عمرو وجدى يكتب: تطهير القضاء... وتطهير الجماعة

الإثنين، 29 أبريل 2013 03:21 م
عمرو وجدى يكتب: تطهير القضاء... وتطهير الجماعة دار القضاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف لماذا تتفنن جماعة الإخوان المسلمون فى مواصلة تشويه صورتهم أمام الرأى العام المصرى، كل يوم ، ولا أعرف لماذا يعتقدون أنهم دائماً على صواب وأن غيرهم على خطأ، وأنهم المحتكرون الوحيدون للحقيقية المطلقة وغيرهم لا يفهمون شيئاً!!

لماذا أقدمت الجماعة وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة على تنظيم مليونية لا معنى لها لتطهير القضاء قبل ايام فى تحدٍ حقيقي للسلطة القضائية ولقضاتها العظام ، وكأن لسان حالهم يقول لم يمنعنا أحد مهما كان من المضى قدماً فى أخونة الدولة بكل مؤسساتها وهيئاتها ومفاصلها، والدور جاء هذه المرة على القضاء لتعديل قانونه مما يتيح الفرصة لعزل حوالى 3500 قاض بخفض سن التقاعد من 70 سنة إلى 60 سنة ، وتعييين قضاة موالين للجماعة وفكارها وأهدافها ومبادئها.

أليس هذا هو القضاء الذى برأ الكثير من قيادتهم أثناء حكم النظام السابق، أليس هذا هو القضاء الذى كانوا يتغنون ويشيدون به ويعتبرونه الحصن الحصين للدفاع عنهم وعن غيرهم، عندما حصلوا على 88 مقعداً فى انتخابات مجلس الشعب فى عام 2005، أليس هذا هو القضاء الذى جاء بمرشحهم للرئاسة الدكتور محمد مرسى إلى سدة الحكم فى انتخابات 2012 ، أليس هذا هو القضاء الذى أشاد به الرئيس مرسى – الإخوانى- عندما أصبح رئيساً وتعهد باحترامه واحترام قراراته.

فلماذا قاموا بانتقاد القضاء والدعوة إلى تطهيره ومناقشة تعديل قانونه فى مجلس الشورى عندما وصلوا إلى السلطة وأصبحت فى يدهم ، لماذا يواصل رئيسهم ومرشحهم الدكتور محمد مرسى التدخل والاعتداء على السلطة القضائية، والضرب بأحكامها عرض الحائط .

إنها المصلحة الشخصية ومصلحة جماعتهم فقط التى جعلتهم يتوغلون فى السلطة من أجل تفكيك جميع المؤسسات السيادية - وفى مقدمتها القضاء - بهدف تطويعها لخدمة أهدافهم السياسية ، وجعلتهم يستحوذون على كل شىء غير مبالين ولا مهتمين بمصلحة الوطن ومصلحة هذا الشعب بعد أن كانوا يعيشون تحت الأرض لعشرات السنين.

فقبل أن يطالبوا بتطهير القضاء لابد أن يقوموا أولاً بتطهير أنفسهم وتنقيتها حتى لا يكرههم الشعب المصرى أكثر من ذلك وحتى لا يندم على اليوم الذى قام بانتخابهم فيه، وأن يقوموا بتغيير خطابهم العدائى والاستعلائى الذى لا يقبل أى مخالف أو أى منتقد لهم أو لآرائهم، وأن يكفوا عن استخدام لغة التخوين لكل معارضيهم ، وأن يقوموا بفتح قنوات اتصال حقيقية مع جميع أفراد الشعب وجميع القوى والتيارات السياسية ويمدون أيديهم لهم لتكون مصلحة هذا الوطن هى هدفهم الأول والأخير، وأن يقوموا بإصلاح مؤسسات الدولة إصلاحا حقيقياً بدلاً من هدمها وإعادة بنائها على حسب أهوائهم.

ولعل لاحظ مسئول جماعة الإخوان انخفاض شعبيتهم إلى أدنى مستوى لها، وتراجع رصيدهم فى الشارع المصرى، وفقدهم لتعاطف المواطن البسيط ، ولعلهم لاحظوا أيضا انفضاض كثير من الناس من حولهم حتى من قاموا بتأييدهم فى السابق من الجماعات والأحزاب الإسلامية الأخرى وغيرها بسبب تعنتهم وميلهم للاستحواذ واحتكارهم لكل شىء وإقصائهم للآخر، وبحثهم فقط على مصلحتهم.

ولتعلم قيادات الجماعة جيداً أن بأفعالهم هذه سيدمرون القضاء المصرى – وغيره من مؤسسات الدولة - وسيكتبون شهادة وفاة له ، سيدمرون الحصن الذى يستند عليه كل ضعيف، وسيكسرون العصا التى يتوكأ عليها كل مظلوم ومحتاج.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة