مرشد الإخوان فى رسالته الأسبوعية: البعض رضخ للطغيان ونسوا أن "الأيام دول".. المعركة الحقيقية قبل الأعداء هى مع أنفسنا.. كلما عَظُمَت إرادتنا تحققت أهدافنا.. التدافع بين الحق والباطل حتمى وقوعه

الخميس، 25 أبريل 2013 03:04 م
مرشد الإخوان فى رسالته الأسبوعية: البعض رضخ للطغيان ونسوا أن "الأيام دول".. المعركة الحقيقية قبل الأعداء هى مع أنفسنا.. كلما عَظُمَت إرادتنا تحققت أهدافنا.. التدافع بين الحق والباطل حتمى وقوعه المرشد
كتب محمد إسماعيل ومحمد حجاج وهانى الحوتى ومصطفى عبد التواب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فى رسالته التى حملت عنوان "وقفات مع سنن الله فى الكون"، إن سنة التداول من سنن الله فى الكون، مضيفا: "لقد ظنَّ البعض أن طغيان الجبابرة وطول مكثهم على كراسى الحكم أصبح أمرًا واقعًا، وعلينا التعايش معه والرضوخ له، ونسى أو تناسى سُنَّة تداول الأيام بين الناس".

وأكد "بديع"، فى رسالته الأسبوعية، أن الوحدة وعدم الفرقة، سرُّ قوتنا، ووحدتنا جميعًا، وكل التيارات والانتماءات السياسية على اختلاف توجهاتها ومشاربها، مشددا على أنه يجب علينا جميعًا التوحُّد والتكاتف حول القضايا الكبرى للوطن وآماله وآلامه، والعمل على ازدهاره ونمائه وتقدُّمه، فالمعركة الحقيقية قبل أن تكون مع الأعداء فهى مع أنفسنا، لذا لابد من العمل على إصلاحها وتزكيتها.

وأوضح المرشد أن السُّنَن الربَّانية هى أسس وقواعد نظمها الله عز وجل فى الكون ويضع معها نظاما يضبط حركة الإنسان فى كل زمان ومكان، وعلى الإنسان أن يتعلم من هذه السنن ويحسن الاستفادة بها فهى سنن ثابتة لا تتخلف, وفقه هذه السُّنَن يعين الذى ينشد سبل الحقيقة وطرق الخير على الوصول إلى أهدافه وغاياته, وتحقق له الطمأنينة فى هذه الحياة الدنيا وما بعدها, كما أن فقهها والعمل بمقتضاها يحقق السعادة والتفوق على كافة المستويات كأفراد أو أمم أو مجتمعات.

وتابع: "كلما عَظُمَت إرادتنا وتزايد جهدنا وأحسنَّا التعامل مع سنن الله تعالى وحققناها فى أنفسنا وواقعنا؛ تغيَّرت أحوالنا وتحققت أهدافنا"، كما أن غياب فقه هذه السنن يؤول بأصحابه إلى الفوضى والاضطراب والتأخر، بل واليأس والقنوط, ومن هنا فإن دراسة هذه السنن واستنباطها من القرآن الكريم والسنة الشريفة, ودراسة المنهج القويم فى تطبيقها على أرض الواقع تعين فى رسم خارطة الطريق لمن ينشد العلو والتقدم فى الدنيا والآخرة.

وأشار بديع إلى أن الله لا يُحَابى أو يجامل أحدًا؛ فهذه سنن إلهية، وقوانين سماوية، لا تتبدَّل ولا تتغير فالتغيير سُنَّةٌ ثابتة من السنن الإلهية تفرض نفسها، مطالبا جميع الأمم والشعوب، أن تُغيِّر من نفسها، وأن تتقرَّب من ربها، وأن تُحقِّق فى ذاتها موجباتِ نصرِ ربها.

وأضاف: "الأمم لا تستطيع أن تُغيِّر واقعها إلا بعد أن تُغيِّر من ذاتها، وتجارى القانون الفطرى الإلهى، فتاريخ كل أمة إنما هو نتاجٌ لتحدِّى الظروف التى واجهتها، ولقد حقَّق الإنسان حضارته وتقدمه بتغلُّبه على مواقف ذات صعوباتٍ خاصة، فالسنن لا تتأثر بالأمانى، وإنما تتأثر بالأعمال العظيمة والجهود المنظَّمة والخطط المحكمة؛ للوصول إلى النتائج المرجوَّة، فإرادة الإنسان تلعب الدور الفاعل فى صنع المتغيرات وتطويعها لصالحه، والاختبارات الربانية بالأحداث سنن من السنن الإلهية فى الإنسان ليتم الفرز والتمييز.

وأوضح أن البعض ظنَّ أن طغيان الجبابرة وطول مكثهم على كراسى الحكم أصبح أمرًا واقعًا، وعلينا التعايش معه والرضوخ له، ونسى أو تناسى سُنَّة تداول الأيام بين الناس، حيث تكون مداولة الأيام بين الناس، من الشِّدَّة إلى الرَّخاء، ومن الرخاء إلى الشدة، ومن النصر إلى الهزيمة، ومن الهزيمة إلى النصر، فالله لا يَعْجَل لعجلة أحد، وهو الأعلم بأحوال خلقه، ولا أحد أغير على الحق وأهله ولا أرحم بالمستضعفين منه سبحانه وتعالى.

وقال المرشد :" إن سُنَّة النَّصر لا تتخلَّف متى استوفينا شروط تحققها، وأهمها الاستقامة على منهج الله تعالى بطاعة أمره واتباع رسوله وعلينا أن نَعِى أن النصر من عند الله سبحانه، فلنحرص على رضا الله؛ فهو الناصر والمعين. وأنه ناصرٌ من ينصره وأن النصر للمؤمنين ولن يتحقق إلا بهم، فلنُحقِّق صفات المؤمنين وموجبات النصر فى أنفسنا ومجتمعاتنا؛ ليتنزل علينا نصر ربنا".

وشدد بديع عل أن التدافع بين الحق والباطل، والظلم والعدل، والخير والشر أمر لابد من وقوعه، مطالبا الشعب بأن يقوم بواجباته كما يطالب بحقوقه، فالمسئولية مشتركة، وقد أوجب الله عز وجل على المحكومين مسئولية النصح للحاكم والتناصح فيما بينهما، فإذا قصرت الأمة فى واجب النصيحة عوقبت بالقيادة الظالمة، وإن قامت الأمة بواجباتها وأحسنت استخدام حقوقها أصلح الله الراعى والرعية.

ولفت أن المرحلة المقبلة تحتاج من الجميع أن يأخذوا بالأسباب على طريق النهضة والحرية والتقدم، وتحقيق العدل والمساواة، ونصرة المظلوم، حتى يتحقق وعد الله، وتتنزَّل علينا بركاته ويُتِمَّ علينا فضله ومنّه، مطالبا بإعلاء منظومة القيم الكليَّة من عدل وحرية وإخاء ومساواة والتعاون والتكافل بين الجميع، وإعلاء إرادة الشعوب وحسن توظيف الطاقات، وحسن استغلال الأوقات وعدم التخوين أو الإقصاء، وبناء دولة المؤسسات التى ترعى كل ذلك وتحفظه.

وطالب مرشد الإخوان ببتوحد الجميع، قائلا: "إن وحدتنا سرُّ قوتنا، مسلمين ومسيحيين رجالاً ونساءً شبابًا وشيوخًا، وكل التيارات والانتماءات السياسية على اختلاف توجهاتها ومشاربها"، مشيرا إلى أن المعركة الحقيقية قبل أن تكون مع الأعداء فهى مع أنفسنا، لذا لابد من العمل على إصلاحها وتزكيتها.

وختم بديع: "ليُحدِّد كل منا نتيجة عمله بيده وبما يقدمه هو؛ فالجزاء من جنس العمل".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة