إيهاب الطباخ يكتب: مش هانعدمه.. هانفٌهمه غلطه بس

نحن قمنا بالثورة !!! أنا لا أعرف لماذا قمنا بالثورة؟؟؟ كانت هذه كلمات عادل إمام فى إحدى مسرحياته تذكرتها وتذكرت كم السخرية على وجهه وهو ينطق "الثاء" فى كلمة "ثورة" مفخمة كى يبدو الأمر غريبا ولكن يبدو أن واقعنا أكثر غرابة من أى مسرحية بل إن واقعنا ينتمى لعالم الملهاة والتى بكاؤها ونحيبها أعلى صوتا من ضحكها.

كان عبد الناصر راضعا من ثدى أمه حين أقام محاكماته الثورية بالتوازى مع المحاكم العادية ووفر على الجميع الحرج "خللى عنكو يارجالة" وقضى وتره من معارضيه من كل الاتجاهات السياسية ولم يقتصر الأمر على المراحل الأولى للانقلاب بل امتد إلى ما بعد ذلك وبعد ما شبع الشعب ثورة "تاخد ثورة تانى".

ثورتنا أبيض على أحمر. أبيض بلون نوايا الشعب الذى خرج لا يريد جزاء ولا شكورا سوى تغيير واقع أليم وأحمر بلون الدم الذى أساله النظام على الأرض ولم تكن لثورتنا قيادة كى "تفتكس" محاكم ثورية فتحاكم من تسببوا فى هذا التخلف وتسبب فى مقتل ألف شاب خلال أيام الثورة فقط والمضحك أننا أصبحنا بعد عامين من المحاكمات و"المماحكات" ننتظر خروج مبارك من السجن لمضى مدة الحبس الاحتياطى القصوى المنصوص عليها. من قتل الثوار من خرب الاقتصاد من .....من.....؟ -أنت يا حبيب لأ مش أنا يا معلمة. -أنت يا عاطف لأ مش أنا يا معلمة. -أمال مين اللى عمل كده ؟ فيرد صوت فى الخلفية السينمائية مجهول المصدر لازم فيه حد غريب فى المغارة. طبعا فيه حد غريب ويا ريته واحد دول كتير ومتآمرين.لست مع الإعدام "إحنا هنفهمه غلطه بس" أو الإفراج أو حتى الشماتة علمنى دينى ألا أشمت وعلمنى أيضا: }إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون {النحل/90

فالعدل أمر لا تقوم قائمة لدولة لا فى القديم أو الحديث إلا به قد تكون الدولة فقيرة أو قليلة الموارد – اليابان مثلا – ولكنها تطبق العدل فتصبح دولة عظمى ما نريده هو العدل فى الماضى والحاضر. وفى الحديث الشريف "إنما أهلك من كان قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".

نعوذ بالله من هلاك الأمم وهلاك البدن ومن قبلها هلاك الروح.