خلال المقهى الثقافى للمهرجان القرائى للطفل..

مثقفون: علينا نقل الطفل من مرحلة التلقى للمشاركة فى العمل الأدبى

السبت، 27 أبريل 2013 05:24 ص
مثقفون: علينا نقل الطفل من مرحلة التلقى للمشاركة فى العمل الأدبى جانب من المقهى الثقافى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد متخصصون بشئون أدب وثقافة الطفل، أنه من الضرورى نقل الطفل من مرحلة التلقى المجردة إلى المشاركة فى صنع العمل الأدبى، ولفتوا إلى أهمية التعامل مع أدب الطفل بحساسية فائقة، لأنها الوسيط الذى تنتقل من خلاله الثقافة، وبالتالى تحدد سمات شخصيته وثقافته المستقبلية، وأن على الشعراء والأدباء والكتاب أن يوسعوا معرفتهم بالطفل وحاجاته، وينتبهوا إلى أن لا تكون الكتابة للأطفال لمجرد ملئ الفراغ أو التسلية، أو طرق باب جديد للتجريب، فثقافة الطفل لا تعنى مجرد نقل المعلومات، وإنما فن نقل المعلومات، وبالتالى لابد أن يكون لهذه العوامل أثراً فى تحفيز الطفل نحو القيم الإيجابية تجاه العالم.

جاء ذلك فى إطار استمرار المقهى الثقافى فى تقديم فعالياته الخاصة بمهرجان الشارقة القرائى للطفل الذى يستضيف العديد من الشخصيات الأدبية والفنية والمسرحية والثقافية والمتخصصة فى شئون أدب وثقافة الطفل لمناقشة مختلف القضايا التى تهم ثقافة الطفل، وإمكانات تعزيزها، والتغلب على الصعوبات المختلفة التى تفرضها طبيعة الحياة والتقنيات المعاصرة، حيث استضاف المقهى جلستين جديدتين، خصصت الأولى لاستعراض أهمية الثقافة العلمية فى بناء الطفل، ألقاها د.فاضل الكعبى، فيما خصصت الثانية للذاكرة المتجددة فى شعر الأطفال، ألقتها د.بهيجة مصرى إدلبى.

واستهل فاضل الكعبى فى الجلسة الأولى للمقهى الثقافى حديثه عن مصطلحى الثقافة، والعلم، وتنقل فى مراحل مختلفة رافقت مسيرة التطور لهاتين المفردتين، وقرنها بالعديد من الأمثلة والشواهد التاريخية، ثم بين أهمية كاتب الطفل فى جميع المجالات التى يكتب فيها للطفل، والتفاوت اللافت فى النظرة إليه بين العالمين العربى والعوالم الأخرى، وما يرافق ذلك فى التعاطى مع قضايا الطفولة والتربية والبناء النفسى والخيالى والتذوقى الذى يدفع الطفل إلى أن يستجيب لمستوى التأثير المراد إيجاده من خلال الكتابة كمحفز ورافد لسلوكه الإبداعى المستقبلى.

ثم أردف الكعبى حديثه بالتجارب الحديثة التى تتعامل مع أدب وثقافة الطفل على أنها منظومة كاملة تحتاج لبنائها إلى أدوات بالغة الأهمية، وقادرة على منح الطفل إشباعا ثقافياً حقيقياً ينطلق من دراسة مستفيضة، ويبحث فى تجارب حية، ويحدد مرتكزات أعمال ناجحة، لكى يتاح لكاتب الأطفال أن يبدأ مشروعه الكبير فى مخاطبة الطفل، ومنها الشروط المهمة التى يتعين توافرها فيمن يكتب فى الثقافة العلمية للطفل قائلاً: "لا أبالغ إذا قلت إن الكتابة للطفل من وجهة نظرى تحتاج الى عالم نفسي، وطبيب، ومربٍ، وأب، وباختصار إلى كاتب يجمع كل التوصيفات الإنسانية الممكنة لكى يستطيع قراءة الطفل فى ضوء هذه الأدوات، ويستعين بالنتائج على تنفيذ مشروعه الكبير فى مخاطبة الطفل، والنجاح فى مهمته".

وبينت د.بهيجة مصرى إدلبى فى الجلسة الثانية للمقهى التى ناقشت "أناشيد الأطفال ذاكرة متجددة " وأدارها قاسم سعودى: "إن بناء الطفل ثقافيا، ليس مهمة فردية تقع على كاهل المبدع فحسب، فالطفل نصنا الجماعى لذلك يجب أن تتعاون المؤسسات الخاصة والعامة، والأفراد بكافة اتجاهاتهم الثقافية والمعرفية والإبداعية على تحديد منظومة قيم متكاملة يلتزم بها الشعراء والمبدعون حتى لا تكون القيم عرضة للأهواء الشخصية والفردية فيقع الطفل فى قلق وارتباك بين تلك القيم التى تتبع الأفراد والأهواء. وبذلك يفقد هويته العربية وخصوصيته".

وشددت ادلبى على أنه "لابد من وجود منظومة من القيم العربية والإسلامية، تأخذ بعين الاعتبار حاجات الطفل العربى الثقافية والمعرفية والذاتية، بأفق إنسانى منطلق من تعميق الحس القومى والدينى لديه، وحس تقبل الآخر، والحوار معه، وأنه لابد أن تكون قصيدة الطفل ذات أفق جمالى ومعرفى ورؤى مستقبلية تزرع فى ذاكرة الطفل أملا متجددا فى مستقبل أفضل".

















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة