قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن وزير الخارجية المصرى سيكافح من أجل إعادة إنتاج العجلة الدبلوماسية عندما يزور واشنطن، هذا الأسبوع، إذ سيسعى لإيجاد حلول للصراعات الأكثر إرباكا فى الشرق الأوسط: مثل القضية الفلسطينية والحرب الأهلية فى سوريا.
وسيلتقى وزير الخارجية محمد عمرو بنظيره الأمريكى جون كيرى ونظرائهم العرب لبحث حل الدولتين للصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ذلك الحل الذى بحثه من قبل وزراء خارجية ورؤساء دون التوصل إلى شىء.
وقال عمرو فى مقابلة مع الصحيفة: "البقاء على الوضع الراهن لا يمكن الدفاع عنه.. نريد العودة إلى بالبلدين إلى حدود عام 1967.. لكن النهج الاستيطانى السريع جدا يجعل هذا الهدف أقل قابلية للتحقيق كل يوم".
وحذر وزير الخارجية قائلا: "قريبا لن يكون هناك أى أراض للحديث عن دولة فلسطينية"؛ مضيفاً بأن غياب الرغبة الأمريكية فى الضغط على إسرائيل بشأن المستوطنات، سيجعل الرئيس باراك أوباما مثل من سابقوه، حيث سيغادر البيت الأبيض دون تحقيق حل سلمى لواحد من أعقد الصراعات فى العالم".
وتابع عمرو بالقول: "عاجلا وليس آجلا سنبحث أفكار من الولايات المتحدة بشأن كيفية تحقيق السلام".
وتقول الصحيفة الأمريكية إن العمل على الصراع الإسرائيلى الفلسطينى يعد وسيلة لحكومات الشرق الأوسط لكسب نقاط بالداخل، وتشير أنه على الرغم من أن الانتفاضات الشعبية اندلعت بسبب قضايا داخلية مثل البطالة، فإن العديد من الحكومات التى تشكلت بعدها، بما فى ذلك مصر، تكافح من أجل تهدئة المطالب الشعبية. وقد وصل الأمر إلى مطالبة بعض المصريين بإعادة الرئيس السابق حسنى مبارك للحكم، جنبا إلى جنب مع الاحتجاجات الضخمة ضد المشاكل الاقتصادية والسياسية التى تحولت إلى العنف.
وتضيف أن التقدم على صعيد القضية الفلسطينية من شأنه أن يمنح حكومات ما بعد الربيع العربى الكثير من الشعبية التى هى فى حاجة ماسة إليها وستساعد فى تحويل الانتباه عن أدائهم الداخلى الضعيف إلى القضايا الإقليمية، وهو تكتيك مأخوذ من قواعد اللعب التى مارستها الأنظمة السابقة.
ونقلت قول عمرو: "إن القضية الفلسطينية هى مسألة هامة جدا على مستوى الشارع العربى، فالرأى العام العربى يتأثر بشدة بصناع القرار فى المنطقة، ويجب أن يكون هناك تقدم على هذه الجبهة".
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومات العربية تتطلع إلى الولايات المتحدة لتأخذ زمام المبادرة فى الحرب الأهلية السورية، وبينما أشاد وزير الخارجية بنشاط نظيره الأمريكى فى التنقل بين العواصم العربية لمناقشة هذه القضية فإنه حذر: "كلما استمر هذا النضال، كلما سادت العناصر المتشددة على البلاد".
وأضاف عمرو: "نظام الأسد بحاجة للاقتناع بأنه لا يمكنه التوصل على حل بالوسائل العسكرية.. لكن الرئيس بشار الأسد أو دائرته الداخلية لا يمكن أن يكونوا جزءا من الحل التفاوضى".
وناشدت المعارضة السورية مرارا الولايات المتحدة للحصول على أسلحة، غير أنه فى غياب الدعم القاتل للمعارضة الليبرالية، لإسقاط الأسد، يستمر تدفق الأسلحة للفصائل الإسلامية الراديكالية؛ وخلص عمرو بالقول: "الجميع يتطلع إلى واشنطن لقيادة الأمر".
وزير الخارجية: الرغبة الأمريكية فى الضغط على إسرائيل بشأن المستوطنات غائبة.. وول ستريت جورنال: حكومات ما بعد الثورة تأخذ من القضية الفلسطينية تكتيكا لإلهاء الداخل عن أدائها الضعيف
الإثنين، 29 أبريل 2013 12:40 م