سياسيون وأمنيون يحذرون من تحول مصر لدولة ميلشيات.. زعيم الجهاديين: تحمى النظام وتعجل بسيناريو "لبنان".. درويش: الجيش لن يسمح..خبير أمنى: بادرة لإنشاء حرس ثورى.. ويطالب بتحديد مسئولية الرئيس الجنائية

حذر سياسيون وأمنيون، من خطر وضع مصر على أعتاب التحول السريع لدولة ميلشيات وسقوط مفهوم الدولة بمضمونها المؤسسى، لتسير على نهج"لبنان"، بتشكيل الميلشيات الخاصة بكل فصيل لخدمة مصالحه، فى ظل تنامى دعوات الجماعات الإسلامية، وقيادات تيار الإسلام السياسى، إلى تشكيل شرطة موازية، وطرح سيناريو تشكيل لجان شعبية لتحل محل الشرطة، بالإضافة إلى الحديث عن تشكيل "حرس وطنى" لإنقاذ حكم الرئيس والتيار الإسلامى الذى ينتمى إليه، وشرطة متخصصة غير تابعة لوزارة الداخلية.

أثارت تلك الدعوات حفيظة السياسيين والأمنيين، الذين أكدوا أن الهدف منها خدمة فصيل سياسى بعينه، وإسقاط الدولة، كما أنها ستجنح بالدولة إلى العصبيات والعنف والإرهاب، خاصة فى ظل دعوة بعض قيادات الجماعة الإسلامية، بضرورة عودة الجماعة إلى ما كانت عليه فى فى السبعينيات والثمانينيات، والعمل فى الشارع لردع أهل الباطل، وإحباط مؤامراتهم، وتحميس الشباب، وإحداث ثورة ثانية، دون الاهتمام بمقاعد مجلس الشعب، وتركها للإخوان والأحزاب الأخرى.

وصف الشيخ نبيل نعيم، المسئول الأول عن تنظيم الجهاد فى مصر، والذراع اليمنى للدكتور أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، دعوات بعض القيادات والأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامى تشكيل ما يسمى باللجان الشعبية، أو إنشاء قوة نظامية لحماية النظام، لمساعدة أجهزة الأمن فى عودة الأمن ببداية تنفيذ سيناريو "لبنان" فى مصر.

قال "نعيم" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"،: "إن اللجان الشعبية تكون ولائها لمن يمولها، وهى أشبه بالمليشيات التى لا يمكن لأحد محاسبتها حالة مخالفتها القانون"، مضيفا: "أن جماعة الإخوان المسلمين، وبعض الأحزاب لها أغراض خبيثة لإنشاء مليشيات خاصة بها".

وأكد أن اللجان الشعبية الكائنة بسوريا والمعروفة باسم الشبيحة، والتى تدافع عن نظام بشار الأسد ستكرر فى مصر حال تشكيل ما تدعو إليه بعض الأحزاب، لافتا إلى أن الأمن موجود بمصر، ولكن به بعض الخلل، ويحتاج إلى إصلاح وليس لإلغائه، وتأسيس ميلشيات تدفع مصر إلى سيناريو لبنان.

من جانبه، قال اللواء رفعت عبد الحميد، أستاذ العلوم الجنائية والخبير الأمنى، إن تلك الدعوات مخالفة لجميع التشريعات الجنائية والتشريعية المصرية، وإعلان لإسقاط الدولة الشرعية، مضيفاً أن تشكيل ميلشيات يعد إشارة صريحة للفوضى.

وأوضح أستاذ العلوم الجنائية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الدعوة لتشكيل "حرس ثورى" بادرة مؤكدة لإنشاء الجيش الثورى، وميلشيات البلطجية، مشدداً على أن هذا أمر مرفوض ولن يحدث فى مصر، لافتاً إلى أن الضمانة الوحيدة لعدم تشكيل ميلشيات وتحقيق الأمن، هو الشعب الذى يمثل المصدر الأساسى للأمن فى الدولة، يعاونه فى ذلك الجيش والداخلية.

وأضاف أن تشكيل ميلشيات خاصة، لن يخدم المصلحة العامة للبلاد، كما يدعى البعض أنها حماية للدولة، ولكنها ستحقق مصالح غير مشروعة لكل من يدعو لتشكيل تلك الميلشيات، أو يعززها بالأسلحة، أو يوفر لها المأوى فى الصحراء.

أشار إلى أن المعالجة الصحيحة والمباشرة لتلك الظاهرة، هى اتباع ما قامت به 12 دولة أوروبية، بالمسارعة بملاحقة رئيس الدولة وحكومته، بتشريعات جنائية جديدة تحدد مسئوليته الجنائية عما يحدث من انفلات شعبى، وتشكيل جماعات مسلحة خارج القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، والتى تصل العقوبة فيها إلى الإعدام.

وفى السياق ذاته، أكد الدكتور إبراهيم درويش رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، أن تنامى الدعوات فى الفترة الأخيرة لتشكيل مليشيات وحرس خاص تخدم فصائل بعينها، تهدف إلى إسقاط الدولة، مشددا على أنه لن ينجح من يقوم بإطلاق مثل تلك الدعوات فى إسقاط الدولة.

وانتقد درويش، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، حديث الداعية الإسلامى صفوت حجازى، لإحدى الصحف لتشكيل حرس وطنى، لافتا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى إلى إنشاء دولة خاصة، وهدم الدولة القائمة.

وأضاف أن تلك الدعوات بدأتها جماعة الإخوان المسلمين، منذ أيام الشيخ سيد قطب، من أجل إسقاط الدولة، وإقامة دولة الخلافة، مشيرا إلى أن تلك الدعوات لن تستقيم مع الدولة الحديثة، ولن يسمح أحد بها.

وأشار رئيس حزب الحركة الوطنية، إلى أن الجيش سيتدخل لمنع إسقاط الدولة، فى حالة تحقيق تلك الدعوات أهدافها فى تشكيل مليشيات وحرس خاص، من أجل إسقاط الدولة، لافتا إلى نزول الجيش إلى مدن القناة لحفظ الأمن والسيطرة على الفوضى، التى اجتاحت مدينة بورسعيد عقب حكم المحكمة بقضية المذبحة.

فيما أكد قال اللواء مختار قنديل، الخبير الإستراتيجى والعسكرى، أن الدعوات لتكوين مليشيات هدفها تقسيم مصر، وتحويل كل حزب إلى مليشية، قائلا: إن هذا لن يحدث فى مصر، وإن الجيش سيقف لهذه المحاولات بالمرصاد.

وأضاف أن هناك بعض السياسيين يطلقون تصريحات غير مسئولة، لافتاً إلى أن الشعب المصرى واعى وسيقف كحائط صد لمن يحاول العبث بالبلد.

وأشار قنديل، إلى أنه فى حالة ضعف الشرطة تظهر "فقعات" كالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والحرس الثورى، وتنتهى وتتآكل لأن الناس لن تقبل مثل هذه الأمور.

وشدد على أن رئيس الجمهورية، يستطيع القضاء على إرهابى سيناء بإعطاء أوامر للجيش بتصفيتهم، مؤكداً أن هذا من الممكن أن يتم خلال أسبوع ليس أكثر، قائلا: "إن مصر ليست أفغانستان".

بدوره قال الدكتور محمود العلايلى، القيادى بجبهة الإنقاذ، إن ظهور الميلشيات بداية من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، نهاية بالحرس الثورى، ما هى إلا حيل لإنشاء دولة موازية للسيطرة على مصر.

وأكد العلايلى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن محاولات الإخوان بتحويل مصر إلى لبنان جديدة ودولة مليشيات، ستبوء بالفشل لأن هناك جيش قوى وشعب واعى.

وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين، لديها أسلحة بشكل سرى، ويسعون إلى تقنين هذا، لأنهم مدركين أن نهايتهم أصبحت وشيكة.