بعد أن أكرمنى الله واختار ابنتى (جويرية) ذات الثلاثة شهور لتكون طائرا من طيور الجنة ذهبتُ إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة فى فعاليات احتفالية تقيمها الجالية المصرية هناك بمناسبة أعياد تحرير سيناء.. وقد كان لهذه السَفْرة دور كبير فى تخطى أوجاع وآلام الفراق خاصةً بعد تأديتى لمناسك العمرة هناك حيث أخرجتُ كل الحزن وكل البكاء أثناء الصلاة فى حِجر سيدنا (إسماعيل) عليه السلام محتسباً بلائى عند الله عز وجل. كنتُ قد وعدتُ بالمشاركة فى الحفل (مجانا وبدون أى أجر) قبل أن تحدث الوفاة.. ولم أُرِد أن أخلف وعدى مع المنظمين خاصةً أنهم أخبرونى أنهم قد باعوا عدد 18 ألف تذكرة لصالح الاتحاد العام للمصريين بالمملكة.. وأن الإقبال على الحفل كبير جدا وأن الجميع ينتظرونك ليقدموا لك واجب العزاء بأنفسهم. ذهبتُ بالفعل واستقبلنى كبار القيادات المصرية هناك وطلبت من المنظمين ألّا تطول فترة وقوفى على المسرح فتجاوبوا مشكورين.. وكان حفلا مميزا لن أنساه طيلة حياتى.
بعد الحفل توجهنا إلى مكة المكرمة واطمأن قلبى فى رحاب الكعبة الشريفة وبدأت أشعر بضرورة كتابة مرثية شعرية لابنتى (جويرية).
كتبت قصيدة قصيرة جدا.. مازلتُ أراها ضعيفة تقنياً .. ولكنها مؤثرة بالطبع نظرا لِهَوْل الحدث نفسه. نشرت مرثيتى على صفحتى الخاصة بموقع (الفيس بوك) قبل عودتى للقاهرة وألحقت بها صورة لجويرية الوليدة.
بعد أربع أو خمس ساعات كانت المشاركات (share) على القصيدة والصورة قد بلغت قرابة السبعة آلاف.. ولأول مرة يأخذنى الفضول لقراءة تعليقات الأشخاص الذين شاركونى القصيدة على صفحاتهم.. كانت معظم التعليقات بنسبة (%80) منطقية وطبيعية وتحوم حول العزاء والدعاء بالصبر أو الإعجاب بكلمات والقصيدة وما شابه.. ولكن الأمر الذى أذهلنى هو مجموعة الأصدقاء (القليلين) الذين اخترعوا أخباراً ليس لها أية علاقة بالحدث ونشروها وناقشوها وصنعوا منها مادةً خصبة للنقاش والجدال وتفرّعوا منها إلى أمور سياسية واجتماعية ليس لها أية أصل فى الواقع.
كتب أحدهم (هذه مرثية هشام الجخ لابنته وَعْد) وأنا ليس لى ابنة اسمها وعد.
وكتب آخر (هشام الجخ يفقد ابنته فى حادث سيارة أليم). وكتب ثالث (رغم أنى مش بطيق هشام الجخ ده.. لكن القصيدة حلوة).
وكتب رابع (هشام الجخ يرثى ابنته صاحبة الثلاث سنوات). وكتب خامس (هشام الجخ بنته لسة ميتة ورايح يعمل حفلة فى السعودية عشان الفلوس.. إخسسسسسسسس) مع العلم أن الحفل كان تطوعيا ولم أتقاضَ عليه قرشا واحدا.
واجتهد سادس وجاء بصور لى مع ابنتى الكبرى (مريم) ذات الست سنوات وألحق بها القصيدة ونشرها على ما تيسّر له من المواقع مدّعياً وفاتها. وقال سابع.. وقال ثامن… وانهالت التعليقات على كل منهم يناقشون الحقيقة التى أقرّوها هم بمعرفتهم وليس لى أنا أىّ دخل فى الموضوع.
ثم بدأت الأخبار المغلوطة تتحول إلى أشخاص.. وبدأت المكالمات تنهال عليّ من مصر وخارج مصر.. يستفهمون عن (حادث السيارة الأليم) وعن ابنتى (وعد) صاحبة الثلاث سنوات.
أدركت وقتها أن هذا الـ(فيس بوك) -رغم ما له من مميزات- قد يتحول فى وقت من الأوقات إلى آلة إعلامية مزيِّفة ومزرية ومؤذية أحيانا.
أرجو من حضراتكم التريُّث والتأنّى فى اتباع الشائعات وأذكركم بأن السلطان (قطز) اُغتيل بسبب شائعة.. وأن الحرب العالمية الثانية بدأت وانتهت بسبب شائعة.. وأن المسلمين كادوا أن يُهزَموا فى (أُحُد) بسبب شائعة.. وأن بداية ظهور الشيعة فى تاريخ الإسلام كانت بسبب شائعة.. وغيرها الكثير والكثير من اللحظات الفارقة التى غيّرت تاريخ الإنسانية وتاريخ الشعوب والحضارات كانت بسبب شائعات.
وأذكركم بقول الله تعالى من سورة الحجرات
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
«يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».
إسراء عبد الفتاح تكتب.. الدور على مين.. لا ننكر أننا طالبنا من قبل بتطهير جميع مؤسسات الدولة وكان من بينها القضاء.. ولكن مطلبنا لم يكن لغرض سياسى
الدكتور مصطفى النجار يكتب .. الإخوان والقضاة من خسر المعركة.. على مجلس الشورى أن يتوقف عن العبث وخلق معارك لا حاجة لها الآن .. وعلى القضاة أن يدركوا أنه لا قداسة لأى شخص أو مؤسسة بعد الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
محسن سعيد
البقاء لله
البقاء لله ... واكفينا شر الفيس بوك ....
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو احمد
قول الله تعالى أصدق
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
عنده حق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد يونس
اللهم اني نسألك الصبر عند البلاء
عدد الردود 0
بواسطة:
وفيق
عزاء خالص لوجه الله
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
قل حسبنا الله ونعم الوكيل
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد ماضى
نسال الله ان تكون هى مفتاح الجنه
عدد الردود 0
بواسطة:
د قيتباى
كل شئ بقدر الله
عدد الردود 0
بواسطة:
الرديني
البقاء لله
اصبر واحتسب
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
إنا لله....وإنا إليه راجعون !!...فى ذمة الله ورحمته !! وجنته !! ياجويرية !! فأنت بإذن الله