تجر أعمال العنف الأخيرة فى العراق بين القوات الأمنية ومجموعات من المتظاهرين والمسلحين المناهضين لرئيس الوزراء، البلاد نحو احد أعمق وأخطر أزماتها، وتهدد بدفعها نحو اقتتال طائفى أكثر شراسة.
ويقول مستشار الأمن القومى السابق فى العراق موفق الربيعى فى تصريح "هذه أعمق واخطر أزمة يمر بها العراق منذ 1921 ومنذ 2003 لأننا فى عمر العراق لم نر تنظيرا للتقسيم، وحتى فى العهد الملكى". ويوضح "هناك أناس اليوم ينظرون إلى العراق على أساس كردستان وسنستان وشيعستان، وهذه كارثة".
ويعتبر الربيعى أن "ما يعانى منه البلد الآن هو الشحن الطائفى الذى يمكن أن يؤدى إلى اقتتال طائفى، لا سمح الله، ثم إلى التقسيم، ولا يوجد تقسيم ناعم وتقسيم خشن إنما كل تقسيم رأيناه فى العالم كان تقسيما دمويا".
ويشهد العراق منذ الثلاثاء موجة هجمات انتقامية ضد القوات الأمنية فى المحافظات التى تسكنها غالبيات سنية، ردا على عملية اقتحام ساحة اعتصام مناهض لرئيس الوزراء الشيعى نورى المالكى فى الحويجة غرب كركوك.
وقتل 148 شخصا فى أعمال عنف متفرقة فى العراق على مدى يومين، بينهم 50 مدنيا وثلاثة عسكريين قتلوا خلال اقتحام الاعتصام.
ومع سقوط ضحايا الأيام الثلاثة الأخيرة، ارتفع عدد قتلى إبريل فى العراق إلى 363 شخصا، وأعداد المصابين إلى 979، وفقا لحصيلة تعدها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.
وللمرة الأولى منذ سنوات، تمكن مسلحون الأربعاء من السيطرة "بالكامل" على منطقة هى ناحية سليمان بيك (150 كلم شمال بغداد) الواقعة فى محافظة صلاح الدين على الطريق بين بغداد وإقليم كردستان، إثر معارك مع الجيش العراقى فيها.
وحملت أعمال العنف هذه قيادات دينية وسياسية عراقية، وأطرافا غربية، على التحذير من فتنة بين السنة والشيعة الذين خاضوا حربا دامية شاملة بين 2006 و2008 قتل فيها الآلاف، علما أن الهجمات اليومية المستمرة منذ 2003 غالبا ما تحمل أيضا نزعة طائفية.
وقال رئيس الوزراء فى كلمة بثتها قناة "العراقية" الحكومية "نعم أنها فتنة والفتنة كالنار.. أقول لكم اتقوها فإنها نتنة"، داعيا العراقيين إلى "إلا يسكتوا على الذين يريدون إعادة البلد إلى ما كان عليه فى الحرب الأهلية والطائفية".
وكان رئيس الوقف السنى عبد الغفور السامرائى ونظيره الشيعى صالح الحيدرى، دعيا فى مؤتمر صحفى مشترك أمس قادة العراق إلى الاجتماع يوم غد الجمعة فى مسجد فى بغداد لبحث التطورات الأخيرة.
وتلا السامرائى بيانا مشتركا حذر فيه من "مخططات خبيثة ومؤامرات لعينة يراد منها جر البلاد إلى النزاعات الطائفية والاقتتال الأهلى"، مؤكدا أنه قرر مع الحيدرى "القيام بالتحرك السريع لإطفاء الفتنة وكبح جماح المؤامرة".
بدوره، قال بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو لفرانس برس أنه "من مصلحة الجميع تجنب تصريحات تصعد الوضع وتؤدى لا سمح الله إلى مزيد من العنف والضحايا، وعدم السماح بأحداث فتنة طائفية".
وكانت السفارة الأمريكية فى بغداد اعتبرت فى بيان أن التوترات الأخيرة فى العراق "سياسة وطائفية"، بينما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنه "لا وجود لنزاع طائفى فى دولة ديمقراطية.
مستشار سابق للأمن القومى: العراق ينزلق نحو اقتتال طائفى أكثر شراسة
الخميس، 25 أبريل 2013 03:52 م