قرر الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، إمداد مدرسة الأورمان الثانوية العسكرية بنين بنسخة كاملة من إصدارات وزارة الثقافة ووافق على طلب أمين الاتحاد بأن يكون هناك تواصل بين اتحاد الطلاب ووزارة الثقافة، ودعى إلى ضرورة التنسيق بين وزارة الثقافة وبعض الوزارات المعنية كوزارة التعليم العالى والتربية والتعليم والشباب والرياضة لتكوين رؤية شاملة ووضع برنامج متكامل لتقديم أفضل الخدمات وبناء مجتمع أفضل.
جاء ذلك بناءً على تلبيته لدعوة موجهة من اتحاد طلاب مدرسة الأورمان الثانوية العسكرية بنين له لحضور ملتقى الشباب بالمدرسة لمناقشة دور وزارة الثقافة اتجاه طلاب المدارس وكيفية خلق الكوادر الثقافية، بالإضافة لدورها فى التنمية البشرية، وذلك إيمانا منه بضرورة التواصل مع هؤلاء الناشئين باعتبارهم أمل الوطن فى العبور نحو التقدم والبناء.
حضر اللقاء يوسف محمد عبد الخالق مدير المدرسة وقيادات المدرسة وطلابها منهم سيد على مرسى رئيس قسم التربية الاجتماعية بالمدرسة، أحمد طاهر مشرف أمناء الاتحاد، حازم أحمد أمين الاتحاد.
أعرب صابر عن مدى سعادته بدعوة طلاب المدارس الثانوية للقائه وتلبيته لدعوتهم بالرغم من الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقه، واعتذاره عن العديد من المناسبات لضيق الوقت، وشعوره بقدر كبير من الحماسة لدى الشباب وإحساسه بأن لقاءهم يُعد بمثابة الواجب الوطنى الإنسانى الذى لا يمكن التخلى عنه، فهم وجدان الوطن المصرى نحو مستقبل أكبر، مضيفاً عرب بأنه لو عاد به الزمن من جديد لتمنى أن يكون مُدرساً، فقد تربى على أيدى أساتذة عظماء فى شتى المجالات وكان المُدرس آنذاك نموذجا للعطاء مدركاً لأهمية رسالته التى تُعد نبراسا للنهضة والرقى.
وأكد الوزير أهمية الدور الحقيقى للمدرسة التى أخرجت العديد من العلماء والمفكرين والمبدعين فى كل مجالات الحياة، وطالب المدرسة بعمل سجل أو قاعدة بيانات بكل رجال الفكر ورموزه والعلماء ورجال الأعمال والسياسة الذين نبغوا فى هذه المدرسة لكى يقتدى بهم الطلبة ويحذوا حذوهم من أجل بناء وطن يفخر بأبنائه، ووجه دعوة للطلبة لقراءة تراث الشيخ محمد عبده والشيخ عبد المتعال الصعيدى لدورهم التنويرى والتثقيفى فى إرساء مبادئ الوسطية والفهم المعتدل للشريعة الإسلامية وموقفهما من حرية الرأى والفكر والتعبير، مؤكدا بأن التعليم هو الضمانة الأساسية لبناء وصناعة جيل من المثقفين قادر على تحمل الصعاب ومؤمن بقضية بلاده ومتحمس لنهضتها وإعلاء شأنها بين الأمم ولابد أن نرفع شعار "نتعلم أو نموت" ليس له بديل آخر، فيجب أن يتضافر التعليم بالاقتصاد والرؤية التعليمية والسياسية، مشيرا إلى أن مفهوم التعليم ليس أن نعلمهم فقط ولكن أن نشعرهم بأنهم ينتمون إلى وطن له تاريخ منذ سبعة آلاف عاما بدءًا من الحضارة الفرعونية ومرورا بالقبطية والإسلامية ووصولا إلى العصر الحديث، فالتعليم هو أحد القواعد الأساسية للتقدم، مؤكدا ضرورة التواصل والتعامل فيما بيننا وتبادل الأحاديث بين كل أطياف المجتمع.
كما استطرد عرب بأن المجتمع يشهد حالة من التفرقة تستدعى التوقف والبحث بصددها، والتاريخ يشهد على فترات التقارب والانتماء الوطنى المشترك بين مسلميها ومسيحيها فى أحلك الظروف التى مرت بالدولة والتلاحم الحقيقى بين قطبى الأمة المصرية ضد الاحتلال والاستعمار والظلم، فالتاريخ شاهد على التلاحم بين الكنيسة والأزهر منذ قديم الأزل، مؤكدا بأن هذا التقارب سيظل متواجدا بين الجانبين ويستوجب أن تتضافر جهود كل أفراد المجتمع، مشيرا بأن الثورات الكبرى فى العالم علمتنا أن تؤتى ثمارها بعد فترة من الزمن ليست بعيدة ونحن فى مصر ماضون نحو التقدم والازدهار.
وأوضح عرب بأن مفهوم الثقافة لم يُعد بالمعنى الكلاسيكى فى أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن المنصرم، ولكن أصبح أسلوب الحياة الذى نحيا به فى ظل مجتمع صحى حضارى، فالمدرسة لم تُعد وحدها تشكل الوعى والوجدان، ولكن توجد أساليب أخرى كثيرة، فيجب أن ننشد مجتمعا متقدما مزدهرا لوطن له تاريخ، لقد احترم العالم مصر لثقافتها ودورها الحضارى وليس لكونها تمتلك اقتصادا قويا أو جيشا عتيا أو موارد لا تنضب .
وأشار عرب إلى أن الوزارة ليست جهة منتجة للثقافة ولكن الذى ينتجها المجتمع فهو الذى يصنع الثقافة، فالوزارة تعمل على رعاية المواهب ذات القدرات الفعلية وثقلها وتنميتها والتوسع فى إنشاء المكتبات العامة، حيث تم افتتاح قرابة 100 مكتبة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى النشر حيث وصل نصيب وزارة الثقافة من النشر ما يقرب من 12 - 15 % من حجم النشر المصرى للقطاع الخاص وتقديم نماذج موسوعية عن جميع الحضارات الإنسانية والتاريخية وترجمتها إلى العربية إلى جانب دورها فى الترجمة والسينما والمسرح والأوبرا والغناء وإقامة المهرجانات والمؤتمرات وملتقى الشعر.. وغير ذلك والوصول بهذه الخدمات لجميع قرى ونجوع مصر، مؤكدا بأن الوزارة لا تألو جهدا فى تقديم أفضل ما لديها من خدمات ثقافية هادفة لتعميق دور الثقافة فى تهذيب النفس البشرية وضرورة قبول الآخر من خلال قطاعاتها المختلفة فى شتى مناحى المعروفة والفنون.
وفى نهاية اللقاء تحدث اتحاد الطلاب فيما بينهم عن هذه الندوة وتلبية وزير الثقافة لدعوتهم قائلين أول مرة يُلبى وزير دعوة مدرسة، متمنين لكل مدارس جمهورية مصر العربية أن تحتذى حذو مدرسة الأورمان الثانوية بنين بدعوة الوزراء والشخصيات العامة فى المجتمع لتنوير الطلاب.
تتضمن اللقاء تقديم فقرات فنية من الغناء وإلقاء الشعر من طلبة مدرسة الأورمان الثانوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة