أحمد صالح يكتب: تغيير يناير

الأربعاء، 24 أبريل 2013 07:34 ص
أحمد صالح يكتب: تغيير يناير صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الثورة فشلت"... لقد أصبحت تلك العبارة تعبر عن لسان حال أغلب المصريين، ممن ضاق بهم الحال وانتصر عليهم والتهمهم اليأس، وفقدوا الأمل تماماً فى أى تغيير حقيقى، وفى رؤية أهداف الثورة تتحقق على أرض الواقع..

"الثوره فشلت".. قالها ويقولها الكثيرون يومياً بشكلٍ أو بآخر، ليسمعها الكثيرون أيضاً، فيفكروا أو يتأثروا بضعَ ثوانٍ، ثم ينسون الأمر بِرُمَتُهُ، أو يتفقوا مع ذلك الكائن العبقرى، الذى بذل مجهوداً جباراً ليُحَرِك حنجرته وأحباله الصوتية ولسانه وشفتيهِ، وحوالى نصف عضلات وجههُ فى آنٍ واحد لينطق بأحد أهم الاكتشافات فى تاريخ البشرية.
"الثورة فشلت...
حقيقةً -فى رأيى المتواضع-..أنهُ هوالذى فشل فى الفهم السليم لكلمة "ثوره"، أوبالأحرى إستوعب التفسير السطحى الجماعى للثوره، على إنها جموع غاضبه تحركت لإسقاط اوتغيير نظام سياسى اوغيره..،ولم يستوعب المعنى الأعمق للثوره..ولم يتفهم أن الثوره تعنى التغيير بصفه عامه -جماعيه وفرديه- فى جميع مناحى الحياه، ولم يُسخِّر مجهوده الخارق فى التفكير والتحليل المنطقى لما ينطق به لسانه، ويتشدق به صوته العالى المنفعل امام جموع السامعين، بوجهٍ تكسوه علامات الإستنكار والحكمه المُزَيّفه !
"الثورة لم تفشل"
فى حال استبدلنا "الثوره" بـ"التغيير" فالواقع يُثبت أنهُ هوالذى فشل فى تغيير أفكاره الصدئة، وعقليتهُ المُظلمة، وأفُقِهِ الضيق..ومن ثَمَ عليه أن يقول "فشلتُ فى التغيير" أو"التغيير فشل" بدلاً من "الثورة فشلت" !
"الثورة لم تفشل"
إذا اتفقت معى عزيزى القارئ أن الثورة تعنى التغيير، فالثورة بالفعل نجحت جزئياً، وإن الفشل فى التغيير يعنى حتماً فشل الثورة...فالتغيير يبدأ من أنفسِنا أولاً..يبدأ من تغيير أفكارنا وطريق تناولنا للأحداث والمدخلات السياسية والحياتية بصفة عامة، وحياتنا الشخصية بصفة خاصة.
"الثورة لم تفشل"
فشل الثورة يعنى فشَلِنا التام فى استيعاب الحدث، وإساءة فهم الترجمة الحرفية والفعلية الواقعية لمصطلح "ثورة"...الثورة ستنجح حتماً إذا نجحت الأغلبية فى التغيير الجذرى لأنفسهم أولاً قدر المُستطاع، وفى إمكانية رؤيتهم لأهداف الثورة من زاوية أخرى أكثر اتساعاً، وفى ثقتهم الكاملة الكامنة فى قدرتهم على تحقيقها متكاتفين، وفى أنها لن تتحقق سوى بِأيديهم وإسهاماتهُم ومجهوداتهم...حيث أن زمن المعجزات انتهى ووَلّى، وأنه لن ينزل عليهم شخص ما من السماء ليحققها لهم..وإن كان الكثيرين يعتقدون أنها لم ولن تتحقق، فهذا لأنهم فشلوا تماماً فى استيعاب وفهم تلك الأهداف جيداً، وبالتالى يفشلون يومياً فى تغيير تلك الفكرة الحمقاء، متسببين فى نشر عدوى الإحباط واليأس فى المجتمع، وبالأخص رجل الشارع العادى، الذى ارتبطت الثورة فى ذهنه بجميع المصائب والكوارث والأزمات، التى يتعرض لها هو ومن حوله، لتصبح ردة فعله إذا أبدى رأيهِ بالثورة، تتلخص فى عبارات على غرار: "آدى اللى أخدناه من الثورة"، "يعنى إحنا هنعمل إيه"، "يعنى العيال بتوع التحرير (أو غيره) هيعملوا إيه"..

عزيزى اليائس.. إن من يحاولون التغيير وتحقيق أهداف الثورة، ويُصِرون عليهِ همُ الأحرار والثوار الحقيقيون، وصُنّاع التغيير.

عزيزى اليائس.. مجرد نزولك للشارع للاعتراض على ظُلمٍ أو تقصيرٍ أو جرائمِ..هو نجاحٌ للثورة، وتحقيقٌ لأهدافها، وللتغيير.

عزيزى اليائس.. مجرد الإيمان بأنك تستطيع..تحقيق أهداف الثورة، مع غيرك ممن يُشارِكونك إيمانك، دون الانتقاص من حجمك الحقيقى وقدرتك على التأثير.. هو تغيير.

عزيزى اليائس.. مجرد إعادة التفكير فى نظرتك للطرف الآخر والجنس الآخر وأى شىء آخر، واستبدال عاداتك السيئة بعادات أقل سوءٍ..هو تغيير.
الثورة تعنى التغيير، الثورة كانت ومازالت جموعاً غاضبة مُتحضرة تتحرك من أجل التغيير.

تغيير فى الخيال قبل الواقع، والقول قبل الفعل، والباطن قبل الظاهر، ومِصر بعد الثورة.

الثورة مستمرة..الثورة لم تفشل..الثورة ستنجح رغم أنف اليائِسين والحاقدين والمنتفعين....والتغيير قادم لا محالة.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أيمن الشافعى

أحسن صورة

يا رب نشوفها قريب

عدد الردود 0

بواسطة:

دودى

كلام اكثر من رائع حقيقى

كلام اكثر من رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة