د. مصطفى النجار

الإخوان والقضاة.. من خسر المعركة؟

الجمعة، 26 أبريل 2013 09:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(يا قضاة يا عرة.. الثورة مستمرة) كان هذا الهتاف واحدا من هذه الهتافات التى أطلقها المشاركون فى تظاهرة تطهير القضاء أمام دار القضاء العالى يوم الجمعة الماضى وعبر هذا الهتاف عن تدن غير مسبوق فى التعامل من جهة جماعة الإخوان تجاه المؤسسة القضائية المصرية التى نالها أيضا من التهديد والوعيد وسوء الأدب الكثير والكثير أثناء محاصرة مقر المحكمة الدستورية قبل عدة شهور.
لا خلاف على أن المؤسسة القضائية تحتاج مثلها مثل كل مؤسسات الدولة إلى إصلاح جذرى يعالج سلبيات يقر بها القضاة أنفسهم وعبر عنها المستشار الغريانى فى برقيته الشهيرة التى أرسلها المجلس الأعلى للقضاء إلى البرلمان السابق معاتبا إياه على تجاوز بعض النواب فى حق رجال القضاء تحت القبة وجاء فيها (نعلم أن هناك ما يحتاج إلى إصلاح ولكن دعوا القضاة يطهرون أنفسهم بأنفسهم دون تدخل من أحد).
للتاريخ كان المستشار أحمد مكى وزير العدل الحالى يتواصل مع عدد من النواب كنت واحدا منهم أثناء انعقاد البرلمان الماضى لتقديم قانون السلطة القضائية الجديد واشترط توافق جموع القضاة عليه حتى يكون معبرا عن إرادة رجال القضاء ورفض الإخوان فتح النقاش فى هذا القانون وقالوا إن الوقت ليس مناسبا لذلك.
ومع تصاعد واستمرار مسلسل البراءات فى قضايا محاكمة رموز النظام السابق فوجئنا جميعا بالحديث على أن مجلس الشورى سيناقش مقترح قانون جديد للسلطة القضائية كان من أهم بنوده خفض سن التقاعد للقضاة مما اعتبره نادى القضاة مذبحة جديدة للقضاء يدبرها الإخوان نكاية فيهم بسبب موقفهم المعارض للنظام فى قضية النائب العام والإعلان الدستورى المشؤوم.
ثمة ملاحظات على المعركة المحتدمة الآن ينبغى تسجيلها:
أولا: أخطأ المستشار الزند خطأ بالغا حين تحدث فى المؤتمر الصحفى لرفض القانون وطالب بتدخل أمريكا فى شأن داخلى مصرى وهذه سقطة كبرى يجب التراجع عنها فورا حتى لا يكتب التاريخ أن قضاة مصر طالبوا أمريكا بالتدخل فى شؤون مصر الداخلية، وليطمئن القضاة أن الشعب المصرى يقف بقوة تجاه أى ممارسات أو تجاوزات ضد مؤسسات الدولة.
ثانيا: تخطئ جماعة الإخوان دائما فى اختيار معاركها وتوقيتاتها وتتحرك من فشل إلى فشل تكسب به مزيدا من العداء والرفض لممارساتها وتورط الجماعة فى أحداث مظاهرة تطهير القضاء سيجعلها تفقد كثيرا من التعاطف تجاه مطالب ثورية لم يعد يثق أحد من الثوار فى جدية تبنى الإخوان لها بعد أن أصبح هاجس الاستغلال والتوظيف لشعارات وأهداف ثورية من قبل الجماعة مسيطرا على الجميع لما لمسوه الفترة الماضية من ممارسات تؤكد هذا الاعتقاد.
ثالثا: على نادى القضاة إعداد مقترح قانون جديد للسلطة القضائية يكون محل توافق جمهور القضاة ويكون معبرا عن طموح المصريين فى بناء مؤسسة قضائية تعلى قيمة استقلال القضاء ونزاهته وإذا لم يفعل القضاة ذلك فلا يلوموا أى طرف بعد ذلك حين ينعقد البرلمان القادم إذا صاغ لهم قانونا لا يرضون عنه.
على مجلس الشورى أن يتوقف عن العبث وخلق معارك لا حاجة لها الآن وعلى القضاة أن يدركوا أن لهم كل تقدير واحترام ولكن لا قداسة لأى شخص أو مؤسسة فى مصر بعد الثورة لذا يجب على الكل أن يكون جزءا من صناعة التغيير الذى ينشده المصريون.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي المصري

الشعب اكتشف الفساد

عدد الردود 0

بواسطة:

ayman

والله العظيم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى غلبان

ياسلام عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن المصرى

مسلسل البراءات ...!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

mousa

عنى اية يوافق علية

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي المصري

الي رقم 4

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عز الدين

احترمك على الرغم من الاختلاف

عدد الردود 0

بواسطة:

faysal

اخيرااااااااااااااااااااااااااا بشر محترميين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة