على إثر إلغاء مشاركة الشاعر الفلسطينى مروان مخول (وهو مواطن من عرب 48) فى مسابقة "أمير الشعراء"، وذلك بسبب جواز سفره الإسرائلى، كتب الشاعر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تصريحًا يوضّح أزمة العالم العربى فى التعامل مع الأقلية العربية فى إسرائيل.
ولاقى المنشور اهتمامًا كبيرًا بين أوساط الفلسطينيين نهاية هذا الأسبوع، ومسابقة أمير الشعراء تعتبر إحدى أكبر المسابقات العربية فى مجال الشعر.
وقال "مخول" فى تصريحات صحفية، "إنه منذ حوالى شهرين، اتصلوا بى من مسابقة أمير الشعراء فى أبو ظبى، ليخبرونى بأن الصديق الشاعر الفلسطينى والإعلامى فى تليفزيون العالم المقيم فى إيران محمد سليمان رشّح اسمى للمشاركة بين آلاف المرشّحين فى المسابقة، وبشّرونى أيضًا بأنّى وبعد فحص آلاف الترشيحات فزت بفرصة المشاركة كواحد من المرشّحين الفائزين فى دخول القائمة المصغّرة التى ستسافر إلى الإمارات للمشاركة فى البث المباشر، وأضاف "لم أرد إخبار أحد بالموضوع، فتركته سرًا ريثما يكون الوقت مناسبًا، لكن وصدفةً انتبهت البارحة بأن المسابقة قد بدأت وبدأت التليفزيونات العربية ببث حلقات المسابقة.
وتابع "مخول": على إثر ذلك اتصلت بالجهّة المناسبة وبشكل غير رسمى قيل لى ما لا يمكن تصديقه: "أنت كنت من القائمة الأولى الفائزة بحق المشاركة فى أمير الشعراء، لكن تعذّر على السلطات الإماراتيّة تدبير أمر الفيزا لأنك وللأسف إسرائيلى"!!!
وقال: وبعد شكر الرائع محمد سليمان على ترشيحى للجائزة، وهذا تصرّف طيّب من جهته، فأنا أستطيع أن أفهم من تصرّف سلطة أبو ظبى أنهم يطالبوننى وبشكل غير مباشر بأن أكفّ شرّى عنهم!!! وأن أنسى أصلاً من مسألة أنى جزء من هذه الأمة العربية الواحدة! وأنه على عدم الانتماء إليهم بأى شكل من الأشكال! بل وأستطيع أن أفهم وبسهولة بأنهم يطالبوننى بأن أصبح إسرائيليا بامتياز، ناسيًا أننى كنت ذات يوم واحدًا منهم!!!
وتابع: لا داعى الآن إلى الدخول فى شرح مستفيض حول أصالة الفلسطينيين فى الداخل كأصحاب الهوية الوطنية التى لا تشوبها شائبة، ولا داعى بالمقابل إلى الدخول فى شرح مسألة تنكّر الإسرائيليين لحقوقنا كأقلية فلسطينية على أرضها، ولا إلى مسألة إقصائنا عن شعبنا فى الخارج، تمامًا كما لو أننا أغراب فى وطننا، لكن يجب على ومن باب المسؤولية تجاه نفسى وتجاه أهلى فى الداخل أن أقول للسلطات الاماراتيّة: عروبتى تنبثق من نفسها! ومن أرضها ومن خصوصيتها، وأنا لست بحاجة لمن يشرّع لى هذه الأصالة.. لا بالـ"فيزا" يا إخوان ولا بالمسابقة!!!
وأوضح "مخول" أنه على ضوء المسابقة، اقترحت على صديقتى وزيرة الثقافة الفلسطينية الأخت سهام البرغوثى بأن تستصدر السلطة الفلسطينية لى جواز سفر فلسطينيًا كفيلاً بحلّ المشكلة! كما وطلب منّى مساعدها بأن أرسل إليه أوراق ثبوتيّتى لاستصدار الجواز عبر توصية شخصيًة منهم إلى وزير الداخلية، إلى الأخت الكريمة الرائعة سهام البرغوثى أقول: أنا لا أريد جواز سفر فلسطينيًا افتراضيًا!! وعلى العرب أن يحترموا وضعيّتى السياسية التى أعيش فى ظلّها مغلوبًا على أمرى! على العرب فهم فلسطينيتنا كما يجب، عليهم استثناؤنا من معادلة التطبيع مع إسرائيل! لقد مررنا بما يكفى من المآسى لكى يتثقّف الجاهل من تجربتنا! عليهم احترام وضعيتنا كفلسطينيين مواطنين قسريًا فى إسرائيل!! لست مذنبًا بحملى جوازًا إسرائيليا، فإسرائيل يا أختى هى التى جاءت إلى لا أنا من جاء إليها!! قبل إقصائنا عن أشقائنا فى الدول العربية يجب على أنظمة هذه الدول إقصاء نفسها عن زيارة تل أبيب!
وأشار "مخول" إلى أن شيء شبيه حصل لى فى عمان وبيروت، لن أدخل فى المسألة أكثر من اللزوم، ولكن وقبل أن يمنعنى الأردنيون من حضور عرض مسرحيّة خيال الظلّ حول قصيدتى "صورة ال غزة" فى القصر الثقافى الملكى بحجة مناهضة التطبيع مع اسرائيل يجب عليهم أولاً أن يمنعوا ملكهم من هذا التطبيع!
وقال: برغم استيائى من تعامل العالم العربى معنا الاّ أنه لا حاجة كبيرة للإنسان كى يحيا فى رغد وشرف واكتفاء جغرافي! أن الهواء فى الجليل نقى بما يكفى، وسمك عكّا طازج بما يكفى، ولا أعتقد بأن دفء الصحراء العربية الشاسعة أكثر حرارةً من قلوب أهل الناصرة وسخنين وترشيحا وعارة وعرعرة ! عندى اكتفاء ذاتى فأنا أمير نفسى قبل كل شىء وعبد هذه القلوب!
عدد الردود 0
بواسطة:
المقاتل المصري الحزين
مأساة العرب