
أسوشيتدبرس:
القضاء أصبح أرض المعركة الجديدة بين مؤيدى مرسى ومعارضيه
اهتمت الوكالة برصد موقف كل من المعارضة والقضاة من محاولات الإسلاميين لـ"تطهير القضاء"، وقالت إن كلا الطرفين تعهدا أمس، الاثنين، بتصعيد قتالهما ضد خطط مجلس الشورى لمناقشة مشروع القانون الذى يقول منتقدوه إنه يهدف إلى فرض سيطرة الإخوان المسلمين على القضاء.
وأشارت الوكالة إلى أن القضاء أصبح أرض المعركة الجديدة بين أنصار الرئيس محمد مرسى ومعارضيه، فمشروع القانون الذى من المتوقع أن يخفض سن التقاعد للقضاة، بما يعنى إجبار ما يقرب من ربعهم على التقاعد، ومن بينهم مجموعة من رؤساء المحاكم، مما أثار موجة من العنف بين المؤيدين والمعارضين.
وترى المعارضة أن هذا القانون محاولة من الإسلاميين لإخراج القضاة من المحاكم العليا ومن بينها المحكمة الدستورية العليا، وكان الإسلاميون والمعارضة على خلاف مع الإسلاميين منذ أن صدر قرار من المحكمة بحل البرلمان.
ونقلت أسوشيتدبرس عن المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة قوله أن الإسلاميين يهدفون بهذا الاقتراح الجهنمى إلى إفراغ القضاء من كبار القضاة، وسيكون القضاة الأصغر سنا فى معركة شرسة ضد هذه الخطط، ويخططون لعقد اجتماعات خلال هذا الأسبوع.
وتؤكد أسوشيتدبرس، أن القضاء هو الفرع الوحيد للحكم الذى لا يسيطر عليه حلفاء مرسى الإسلاميون على الرغم من وجود أنصار له بين صفوفه.
من ناحية أخرى، أشارت الوكالة إلى دعوة جبهة الإنقاذ الوطنى إلى مظاهرات تبدأ مع مناقشة مشروع قانون السلطة القضائية فى مجلس الشورى، وقالت الجبهة إنها ستدافع عن حق الشعب فى قضاء مستقل لا يخضع لسيطرة سلطة تنفيذية استبدادية.
ورد حسين إبراهيم، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، على هذا قائلاً إن السلطة القضائية ليست بمنأى عن مطالب الإصلاح، مصراًَ على أن القضاة المسئولين عن تزوير الانتخابات فى ظل النظام السابق وأولئك الذين قبلوا رشاوى يجب أن يتم محاسبتهم.

فورين بوليسى:
البنتاجون مرتاح لاستمرار التواجد القوى للجيش المصرى فى علاقات البلدين
قالت مجلة فورين بوليسى، إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تشعر بالتشجيع حيال استمرار تواجد الجيش المصرى بقوة فى اتصالاتها بمصر، موضحة أنه بينما يتجه وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل، فى أول زيارة له لمصر، منذ توليه منصبه، للقاء كبار قادة الجيش المصرى، فإن مسئولون فى البنتاجون يعملون بهدوء منذ أشهر للحفاظ على العلاقات التاريخية العسكرية قريبة، قائلين إنهم لم يغيبوا عن المشهد تحت الحكم المدنى الجديد للرئيس محمد مرسى.
وقال مسئول رفيع فى البنتاجون "يمكننا أن نتحدث لنظرائنا فى مصر فى أى وقت، فعلى الرغم من التغييرات داخل الجيش المصرى والنظام السياسى، لكن هذا الأمر ثابت".
وتأتى زيارة هاجل للقاهرة، الأسبوع المقبل، فى أول لقاء يجمع القادة العسكريين من مصر والولايات المتحدة منذ زيارة وزير الدفاع السابق ليون بانيتا للقاهرة، أغسطس الماضى، حيث التقى وقتها بانيتا بمرسى فى وقت تساءل فيه المراقبون عما إذا كان الرئيس الإخوانى المنتخب حديثاً، سيكون قادراً على استعادة السيطرة المدنية على البلاد بدلا من المجلس العسكرى الذى حكم فى أعقاب سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن مرسى اكتسب سمعة عالمية سيئة، لافتة إلى أنه عقب إشادة بانيتا بمرسى بعد لقائهما، الذى استمر 45 دقيقة، مما منحه تصويت الثقة لدى واشنطن، فإنه الرئيس الإسلامى أطاح بالمشير حسين طنطاوى لتفقد الولايات المتحدة واحد من أهم أصدقائها فى الشرق الأوسط، إلا أنه خلال الأشهر التى أعقبت هذا اللقاء، بقى مسئولو الجيش الأمريكى هادئين إلى حد كبير، حيث واجه التحول السياسى فى مصر مزيد من الاحتجاجات العنيفة فى ديسمبر واستمرت التحديات الدستورية لسلطة مرسى، وتقول المجلة الأمريكية أن هذا الأسبوع كشف مسئولو الدفاع فى واشنطن عن أن البنتاجون كان يلتزم الهدوء ولم يكن خاملاً بشأن الوضع فى مصر.
ونقلت المجلة عن مسئول رفيع فى البنتاجون قوله: "نحن على اتصال منتظم مع الجيش المصرى، لقد كنت على اتصال هاتفى بالأمس مع نائب وزير الدفاع"، وأكد المسئول واثنين آخرين من كبار قادة الجيش الأمريكى فى تصريحات للمجلة أنهم متشجعون بشأن استعداد الجيش المصرى للبقاء على اتصال وثيق مع واشنطن.
ولفتت المجلة إلى أنه خلال زيارتهم للقاهرة نوفمبر الماضى، حضر ديرك شوليت، مساعد وزير الدفاع الأمريكى لشئون الأمن الدولى، وتيرى وولف، مدير الخطط والسياسات الإستراتيجية، اجتماع لجنة التنسيق العسكرى، حيث تناول الجانب الأمريكى مع اللواء صدقى صبحى، رئيس أركان الجيش المصرى، قضية الأمن فى سيناء، وفى إظهار لاستمرار أهمية مصر للمصالح الإستراتيجية الأمريكية، أجرى هاجل، خلال أول أسبوع له فى منصبه، حوار على الهاتف مع نظيره المصرى الفريق أول عبد الفتاح السيسى.
وأكد مسئول الدفاع الأمريكى: "هناك تفاعل منتظم جدا وسلس بين الطرفين"، وأضاف: "كنا المحاور الرئيسى بين الولايات المتحدة ومصر خلال حكم المجلس العسكرى، والآن فإن بعض نظرائنا المدنيين فى وزارة الخارجية وغيرها يتعاملون مع المصريين بشكل مكثف للغاية".
وتابع: "قبل عام، كان المجلس العسكرى الذى يحكم مصر، الآن فإنه عاد إلى ثكناته. وأنهم يركزون جدا فى دعم القيادة المدنية لبلادهم وعدم العودة لإدارة البلاد مرة أخرى"، مشيراً إلى أن الأمريكيين متشجعون بالبقاء على العلاقات مفتوحة جدا بين الجيشين، حيال المخاوف الأمنية المشتركة والتى على رأسها تحول سيناء إلى قاعدة للإرهاب.
وخلص مسئول الدفاع الأمريكى فى تصريحاته للمجلة، لافتا إلى أن المصريين والإسرائيليين حافظوا على تفاعل وثيق فى العلاقات، حيث لعبت مصر دوراً حاسماً للغاية فى تحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، نوفمبر الماضى، كما لا يزال هناك تفاعل أكبر مع الجيش المصرى بشان مجموعة واسعة من القضايا.
وترى فورين بوليسى، أنه عندما يزور هاجل مصر هذا الأسبوع، فإنه المسئولين المصريين بحاجة للنظر فى السياسات الأمريكية الداخلية، ففى فبراير الماضى وصف السناتور جيمس إنهوف، أبرز أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، مرسى بأنه "عدو"، إلا أنه لم تمض أيام حتى أعلنت إدارة الرئيس باراك أوباما عن بيع مقاتلات إف16 لمصر، على الرغم من استمرار الاحتجاجات ضد حكم مرسى.
وقد طالب إنهوف بوقف مبيعات الأسلحة الأمريكية للضغط على الجيش المصرى للإطاحة بمرسى، وفى ذلك الوقت قال السيناتور الأمريكى: "لقد نأى مرسى بنفسه بعيداً عن الجيش، بالنسبة لى هذه خطوة أولى جيدة، أعتقد أننا يمكننا استعادة صديق فى هذه المنطقة".