د. سمير محمد البهواشى يكتب: محفوظ متصوفاً

الأربعاء، 24 أبريل 2013 11:00 ص
د. سمير محمد البهواشى يكتب: محفوظ متصوفاً الأستاذ نجيب محفوظ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشيخ الوقور :- "رأيت أننى جالس تحت مظلة سوداء أتسلى بمشاهدة صندوق الدنيا وتتابعت المشاهد أمام عينى المبهورتين بدءاً بالإنسان البدائى ومروراً بالحضارات القديمة والمتوسطة والحديثة حتى صعود الإنسان إلى القمر، وكنت أجلس وسط متاع غزير تراكم فوق بعضه البعض، حتى غطى الجدران وسد النوافذ وكان جسمى نفسه مثقلاً بالأوسمة والهدايا الثمينة حتى تعذرت على الحركة وأخذت أغوص فى الأرض وعلمت بطريقة ما أننى أنتظر زائراً هاماً فحرت كيف أستقبله وأين أجلسه، وخفت سوء العاقبة وضاق صدرى بفساد الجو والزمن فتمردت على حرصى وأقبلت أنزع الأوسمة والهدايا من أركان جسدى وأركل المتاع يمنة ويسرة حتى شققت لنفسى طريقاً إلى الخارج، وتنفست بعمق فأذهلتنى خفة وزنى ولاح الزائر قادماً عند الأفق ولكنى لم أستطع انتظاره إذ مضيت أرتفع عن الأرض على مهل وثبات، أدركت أنى أحلق فى الفضاء وأننى كلما ارتفعت متراً ازددت سرعة، وغمرنى الشعور بالانعتاق، ووعدنى بمسرات تعجز عن وصفها الكلمات".

من فضلك أعد قراءة السطور السابقة قبل أن أقول لك إنها الحلم السابع عشر من أحلام شيخ الكتاب صاحب أول نوبل فى الأدب العربى الأستاذ نجيب محفوظ، وأتحدى أن يكتب أحد قصة كاملة بهذا الحجم وتحمل كل هذه الفيوضات !

إنها العبقرية والغوص فى أعماق النفس الإنسانية حيث اللؤلؤ والمرجان لقد استعرض مولانا شيخ الكتاب رحلة الإنسان منذ البدء، وحتى النهاية فى هذا الحلم، ولأن تعبيراته صوفية فكل مريد من مريديه له أن يفهمها على طريقته بحيث لا يتعدى حدود الأدب، وبما أنى واحد من هؤلاء المريدين فقد رأيت الأوسمة والهدايا الثمينة هى كل شهوات الدنيا وزينتها والتى بالرغم من بريقها ولذتها فإنها تكبل حركته وتشده إلى الأرض ولا يخلصه منها إلا الزائر المهم الذى لن يفلت من زيارته أحد فى هذا الوجود، ولكن هناك من تسفر هذه الزيارة عن انعتاقه من أسر الدنيا وانطلاقه حيث التمتع بالمسرات الدائمة التى تعجز عن وصفها الكلمات وهى مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وهناك من يكون حزيناً على الفراق لأنه لم ينعتق من أسر شهوات الدنيا.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الرفاعى

مين يقرأ ومين يفهم

مين يقرأ ومين يفهم ان الدنيا سجن المؤمن

عدد الردود 0

بواسطة:

shehabelabd

لا إله إلا الله محمد رسول الله

كلام جميل الله يرحمه

عدد الردود 0

بواسطة:

د\عبدالحميد

محفوظ لم يكن إلا عمريا في العصر الحديث

عدد الردود 0

بواسطة:

إبراهيم أبو زهرة

رحمة الله عليك يا نجم الأدب نجيب محفوظ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة