بل تعدى حدوده لتسييس الإعلام الإسلامى وتحولت الفضائيات الدينية التى تعالج قضايا الإسلام والمجتمع إلى أحد أهم المنابر الإعلامية التى تروج لتوجهات غير بناءة لا تحترم قيم وتقاليد وأعراف الممارسة الديمقراطية كما تصدر فتوى وسلوكيات وتصريحات لا تمس بصلة لقيم وتعليمات الإسلام وللأسف تترك آثارا سلبية على صورة الإسلام والمسلمين.
- تغير دور المذيع أو المقدم للبرنامج من شخص محايد يدير الحوار بين وجهات متباينة للتوصل إلى نقطة التقاء إلى شخص متحيز كلياً رافضاً أن يترك فرصة لمن يخالفه الرأى وكأنه جاء بهم ضيوفاً ليستمعوا إليه؟! وأصبح هدف المذيع التعبير عن رأيه فقط والسير على مبدأ "خالف تُعرف".
- تدنى نوعية الضيوف فى برامج التوك شو واحتكار عناصر معينة لهذه البرامج، حيث ظهر أفراد غير معروفين من قبل ولم نكن نسمع عنهم ومنهم من يتلون مع كل نظام ومنهم من يعارض من أجل المعارضة، ومنهم من يوظف شعارات الثورة ودماء الشهداء ليظهر فى الأضواء، هذا بالإضافة إلى لصوص الثورة وهم من كانوا ضد الثورة وبعد فترة أصبحوا مع الثورة وأيام وانقلبوا..!!.
إن تسييس الساحة الإعلامية أمر فى غاية الخطورة خاصة وأنها لم تقتصر على مجرد أن هناك رجال أعمال أو أصحاب نفوذ ومصالح مسيطرين عليها لخدمة مصالحهم فقط، بل تحولت وسائل الإعلام وأضحت أهم وأخطر آلية لحروب استباقية يقوم بها المسيطرون على الإعلام فى مواجهة من يقف فى طريقهم أو يعرقل مصالحهم بصرف النظر عن كونها مصالح عامة أو خاصة. فالإعلام المصرى بشتى أنواعه انخرط فى حرب سياسية شرسة من خلال بعض الرموز التى تم تصنعيها لجعلها أبطالا حاملة توجهات تحريضية صفراء.

* مدرس مساعد بقسم العلوم السياسية





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو العزايم المصرى

اخيرا فى حد فاهم الناس دى

عدد الردود 0

بواسطة:

hand

العمليه

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد الدرمللى

مقال جيد جدا يوصف الحاله الاعلامية لبائعى الاعلام فى مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالناصر

هذا حال أعلام ثورات الربيع العربي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة