"الانتصارات الكروية الألمانية" تثير تساؤلات ثقافية وتلفت لـ"ظاهرة خلدونية"

الإثنين، 29 أبريل 2013 12:32 م
"الانتصارات الكروية الألمانية" تثير تساؤلات ثقافية وتلفت لـ"ظاهرة خلدونية" صورة أرشيفية
(أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانتصارات الكروية الألمانية المدوية مؤخرا على أشهر فريقين فى أسبانيا، وهما برشلونة وريال مدريد، بقدر ما تعبر عن انقلاب فى "عالم الساحرة المستديرة" فإنها تومئ أيضا لقضايا ثقافية بالدرجة الأولى، وتشير لأسلوب فى الحياة ونظرة للعالم بقدر ما تلفت لظاهرة "ولع المغلوب بتقليد الغالب" التى تحدث عنها المفكر العربى عبد الرحمن بن خلدون منذ مئات ومئات الأعوام.

وكان الفوز الكروى الألمانى الساحق لفريق بايرن ميونخ على فريق برشلونة برباعية نظيفة ولفريق بروسيا دورتموند على فريق ريال مدريد بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، ليثير هذا الفوز الكثير من الجدل والنقاش والطروحات التى انتقلت لقضايا الثقافة.

ومن الطريف أن القاص والناقد والأستاذ الجامعى البريطانى فى الأدب تيم باركز عقد مقارنة فى دورية "نيويورك ريفيو" بين البطولات الكروية العالمية الكبرى مثل بطولة كأس العالم "المونديال" وبين المنافسات على الجوائز الأدبية العالمية، وفى مقدمتها جائزة نوبل للأدب، فيما أشار إلى أن الانجليز كانوا يأنفون من المشاركة فى البطولات الكروية الأولى لكأس العالم لشعورهم وهم أصحاب اللعبة فى صورتها المعاصرة، بأن هذه المنافسات العالمية لا معنى لها على الأقل بالنسبة للعبة ذاتها.

لكن هذا المفهوم تغير وباتت المنافسات الكروية الإقليمية والعالمية مشحونة بالمعانى والدلالات المهمة على مستوى التحليل الثقافى، بينما تتردد الآن تساؤلات جادة عما إذا كانت الانتصارات الكروية الألمانية المدوية، تعنى ما هو أكثر من انتقال ميزان القوى فى الكرة الأوروبية إلى ألمانيا، وأن ما حدث على المستطيل الأخضر يعبر عن انتصار أسلوب حياة فى المقام الأول بقدر ما يومئ لـ "ثقافة الانتصار".

إنها ثقافة "نعم أنت تستطيع" التى لا يؤمن بها الرئيس الأمريكى باراك وحده، وإنما هى سمة أصيلة لكثير من الأمريكيين والغرب الثقافى على وجه العموم، فيما تتجلى من حين لآخر فى تنويعات إبداعية أو أعمال ثقافية ذات طابع فكرى كما فى كتاب "متكأ" الذى صدر مؤخرا، واشترك نيل سكوفيل مع شيرلى ساندبيرج فى تأليفه، ويتناول قضية نجاح النساء فى الحياة العملية والقدرة على اعتلاء مناصب قيادية.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى اسماعيل

اليوم السابع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة