الإهمال فى سيناء طال كل مناحى حياة المواطن السيناوى فى المدن والقرى والتجمعات.. على امتداد التلال الرملية والسهول والوديان، وضرب كل مرافق الخدمات من مياه وكهرباء وصحة وتعليم، وعزز هذا التدهور افتقاد الأمن وانتشار السلاح والتهريب عبر الأنفاق.. كل هذا والدولة غائبة عمليا عن أرض الواقع وفى النهاية المواطن وحده هو من يدفع ثمن ذلك كله باهظا.
يقول الناشط القبلى «سليم الزيودى»، أحد شباب مدينة الشيخ زويد، كل معاناة مصر على أرض سيناء سببها اتفاقية كامب ديفيد التى ترتب عليها سلبيات كثيرة، وأهمها العمل على حفظ أمن إسرائيل على حساب أمن المكان نفسه، وهو ما خلق نوعا من الفوضى وحالة من الانفلات، حيث تنقسم سيناء إلى عدة مناطق، وأكثرها مناطق ممنوع دخول الجيش المصرى إليها.. مضيفا: إذن نحن أمام منطقة كبيرة جدا من سيناء لا سيادة لمصر عليها، وهو ما يترتب عليه فراغ أمنى كبير فى المنطقة أدى إلى تحرك العناصر الصهيونية وعملاؤهم وموسادهم، وهذا هو الخطر الحقيقى والأهم على الأمن القومى المصرى.
وأشار الزيودى إلى أن أبرز نتائج تهميش أهل سيناء هو تفشى ظاهرة «البطالة»، وهو ما وضع الشباب أمام خيارات كل منها أصعب من الآخر، إما الموت جوعا أو العمل غير القانونى فى التهريب ونحوه، وبذلك نجحت الدولة فى صناعة نجوم الإجرام، وهى لا تشعر أو قد تكون تريد ذلك، حسب تعبيره.
مؤكدا أن الفراغ الأمنى المصرى فى المنطقة أدى إلى التقاط المجموعات المسلحة أنفاسها، ورأت فى هذا المناخ حالة خصبة لأن تقوى من حالها وتزيد رجالها وعتادها، ساعدها فى ذلك تهريب كميات كبيرة من السلاح الليبى بعد أحداث الثورة.
ويعتبر الزيودى أن قضية الوطن البديل التى يرددها البعض ويحذر منها البعض قد تظهر بالفعل فى سيناء ما لم تحل القضية الفلسطينية.
وأشار إلى الانفجار السكانى قادم فى غزة لا محالة، وهنا لا ملجأ لهم سوى سيناء التى تتم فيها عمليات شراء أراض من قبل فلسطينيين بأسماء وهمية حاليا، حسب رأيه.
ويشير «مصطفى الأطرش»، الناشط السيناوى وابن المنطقة الحدودية مع الأراضى الفلسطينية المحتلة، إلى أن الإهمال فى سيناء إهمال ممنهج، لكنه ليس غريبا لأنه هو نفس المنهج الحكومى المتبع فى كل المحافظات، مشيرا إلى أنه فى سيناء يتضاعف، مشيرا إلى مثال وهو حال «التعليم» الذى تراجع جدا فى سيناء وغابت تماما عوامل الجذب وتراجع مستوى المرافق بكل مدرسة، وكذلك الحال فى مرافق الصحة والأمن.
وفى السياق نفسه، يقول «محمود الأخرسى» وهو ناشط من أبناء مدينة رفح: التعليم فى سيناء عامة يحتاج إلى إعادة نظر بكامل مراحله.
ويتساءل أين الأمن فى سيناء التى تشهد يوميا حوادث قطع طرق وسرقات ولا وجود للشرطة فى السواد الأعظم من مناطق سيناء.. ويرى الأخرسى أن تحويل سيناء لوطن بديل للفلسطينيين قضية مهمة وخطيرة، ويجب عدم التعامل معها بعاطفية.
ويقول «مصطفى ذكرى»، منسق حركة 6 إبريل بشمال سيناء، الحكومة مازالت تعتمد على سياسات نظام مبارك فى ملف سيناء ولا يوجد للحكومة أى إنجازات على أرض الواقع وهذا ما يقلقنا، ويؤكد لنا أن سيناء مازالت بلا سيادة مصرية.
ويضيف «ذكرى» الآن يوجد أشخاص من فتح وحماس فى سيناء، ويمتلكون أراضى وهذا الملف من أخطر الملفات التى تهدد أمن مصر القومى، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين مسؤولة عن توطين عناصر حماسية بسيناء.
وتشير الناشطة السياسية «منى برهوم» إلى أن سيناء عانت كثيرا من التهميش قبل عام 1967 وقيل إنها لا تصلح إلا لزراعة الخروع فقط رغم أن تربتها خصبة وتصلح لجميع وأجود الزراعات، مؤكدة أنه تم التعامل مع سيناء على مدار الـ30 عاما الماضية على أنها ملف أمنى من منظور خاص، وخاص جدا، تحت اسم الدواعى الأمنية، معتبرة أنه لحماية سيناء لابد من تنميتها تنمية حقيقية وتعميرها بالبشر والحجر والشجر، ولن يتم ذلك إلا باكتمال سيادة مصر على سيناء، وهذا لن يتحقق إلا بتعديل اتفاقية كامب ديفيد، خاصة البنود الخاصة بالمنطقة «ج»، لتتمكن مصر من حماية حدودها بالقوات المسلحة والمعدات العسكرية المتطورة من رفح حتى طابا، مضيفة لقد خدعنا بما قيل عنه إنه جهاز وطنى لتنمية سيناء، وما وجدناه إلا جهازا وهميا، فقد أعلن عن إنشائه فى وسائل الإعلام منذ عام ونصف، وحتى الآن لم نر منه إلا تصريحات وكلاما.
موضوعات متعلقة:
المافيا توفر فرص العمل على حدودنا مع إسرائيل..إهمال الدولة تسبب فى استباحتها من المهربين.. وأهالى سيناء يستغيثون: أنقذونا.. ومواطن سيناوى: لدى ثلاثة أطفال ولم أجد عملا فعملت بمحافظة البحيرة
نشطاء: «كامب ديفـــــــــــــــيد» سبب كل مشاكلنا
الخميس، 25 أبريل 2013 11:45 ص