سادت أجواء ودية أمس الخميس فى حفل تدشين مركز جورج بوش مع كلمات توافقية واستحضار ذكريات مؤثرة، لكن مع غياب كلى لـ"الحرب فى العراق"، إلا أن اجتياح القوات الأمريكية والبريطانية للعراق قبل 10 سنوات بأمر أُعطى بحجة وجود "أسلحة دمار شامل" لم يعثر عليها أبدًا بعد سقوط نظام صدام حسين، سيطر بطريقة ما على تدشين المجمع المكرس لحصيلة السنوات الثمانى من عهد الرئيس الأمريكى الثالث والأربعين.
والحرب فى العراق بدءًا من عمليات القصف الأولى فى مارس 2003 حتى انسحاب آخر الوحدات الأمريكية بنهاية العام 2011، طبعت رئاسة جورج بوش الابن، وكذلك ولاية خلفه باراك أوباما، حتى أنها أسهمت إلى حد كبير فى صعوده السياسى، فعندما كان لا يزال نائبا محليا شابا فى إيلينوى أواخر 2002 هاجم أوباما "الحروب الغبية" و"الحروب الانفعالية" على غرار تلك التى كان يحضرها بوش وفريقه بنظره.
وأثناء الحملة الانتخابية فى 2007-2008 ركز أوباما على صورته كمعارض لحرب يتراجع تأييدها الشعبى أكثر فأكثر فى الولايات المتحدة الأمريكية، ليتمايز بذلك ليس فقط عن بوش، بل وأيضا عن منافسته فى الانتخابات التمهيدية الديمقراطية هيلارى كلينتون، عضو مجلس الشيوخ، المذنبة برأيه، لأنها صوتت مع مبدأ استخدام القوة فى العراق.
وفيما حلت أجواء الابتهاج فى الحدث الذى جمع الخميس فى دالاس بوش وأوباما وثلاثة من أسلافهما، شهد العراق أعمال عنف دامية مع سقوط 179 قتيلا و286 جريحا فى خلال ثلاثة أيام، ما دفع رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى إلى التحذير من "حرب أهلية طائفية".
وفى حين سقط أكثر من 4400 أمريكى وعشرات آلاف من العراقيين قتلى منذ 2003 فى هذا البلد، قد يغذى هذا التصعيد فى أعمال الجدل حول قرار بوش الإطاحة بصدام حسين وكذلك بقرار أوباما سحب جميع الجنود الأمريكيين قبل الانتخابات الرئاسية فى 2012.
وصرح بوش فى مقابلة بثت الأربعاء الماضى أنه "مرتاح للطريقة التى اتخذ بها هذا القرار.. أعتقد أن الإطاحة بصدام حسين كان القرار الصائب ليس فقط بالنسبة لأمننا، بل وأيضا لإعطاء العراقيين إمكانية العيش فى مجتمع حر"، وأضاف "أن التاريخ سيحكم فى نهاية المطاف على كل ذلك، ولن أكون هنا حتى أرى حكمه".
"حرب العراق" الغائب الأكبر فى الاحتفال بتدشين مركز بوش فى دالاس
الجمعة، 26 أبريل 2013 10:37 ص
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة