عمرو حمزاوى: سأنسحب من جبهة الإنقاذ إذا شاركت فى الانتخابات دون ضمانات.. الانتخابات الرئاسية المبكرة هى الحل الوحيد طالما استمر مرسى فى سياسته

الثلاثاء، 23 أبريل 2013 09:01 ص
عمرو حمزاوى: سأنسحب من جبهة الإنقاذ إذا شاركت فى الانتخابات دون ضمانات.. الانتخابات الرئاسية المبكرة هى الحل الوحيد طالما استمر مرسى فى سياسته عمرو حمزاوى
حوار - إيمان على - تصوير - سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط قضايا مهمة تظهر على الساحة السياسية فى مصر بشكل يومى ومشهد متوتر يتصاعد، التقت «اليوم السابع» بالدكتور عمرو حمزاوى، رئيس حزب مصر الحرية وأستاذ العلوم السياسية والقيادى بجبهة الإنقاذ، سعيا فى الوصول لحلول للأزمة الحالية ودور جبهة الإنقاذ فيها.

جبهة الإنقاذ تواجهها اضطرابات عدة وآخرها القرار المفاجئ بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية.. ما موقفك منه؟

- لم أشارك فى الاجتماع الأخير لانشغالى بندوة فى كلية الحقوق ولم يناقش البيان معى، ولذلك أختلف مع الموقف المسجل به، وأنا أعلم أن آلية اتخاذ القرار عند تعدد وجهات النظر بالتصويت أو بالتوافق، وأقرأ بيان الجبهة باعتباره محاولة لفتح الباب للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية، وذلك لا يعنى تفتت الجبهة، وإنما يؤكد تعدد المواقف داخلها والتى تتغير وفقا للحظة التى نمر بها.

ما موقفك من المشاركة فى الانتخابات؟

- لن أشارك فى الانتخابات ما لم تتوفر شروط خمسة لضمانة عدالة العملية السياسية، وهى تعديل الدستور، وقانون انتخابات جيد ونزيه، وحكومة محايدة، تعيين نائب عام مستقل، وقف انتهاكات حقوق الإنسان، وإيقاف مسلسل إفلات المسؤولين عن العقاب.

كيف ستتعامل مع جبهة الإنقاذ حال قرارها المشاركة دون توفر شروط النزاهة؟

- سأنسحب من الجبهة إذا اندفعت للمشاركة دون توفر شروط النزاهة أو إحراز تقدم حقيقى، سأرفض ذلك وأنسحب فورا.. ولن أترشح للانتخابات البرلمانية.

ما رأيك فى إعلان القوى الثورية تصعيدها ضد الجبهة بعد صدور هذا البيان؟

- أرفض التصعيد والتصعيد المضاد، ومن حق أى جماعة إبداء رأيها فى أى قضية سياسية حسبما ترى دون تخوين للآخر أو الانتقاص من وطنيته، خاصة أن مصر لم تعد تحتمل ذلك، وأن أسوأ ما نعيشه فى السياسة هو أن يتحول دورك لـ«المناكف» بشكل دائم.

بدأت بالتحرك فى الشارع وحدك وأقمت ندوات فى مختلف المحافظات دون وجود قيادات جبهة الإنقاذ معك.. ما معنى ذلك؟

- منذ أن بدأت العمل السياسى وأنا مقتنع أن الاجتماعات فى الغرف المغلقة على أهميتها لا تغنى عن العمل على الأرض لبناء قواعد شعبية، وحاولت ومازلت أحاول تنظيم مؤتمرات جماهيرية للجبهة، لأننى أرى أنه من الخطأ أن يقتصر عملها الجماعى على مؤتمرات واجتماعات وندوات بالقاهرة وألا تنفتح على المحافظات المختلفة، ولكن الجبهة لم تتحرك بعد فى الشارع بصورة كافية، والمتحركون هم أحزاب بالأساس، الحركة بالشارع مهمة لضبط الخطاب السياسى واختبار مدى تأثير البديل الذى نطرحه على الأهالى.

هل سارت الأمور بشكل جيد أثناء مؤتمراتك بالشارع وفى الجامعات؟

- تعرضت لمضايقات عديدة منها إلغاء محاضرة بجامعة المنوفية من جانب إدارة الجامعة المسيطر عليها من قبل الإخوان وتيارات اليمين الدينى، مما يعنى أنه تم إلغاؤها لأسباب سياسية، ورفض وكيل كلية التجارة إقامة الندوة منعا لإثارة فتنة الطالبات والحديث عن أننى وسيم، وذلك حديث غير مقبول ومؤشر سلبى على نظرة أستاذ جامعى للجامعة والطالبات، وتعتبر نظرة رجعية غريبة، بالإضافة للاعتداء علىّ جسديا ولفظيا فى جامعة بنى سويف من قبل شخص سلفى.

هل تعتقد أن المؤتمر العام للإنقاذ الذى سيعقد منتصف مايو يمكن أن يؤدى إلى نقلة نوعية؟

- بدأنا فى عمل الترتيبات اللازمة له، وأتمنى أن يتجاوز مساحة العبارات الفضفاضة والإنشاء وتسجيل المواقف إلى طرح سياسات محددة.. السياسة الجيدة هى سياسة تفاصيل، بينما السياسة الرديئة هى سياسة شعارات ومواقف عمومية، أنا أرى أن من واجبنا عمل مشروع بديل وعرضه على الرأى العام لعل من فى الحكم يستنير أو ينفتح.

ما رأيك فى تحميل المعارضة مسؤولية إخفاقات الحكم؟

- أرفض ذلك، المعارضة لا تملك ذلك ولا تدير منتجا تنفيذيا أو تشريعيا والمسؤول هو الحكم، والمعارضة واجبها تقديم بديل متماسك والحركة فى الشارع.

ما رأيك فى مظاهرات تطهير القضاء التى دعت إليها جماعة الإخوان وكيف ترى هذه الظاهرة؟

- هذه ممارسات شعبوية ومحاولة لتجاوز الأزمات فى اتجاه ممالأة للشارع والذى لم يعد يصدقها، خاصة أن من دعوا لها هم من يملكون أدوات الحكم ولا يصح المساس بالسلطة القضائية من أى فصيل، وهى المسؤولة عن مهمة إصلاح أحوالها، وأرفض محاولات إضاعة هيبة القضاء، خاصة أن هذه السلطة تنظر وفقا للأدلة المقدمة أمامها.

ما رأيك فى محاكمة مبارك ورموز النظام السابق؟

- لست بسعيد بنتائج تلك المحاكمات أو الإفلات من العقاب المستمر على مدى العامين الماضيين، ولكن علينا إدراك أنها تتعامل بما يقدم لها من أدلة وفقا للتحقيقات، أزمتنا ليست فى القاضى الذى يحكم إنما فى غياب الإدارة السياسية سواء فى عهد المجلس العسكرى أو مرسى نحو تطبيق حقيقى للعدالة الانتقالية وتجاوز طمس الأدلة، فالسلطة والجماعة هى المسؤولة عما يحدث.

ما رأيك فى نظرات مبارك بالمحاكمة الأخيرة ووجهه المبتسم؟

- ضحكة الرئيس السابق ليست شماتة لكن هى ضحكة يقول لنا فيها «أديكو مش عارفين تحاسبونى وأدى نفس اللى أنا عملته بيحصل تانى على مدى عامين» خاصة أننا لم نحاسب قيادات المجلس العسكرى عما قاموا به ولا الرئيس الحالى حتى.

من صاحب المصلحة فى الأزمات المتتالية بين الرئاسة ومؤسسات الدولة المختلفة مثل الأزهر والجيش والقضاء؟

- الدولة والمجتمع فى مصر يمران بأزمة حقيقية، خاصة أننا نقترب من منطقة اللا حكم، ولا توجد إدارة جيدة للشأن العام، وأزمة اقتصادية طاحنة وانهيار فى الظروف المعيشية، وتراجع مؤسسات الدولة من أمنية، عسكرية، تنفيذية، ناهيك عن تعرض تلك الأجهزة لمحاولات الأخونة، وهذا مرفوض لأنه لا يجوز أخونة الجسد البيروقراطى الذى لابد أن يحتكم للحيادية وتكافؤ الفرص، فليفعل ما يريد فى أى شىء آخر بعيدا عن هذا الجسد.

ما رأيك فى سياسات الرئيس؟

- الإدارة السياسية غائبة، وعليه أن يخرج للشارع، ويعلن خطته التى يعمل عليها، فهو رغم أنه رئيس منتخب لا يختلف عن المجلس العسكرى، ومازال يتعامل بنفس الممارسات والتأجيل والحلول التحايلية.

كيف ترى ما تسميه التيارات الإسلامية خطر التمدد الشيعى؟

- أرفض خطاب التخويف من الإيرانيين، والسياحة الإيرانية على أرضية مذهبية وقضية ما يسمى بخطر التشيع فى مصر غير رشيدة وعقلانية يعتبر خطابا عنصريا يتناقض مع كل مفاهيم الحرية والديمقراطية، وليس من المعقول النظر لدولة كبير مثل إيران واختزالها فى العمل على نشر التشيع، كما أرفض أيضا الخوف على الشعب المصرى صاحب الهوية الراسخة من التأثر بالآخرين، وأعتبر أن هذا الخطاب المذهبى والعنصرى يوظف فى تعبئة القواعد الشعبية للأحزاب الإسلامية للانتخابات.

ما موقفك من زيارة مرسى لإيران؟

- رحبت بها، وأكدت على اختلافى معهم بشأن الخليج والعراق وسوريا، لكن ألتقى معهم فى تنمية وتبادل تجارى، والغريب أن أصحاب هذه العقلية من التيار الإسلامى منفتحون على العلاقة مع أمريكا رغم وجود مواطنين فيها يؤمنون بأن أمريكا هى الشيطان الأعظم.

ماذا عن زيارات الرئيس الخارجية والعلاقات مع الخارج؟

- سفر الرئيس مسألة طبيعية، لكن هناك أربع علامات تعجب وانتقاد حوله، أولا أنه لا يجوز أن أتحول لجهة تذهب للخارج للاقتراض فقط، خاصة أن مصر ليست بدولة صغيرة كما أننى متخوف من اختزال السياسة الخارجية فى عدة محطات وهى واشنطن، الاتحاد الأوربى، قطر، تركيا، أين باقى العالم مثل أمريكا اللاتينية وماليزيا والتى لابد من الاستفادة من خبراتها؟

إضافة إلى غياب الشفافية عن نتائج الزيارات والتخبط بين وزير الخارجية وخطابات الرئاسة وإدارة السياسة الخارجية من قبل جماعة ورئيس منتم لها لا يجيدون لغة المعايير الواضحة وتتعامل بالازدواجية ولا تمتلك رؤية عقلانية لإقناع المواطنين.

إلى أين وصلت الاتصالات بين الجبهة والرئاسة؟

- لا أعلم، لكنى أرفض الاتصالات من خلال قنوات سرية، حيث إنها لا تنتج مفاوضات، وهذا ما جعلنى أدعو لمائدة مستديرة لحل الأزمة ولكن لم يستجب أحد.

ما موقفك من قرض صندوق النقد الدولى؟

- الأزمة الاقتصادية تلزم مصر بتعبئة الموارد الاستثنائية، وأنا مع الاقتراض فى إطار مثلث لتعبئة الموارد الاستثنائية، وهى الاقتراض وترشيد الإنفاق العام والحصيلة الضريبية من خلال وضع الضرائب على الأرباح الاستثمارية، ورفعها على ميسورى الحال، ولكن ما يحدث هو العكس تماما، وأيضا أن يوظف القرض للخدمات العامة وليس الدخول فى متوالية سد العجز بالاقتراض لسد العجز.

فى رأيك ما الذى قصرت فيه الحكومة فى التعامل مع قرض صندوق النقد؟

- الحكومة تغيب عنها الشفافية وإعلان تفاصيل القرض بوضوح، والرئاسة تتحمل مسؤولية ذلك، كا أنها لا تملك رؤية متماسكة للتعامل مع الأوضاع الاقتصاديه والاجتماعية مع قرارت متناقضة مما يصعد الأمر.

ما الملاحظات التى قالتها بعثة الصندوق خلال لقائها معك؟

- رئيس وفد صندوق النقد الدولى قالى لى إنه لم يفهم قرار الرئاسة بإلغاء الضرائب على الأرباح الرأسمالية.

أكدت فى تصريحات مسبقة أن النظام الحالى فقد شرعيته الأخلاقية والسياسية كيف يمكن إسقاط الرئيس والمعارضة لا تملك قدرة على تنظيم الجماهير؟

- الشرعية الأخلاقية للرئيس تواصل سقوطها خاصة مع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان دون محاسبة أو مساءلة، والشرعية السياسية ترتبط بالقبول الشعبى، بمعنى أن الرئيس جاء عبر صندوق انتخابات، ولنترجم ذلك لابد من الإنجاز على الأرض، لكن الرئيس وعد وأخلف، وبالتالى يبقى للرئيس فقط الشرعية الإجرائية المرتبطة بصندوق الانتخابات، وهناك إجراء ديمقراطى بالانتخابات الرئاسية المبكرة، حدوثه متعلق بالضغط فى الشارع، وحال تصاعدها ستصبح الانتخابات المبكرة لا مفر منها، خاصة أن مصر تتجه لنقطة اللاحكم مع عدم قدرة الرئيس على إدارة الشأن العام وحالة استقطاب حادة، وعلى مرسى أن يعود خطوة للوراء والعمل بالشراكة الوطنية.

هناك اتهامات موجهة لك بالعمل على الاستقواء بالخارج؟

- لا أستقوى بالخارج على بلدى، وكل ما أقوم به فى صالح مصر، وأشرح ما يحدث بها فى شفافية كاملة، ولا أساوم على المصلحة الوطنية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة