بين الإنجازات الواضحة والفاضحة

هناك إنجازات واضحة وهناك إنجازات فاضحة، لذلك لا تصدق الإخوان حينما يحصرون إنجازات التسعة شهور الأخيرة فى كتاب واحد.. فتسعة شهور كافية لإنجاب طفل أو توأم أو جماعة. تسعة شهور تكفى لأخونة الولد أو البنت أو الدولة، وإنجازات الريس المحبوب محمد مرسى تحتاج إلى مجلدات أو موسوعات أو هارد ديسك 2 تيرا أو دماغ «طيرا لم لم». فلا يمكن أن تنحصر إنجازات المرحلة على لحية مبروكة أو طلة ضحوكة أو مواقف الميكروباص ومحطات الأتوبيس وزحمة الأوفيس، فنحن لا نتكلم عن رئيس وحدة محلية بل عن رئيس الجمهورية، ولذلك علينا أن نشارك الإخوان المسلمين فى توضيح إنجازاته وإظهار حسناته والحكى عن بركاته، فهو أول رئيس يعلن فوزه بنفسه قبل انتهاء فرز أصوات الناخبين وأول رئيس يعلن تنصيبه فى الساعات الأولى بعد منتصف الليل، وأول رئيس تنقطع الكهرباء وتسود الشاشات أثناء حلفه لليمين وأول رئيس يصل الدولار فى عصره إلى 9 جنيهات وتنزل المانجو إلى 3 جنيهات، ويصعد البصل إلى 15 جنيها. هو أول رئيس مصرى لجماعة دينية، لا يؤمن على حد قوله بأى أيديولوجيات إنسانية..هو أكثر رئيس فى العالم حافظ على الثورة فى بلاده، حتى إن الثورة زادت فى تسعة أشهر من عهده عن ثلاثين عاما من قبله، فمن مكث فى بيته فى مليونيات التحرير نزل على ركبه فى مليونيات الاتحادية.. هو أول رئيس منتخب ينقسم المصريون فى عهده إلى عشرات الفصائل والفرق، ومع ذلك يفكرون فى إلغاء الدورى..هو أول رئيس يقف بين الآلاف من جماعته ومؤيديه ويترك الملايين من منتقديه، لأنهم الأقلية وجماعته هم الأغلبية؟؟ ..هو أول رئيس يكتشف مؤامرة الصوابع ولعبها فى الوطن ويقسم على تقطيعها «صباع صباع»، وهو أول رئيس يحترم القضاء ويسعى إلى تطهيره ويحترم الإعلام ويسعى إلى تقفيله ويحترم كل مؤسسات الدولة، ويعمل على أخونتها أو هدمها أو تأجيرها مفروش، هو أول رئيس نصل فى عهده إلى أعلى معدلات التضخم وأدنى معدلات الإنتاج وتصل الأسعار فى كل شىء إلى حدود فلكية، وتهبط السياحة والموارد والرواتب إلى أرقام دونية. نحن أمام دولة تضيع وجماعة مشغولة بتأليف الإنجازات، رغم أن الإنجاز الوحيد الذى يملكونه هو أن يتركونا فى حالنا.