"الإيكونوميست": هجوم "بوسطن" ثمرة معاناة إنسانية وجيوسياسية

الأربعاء، 24 أبريل 2013 02:11 ص
"الإيكونوميست": هجوم "بوسطن" ثمرة معاناة إنسانية وجيوسياسية  جانب من تفجيرات بوسطن
لندن (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتبرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن الهجوم الذي شهده ماراثون بوسطن الأسبوع الماضى، إنما هو ثمرة معاناة إنسانية وجيوسياسية.

ورصدت المجلة، في تعليق لها عبر موقعها الإلكتروني أمس، اهتمام الكثيرين غداة الإعلان عن تورط الأخوين تسارنايف شيشانيي الأصل في تفجيري ماراثون بوسطن، بالبحث في صفحات أطالس الجغرافيا وكتب التاريخ بهدف الوقوف على أوجه الاختلاف - إن وجدت - بين الإسلام في منطقة القوقاز الجبلية جنوبي روسيا والإسلام في غيرها من المناطق على وجه الأرض.

ورغم استبعاد المجلة أن تتمخض نتائج هذا البحث الجغرافي والتاريخي عن شىء قادر على تبديد الضبابية التي تكتنف خلفية مشهد هجوم بوسطن، إلا أنها قالت إنه قد يساعد في فهم جانب من السياق.

ورأت أن أهم ما قد يتمخض عنه البحث سيكون على صعيد التاريخ الديني، وعن الآثار المتعددة والمتناقضة التي قد تصيب إيمان المرء وثقافته عندما يعاني مع أبناء أمته آثار كوارث إنسانية وجيوسياسية، معيدة إلى الأذهان ما تمخض عنه سقوط بغداد على يد المغول بقيادة "هولاكو خان" عام 1258 ما أثر على كتابات "ابن تيمية" أحد رواد الفكر الإسلامي المتطهر، بحسب المجلة، التي رأت أن أفكار ابن تيمية لا تزال سائدة حتى الآن في المملكة العربية السعودية ومن ثم فإن لها صدى واسعا في العالم الإسلامى.

فيما تمثل رد الفعل الآخر لسقوط بغداد على يد هولاكو، أضافت المجلة، في توجه متناقض تماما مع فكر ابن تيمية؛ ألا وهو الفكر الصوفي الذي ينشد الخلاص عبر النجوى الإلهية بطريقة مباشرة، مشيرة إلى أن الصراع بين الفكرين المتطهر والصوفي لا يزال قائما حتى هذه الساعة في بقاع مختلفة من العالم.

وعلى الصعيد الشيشانى، أشارت "الإيكونوميست" إلى "معاناة شعب هذه الدويلة الغارقة في ظلام ويلات حربين، بالإضافة إلى أن ذكريات التهجير الجماعي على يد جوزيف ستالين لا تزال ماثلة بوضوح في مخيلتهم لم تبارحها بعد".

وأشارت المجلة البريطانية إلى الواقع المعاصر للشيشان بعد إعلانها نفسها إمارة قوقازية عبر أصوات هي الأكثر تشددا بالمنطقة وتحظى بولاء وشعبية واسعة بين العديد من المقاتلين والقادة الطامحين إلى بسط سلطتهم باسم الإسلام على الشمال القوقازي بأكمله وربما على ما وراءه من مناطق؛ وذلك عبر التهديد بشن حروب لا نهاية لها ضد روسيا الكافرة، بحسب المجلة.

ولفتت "الإيكونوميست" إلى رفض هذه الأصوات الجهادية لكل الأيديولوجيات غير الإسلامية بدءا من الديمقراطية وانتهاء بالشيوعية - إضافة إلى إشادتها بصراع حركة "طالبان" ضد القوات الغربية في أفغانستان، ومع ذلك، تقول المجلة البريطانية، أدانت هذه الأصوات الشيشانية هجوم بوسطن بشدة وأنكرت أي مسئولية عن الحادث مشيرة إلى أصابع روسية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة