د. سرحان سليمان يكتب:

لماذا لا يلجأ الرئيس إلى قرارات مخاطرة؟

الأربعاء، 24 أبريل 2013 04:37 م
لماذا لا يلجأ الرئيس إلى قرارات مخاطرة؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المؤكد أن الرئيس يمتلك كافة المعلومات، عن حالة الغضب بالشارع المصرى، من جموع المصريين، من عدم تحقيق آمالهم التى عقدوها على الثورة، فلدى يقين أنه مطلع بمصادره الرئاسية، ومصادره الخاصة، بكل ما يقال بين المصريين وفى الإعلام كافة، ولديه صورة شاملة عن آراء كل المصرين، المؤيدين، والمعارضين، ومن المؤكد أيضاً، أن الرئيس يمتلك المعلومات التى لا يعلمها الآخرون، بالقدرات بإصدار قرارات قوية، تتفاعل مع رغبات المصريين، ومدى إمكانية تنفيذها، فهو الوحيد المطلع على القوى الرئيسية بالدولة، ومدى مساندتها أو تعويقها لرغبته فى ما يرغبه من قرارات، وتلك القوى ممثلة فى قيادات الجيش، وقيادات الداخلية، والمخابرات، والأمن الوطنى، والقضاء، هى الأكثر تأثيرا، وأن للرئيس صلاحيات متعددة لم يقدم عليها حتى الآن، بعضها طبيعية وأخرى استثنائية منحها له الدستور، والقانون، وبالتالى المعادلة بين رغبة الرئيس فى تحقيق رغبات المصريين، وقدرات تنفيذ تلك الرغبات بإصدار قرارات قوية، والقوى الموجودة بالفعل والمؤثرة بالدولة، فى صراع بين رغبات المؤيدين للثورة، والمقاومين لإحداث تغييرات قد تطال مناصبهم السياسية أو ثرواتهم، أو عدم رغبتهم فى التنازل عن ما كانوا يحصلون عليه فى النظام السابق، يضاف لتلك المعادلة المعقدة، هو حفاظ الرئيس على تماسك الدولة، وعدم المخاطرة بقرارات غير معروف نتائجها، أو مدى التوتر والاضطرابات التى تعقبها، مما قد تؤدى إلى نتائج غير متوقعة.

وبالتالى أعتقد أنه أمام الرئيس، إما الاعتماد على القاعدة الشعبية المؤيدة له، والأحزاب التى تسانده، واتخاذ قرارات غير عادية، لتحقيق نقلة للأوضاع السياسية والاجتماعية، لإرضاء الشارع المصرى الغاضب، والمطالب للرئيس باتخاذ قرارات سريعة، ويكون أمام الرئيس الاعتماد على هذا التأييد فى المقام الأول، وبالتأكيد سيلقى هذا الاختيار التصادم مع القوى الرئيسية فى الدولة، والتى تصارع من أجل مصالحها، وإما أنه يسير فى طريق التروى والهدوء والانتقال من مرحلة لأخرى، وإحداث التغييرات بطريقة هادئة فى مؤسسات الدولة حتى تكون النتيجة مضمونة، وغير قابلة لتطورات غير معلومة.

وبذلك نصبح أمام خيارين، اعتقد أن الشعب لا يمكنه تحمل صراع، من نوع جديد، لا يعرف بالضبط نتيجته، أو على الأقل مدى التضحيات الكفيلة بنجاحه، خاصة أنه يعانى من مستويات غير مرضية فى الأمن، ومستوى المعيشة وكثير من المعاناة، بالإضافة إلى الإحباط من عدم تحقيق ما كان يدور فى رءوسهم فى بداية الثورة، وبالتالى خيار الرئيس الظاهر، بالانتقال بهدوء وعدم التصادم يعتبر القرار الصائب، وإن تحمل الشعب أعباء إضافية، لكن الواقع يحتم بعض التنازلات، والعقلانية وحسن الإدارة، ورشد القيادة، لا تنجرف إلى رغبات أو نداءات، وإنما الإدارة بما لديها من معلومات كافية وهامة لا يعلمها إلا هى، ومن ثم التفاعل على قدرها، مهما زاد المنتقدون، ومهما كانت الاعتراضات، ويؤكد ذلك مدى الانتقاد من معظم المؤيدين والأحزاب المساندة للرئيس بسبب عدم اتخاذ إجراءات نحو الخارجين على القانون، والإعلام المسىء، وغيرها لما لدى الرئيس من معلومات أكبر من مما يتخيله هؤلاء، لذا نشعر بأن الرئيس يصارع قوى، ويرغب فى الانتقال برشد، من أجل الحفاظ على الدولة، وتماسكها، وإن كان ذلك لا يمنع فى تصورى، أنه فى حالة استحالة تحقيق تلك الخطوات، ربما يلجأ الرئيس للمخاطرة، واتخاذ خطوات غير تقليدية، بعد إطلاع الشعب على كل التفاصيل، حتى يستعد لصراع من نوع آخر، لا يزال هناك الكثير من الوقت، ولا يزال هناك الكثير من المعلومات الغائبة، لدى المصريين بمعرفة ما يدور، وحقيقة ما يخفى عليه، إلا أنه بالتأكيد فى لحظة ما سيعلم، ويقدر، ويحكم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة