باتت سياسة التقشف التى تدافع عنها ألمانيا، أكثر عرضة للتشكيك فى أوروبا أكثر من أى وقت مضى مع الانتقادات الحادة التى وجهها الاشتراكيون الفرنسيون، وتفاقم الأزمة فى أسبانيا وإيطاليا، حيث يعرض رئيس الحكومة الإيطالية الجديد انريكو ليتا برنامجه اليوم الاثنين.
ويلقى ليتا الاثنين خطابا ينتظره بفارغ الصبر شركاؤه الأوروبيون والأسواق فى أجواء من القلق من غرق الاقتصاد الثالث فى أوروبا، فى الانكماش مع بطالة تشمل قرابة 12%.
ودعا رئيس الوزراء الجديد إلى "تغيير توجه السياسات الأوروبية"، لأن "سياسات التقشف لم تعد تكفى" حتى ولو تقلص هامش المناورة إلى حد كبير مع ديون تفوق ألفى مليار يورو.
وتلقى الأحد دعم الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، الذى يعتبر أن فرنسا وإيطاليا ينبغى "أن تعملا على تضافر جهودهما" لأنه "ينبغى أن تحشد أوروبا كل طاقاتها أكثر من أى وقت مضى للعودة إلى النمو".
وتقع السياسة الألمانية تحت مجهر المسئولين الفرنسى والإيطالى، فى حين تؤكد المؤشرات شهرا بعد شهر، أن جنوب منطقة اليورو لن يستعيد النمو بعد فترة علاج تقشفية قصيرة ضرورية لعودة التنافسية، كما كانت تأمل برلين، إلا أن الرئيس الفرنسى ووفقا لرغبته فى بناء "توتر ودى" مع أنجيلا ميركل، كما كان دعا فى نهاية مارس، يجد نفسه محرجا اليوم الاثنين، بسبب تصريحات مسئولين فى حزبه فى الأيام الأخيرة، ويبدو أنها لم تحتفظ سوى بكلمة "توتر".
ودعا رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود برتولون فى نهاية الأسبوع الماضى، إلى "مواجهة" مع ميركل التى وصفت فى مشروع قانون حول أوروبا للحزب الاشتراكى، بأنها "مستشارة التقشف" إضافة إلى أنها "أنانية".
وفى هذه الوثيقة التى تسربت الجمعة الماضية، انتقد الحزب الاشتراكى بزعامة هولاند، ميركل بسبب إصرارها على التقشف كحل لازمة ديون أوروبا.
ودعا وزراء فرنسيون كبار الاثنين، إلى تجنب اندلاع خلاف مع ألمانيا بعد أن اتهم الحزب الاشتراكى الفرنسى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ"الأنانية" فى سعيها إلى فرض إجراءات التقشف على دول منطقة اليورو.
ومع تدهور العلاقات بين فرنسا وألمانيا إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، سعى عدد من كبار المسئولين فى الحكومة الفرنسية إلى منع حدوث مزيد من التوتر، بسبب تسرب وثيقة الحزب الاشتراكى حول أوروبا.
وقال وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، إنه رغم ترحيب حكومة الرئيس فرنسوا هولاند بالنقاش حول السياسة الاقتصادية الأوروبية، إلا أن النقاش يجب أن لا يتحول إلى نزاع مفتوح.
وقال فابيوس فى تصريح لإذاعة أوروبا، "نعم للنقاش ولا للعراك من غير الطبيعى التشكيك فى هذا الزعيم، أو ذاك، ولا يوجد سبب لحدوث مواجهة بين بلد وآخر".
وقال وزير المالية الفرنسى بيار موسكوفيسى، إن الهجمات على ألمانيا لن تجدى نفعا، وأضاف فى تصريح لصحيفة لوموند "أن الفكرة التى تدعو إلى المواجهة مع ألمانيا خاطئة، وغير مفيدة مطلقا".
ميركل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة