منى عبد الوهاب تكتب: أطفال الشوارع.. مسئولية من؟

الأربعاء، 24 أبريل 2013 03:18 ص
منى عبد الوهاب تكتب: أطفال الشوارع.. مسئولية من؟ أطفال شوارع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ملأوا تقريبا كل شوارع القاهرة، وانتشروا فى المحافظات تحت الكبارى، وعلى الأرصفة، وأمام المحلات وبين المارة، ولا أحد يعرف من المسئول عن هؤلاء؟.
جوعى.. مشردون.. مرهبون وراهبون.. منهم المتسولين، ومنهم النشالين، ومنهم النائمين فى الطرقات، ومنهم من تجدهم حول أكوام الزبالة يبحث عن شيئا يأكله.

منهم من يؤذى المارة، أما بالمعاكسات السخيفة، أو حتى بإلقاء شىء عليهم يسبب مضايقتهم، كاتساخ ملابسهم، أو لمجرد إيخافهم، أو حتى بضربهم وتجدهم يضحكون بعد فعلتهم هذه.

هذه نتيجة طبيعية للظروف التى نشأ فيها هؤلاء، أتوا بطريق غير شرعى وهربا من اضطهاد ذويهم، فقدوا الانتماء والحماية والأمان، وإضافة إلى ذلك نظرة المجتمع لهم، تربوا على الخوف و الجوع والعرى، بلا احتواء.. بلا تربية.. بلا توجيه.. بلا أى شىء حتى شهادة الميلاد.

هؤلاء نتاج النظام البائد الفاسد طوال سنوات حكمه، الذى حرم أهل هؤلاء من الزواج الطبيعى وممارسة حقهم فى التزاوج، وتكوين أسرة فذهبوا إلى العلاقات غير الشرعية، والتخلص من نتاج هذه العلاقات، وهم أطفال الشوارع.

وحتى الذين أنجبوا بشكل شرعى لم يعينوهم على تربية أطفالهم والاعتناء بهم، فصاروا عبئا على ذويهم، وأخرجوا طاقات الغضب والانفجار من ضغوط الحياة، وضيق ذات اليد، بالعنف معهم، واضطهادهم، وبالتالى هروبهم إلى الشارع، ويتحول هؤلاء الأطفال إلى لصوص ومجرمين وعناصر فاسدة فى المجتمع، وراهبون كما هم مرهبون بعدم الأمان، والجوع، وازدراء المجتمع لهم، والتعامل معهم على أنهم مسجلون خطر، فكل منا عنده الحق فى هذا، فعندما تجد طفلا يعترض طريقك، وفى عينيه الشر لك، فستعامله على أنه مجرم.

يجب أن تتحرك الدولة ويتحرك المسئولين بها، لوضع حل سريع لهؤلاء، والبدء فى جمعهم وحمايتهم، ورعايتهم وتعليمهم، وأن يؤهلوا القائمين على رعايتهم على التعامل معهم برحمة وبلطف وبطمأنتهم ليستجيبوا للحياة، التى سيدخلونها فى مؤسسات التربية والإصلاح، والاستفادة بطاقاتهم فى إدارة عجلة الإنتاج للدولة، والبحث فى حقوقهم، لأنهم أفراد محسبون على أرض الدولة، ويحملون جنسيتها، فإذا كان أهل وذوى هؤلاء تخلوا عنهم لأى سبب كان لابد ألا يتخلى الوطن، وهى "الأم الكبرى" عن كل من ولد على أرضه، ولم يعرف له "أم" سوى هذه الأرض.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

توفيق أحمد عبد الوهاب

قنبلة موقوتة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة