أحمد الغـر يكتب: عندما شاركت فى برنامج "من سيربح المليون"

الأربعاء، 24 أبريل 2013 05:41 ص
أحمد الغـر يكتب: عندما شاركت فى برنامج "من سيربح المليون" من سيربح المليون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكن للجميع أن يشارك، لكن لا يحالف الحظ إلا القليل كى يتمكنوا من السفر والمشاركة فى البرنامج والوقوف على أول الطريق نحو المليون ريال.. هنا تبدأ قصتى مع برنامج من سيربح المليون.

بصراحة كانت مفاجأة سارة، أقصد مفرحة يعنى.. مش سارة بتاعت الفيس بوك، أن ألقى نفسى مرشحا لمسابقة برنامج: من سيربح المليون، وأنى أكون فى ضيافة الإعلامى الأشهر عربيا جورج قرداحى، أنا سعيد برحلة سفر مجانية وإقامة شاملة فى فندق خمس نجوم وكل دا على حساب المؤسسة الإعلامية الراعية للبرنامج، ودا أكتر حاجة شجعتنى على السفر، وعلى رأى المثل: أبو بلاش كتّرْ منه، وأبو فلوس ابعد عنه
بعد الاستقبال فى المطار والوصول للفندق وخلافه من أمور ما علينا من سردها دلوقتى، تانى يوم كانت المسابقة و لقيت نفسى داخل الاستوديو المهيب و الأضواء المركزة على أماكن بعينها، وبقية أركانه يغطيها ظلام حالك.. كلكم عارفينه طبعا، بدأ جورج قرداحى فى شرح نظام المسابقة، ورغم معرفتى التامة بنظامها إلا أننى أردت سماعه مرة أخرى حباً فى الظهور لأطول فترة ممكنة على الشاشة من جهة، وكذلك الجلوس فى الاستوديو المكيف من جهة أخرى.. الجو كان حر بره لأننا كنا فى الصيف.

بدأت الأسئلة السهلة فى البداية و اللى تشبه أسئلة الألغاز والمسابقات التى تبثها الفضائيات العربية، والمصرية تحديداً، أسئلة من نوعية: كم عدد أصابع قدم الانسان؟، ما هى ثمار أشجار المانجو؟! وإن كنت أتذكر أنها لم تكن بمثل هذه السذاجة والسطحية، لقد كانت أكثر عقلانية، على أى حال مرت الأسئلة السهلة بأمان، ثم انتقلت إلى مرحلة الصعوبة فى الأسئلة، صحيح أن الإجابات كانت (تولد بعد مخاض عسير لفتات الأفكار داخل رأسى) ما عليك من الجملة اللى بين الأقواس دى.. أنا واخدها من قصة قصيرة كنت كاتبها زمان!، لكن عموماً كنت بجاوب مرة بالحظ، ومرة باستخدام إحدى وسائل المساعدة، ومرة أخرى كان كمبيوتر المسابقة يفوّت السؤال ويدخل على السؤال التالى، وقبل أن تتسرع وتتهم الكمبيوتر بالكوسة والمحسوبية، عاوز أقولك إنه لم يتم برمجته فى مصر!

اسمح لى أكمل الجزء الباقى بالعربية الفصحى: فجأة وجدت نفسى أمام آخر سؤال للوصول إلى المليون، وأعطانى جورج قرداحى شيكاً بمبلغ نصف مليون ريال، بدأت الأحلام تراودنى حول ما سأفعله بهذا المبلغ الضخم (على الأقل ضخم بالنسبة لى، فهو تافه بالنسبة لآخرين)، وبدأت أشياء كثيرة تلمع فى عينى: سيارة، فيلا، رفاهية، شركة، رصيد فى البنك، سفر للخارج، … إلخ.

وجدت نفسى استنفذت كل سبل المساعدة، فجمعت بقايا حظى ولملمت شجاعتى واخترت إحدى الإجابات ثم أكدتها بعبارة (جواب نهائى)، بدأ المذيع يمارس طريقته الصامتة القاتلة قبل أن يعلن الإجابة، وبدأت الخلفية الموسيقية المثيرة فى الانطلاق، وكل الحضور وأنا منهم كنا فى حالة ترقب شديدة، لحظات قليلة تفصلنى عن المليون.. وبينما الجميع فى صمت وصوت الموسيقى يعلو ويعلو.. وجدت شيئاً ما يهزنى.. يهزنى بقوة شديدة لدرجة أننى سقطت من على الكرسى.. صوت مفزع يردد: (أحمد.. أحمد ..اصحى.. الساعة بقت تسعة!) أيه اللى جاب الصوت دا فى البرنامج؟ فتتحت عينى لأجد نفسى ساقطاً من على السرير(كرسى المسابقة) داخل غرفتى التى لم تعرف الجو المكيف يوماً (الاستوديو المهيب والمكيف)، والتى يدخلها ثنايا من ضوء النهار مركزة على أماكن معينة نتيجة كسر فى شباكها المتهالك، والأغرب هو أننى كنت أمسك فى يدى بفاتورة تليفون بقيمة 500 جنيه، مؤكد أن تلك الفاتورة كانت الشيك الذى أعطانى إياه جورج قرداحى، قصدى محصل الفواتير!.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة