شاركت دار الإفتاء المصرية فى "القمة العالمية للقاحات.. الاحتفال بالتقدم، الحفاظ على الأرواح"، والتى انعقدت فى مدينة أبو ظبى عاصمة الإمارات العربية المتحدة، يومى الأربعاء والخميس 24 و25 أبريل 2013م، تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالشراكة مع بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، ورجل الأعمال الأمريكى بيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس.
وفى كلمته فى القمة العالمية أكد ممثل دار الإفتاء المصرية كبير الباحثين مدير إدارة الفتوى المكتوبة د. محمد وسام خضر، أن الإسلام يحرص كل الحرص على المحافظة على حياة الإنسان وصحته وعدم الإضرار بها، ويجعل ذلك من المقاصد الكلية العليا التى جاءت الشرائع بتحقيقها، (وهى حفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين)، مشيرا إلى أنه من عظمة الشريعة الإسلامية أنها ارتقت بهذه المقاصد من رتبة الحقوق إلى مقام الواجبات؛ فلم تكتف بتقرير حق الإنسان فى الحياة وسلامة الصحة حتى أوجبت عليه اتخاذ الوسائل التى تحافظ على حياته وصحته وتمنع عنه الأذى والضرر.
ونبه خضر إلى أن الإسلام نسق مفتوح لا يعرف الانغلاق ولا التقوقع، وأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أرشدنا إلى الاستفادة من تجارب الأمم، وأخذ العلم والطب من المختصين بغض النظر عن الاختلاف فى الدين.
وقرر ممثل دار الإفتاء أن تطعيم الأبناء والبنات ضد الأمراض الفتاكة -وأخطرها شلل الأطفال- واجب شرعى ومسئولية مجتمعية يجب الاعتناء بها من قِبَل المسئولين على مختلف المستويات؛ أسريًّا، ومجتمعيًّا، ودوليًّا؛ لأن فيه استنقاذًا لصحتهم وحياتهم، وأن الامتناع من ذلك مع مظنة الإصابة بهذه الأمراض الفتاكة إثم وتضييع للأمانة.
وكشف خضر عن الجهود المبكرة التى بذلتها دار الإفتاء ومازالت فى تصحيح المفاهيم المغلوطة بهذا الصدد؛ حيث نبهت مبكرًا على خطر دعاوى تحريم التطعيم؛ فأصدرت الفتاوى التى توضح موقف الشريعة الإيجابى من اللقاحات، ومشروعية التوعية بالتطعيم عبر منابر المساجد، وذلك فى الأعوام 2003م، 2004م، 2005م، وأصدرت بذلك بيانًا منشورًا على موقعها الإلكترونى.
وأشار إلى أن المشاركة فى القضاء على الأوبئة الفتاكة والتفرغ لها نوع مِن الجهاد فى سبيل الله؛ فكيف بمن يجعل شغلَه الشاغل التصدى للأمراض الفتاكة ويتحمل فى سبيل ذلك المصاعب والمشاق.
وأعرب عن استنكار دار الإفتاء المصرية الشديد للأعمال الإجرامية التى قام بها خوارج العصر فى قتل موظفى الهيئات والمنظمات الصحية الذين يتحملون المشاق فى سبيل حماية الناس من الأمراض وإعطائهم اللقاحات اللازمة التى تمنع إصابتهم بهذه الأمراض، مضيفًا: "لقد سئمنا تلك الصورة الشوهاء التى يحاول البعض رسمَها عن الإسلام ونبى الإسلام -ظلمًا أو جهلًا- فى وأد الطفولة والإضرار بها، إلى الدرجة التى يُنسَب فيها إلى الشريعة وجوب ترك الأوبئة تستشرى بين الأطفال إهلاكًا وتشويهًا، مع أن السنة النبوية قد بلغت الغاية والسمو فى رعاية الأطفال والرحمة بهم وحمايتهم؛ حتى رأينا الطفولة ترجئ الأحكام وتوقفها فى كثير من الأحوال رعاية لضعفها".
دار الإفتاء: حملات اللقاح ضد الأمراض الفتاكة جهاد فى سبيل الله
السبت، 27 أبريل 2013 01:01 م