يتلخص المشهد فى مصر الآن فى عدد من الصور الواضحة أمام الجميع وتُقدم مصر للعالم كله فى هذه المشاهد أو الصور. الصورة الأولى يظهر فيه النظام الحكام بما فيه من تخبط وضعف فى بعض الأحيان وقرارات لا معنى لها تُصدر ولا تعبر عن أى مصلحة لمصر وأيضا تظهر فى هذه الصورة بعض مؤسسات الدولة الأخرى التى لا تعمل من الأساس وكأن لا وجود لها.
الصورة الثانية التى تظهر فى المعارضة والذى يُنكر وجود بعض من المعارضة مخلص وشريف، ونحتاج إليه كمن يُنكر شرعية النظام الآن وأنه لا يمكن أبدا إسقاط إرادة شعب اختار حاكمه إلا أن يختار هذا الشعب حاكما أخر، وهناك أيضا جزء من المعارضة نتمنى له أن يصحح مساره وآلياته ليستطيع على الأقل أن تكون له قاعدة شعبية يستطيع أن يتحرك بها ومعها بعيدا عن العنف والدماء.
الصورة الثالثة تظهر فى الإعلام ودون تعميم تتمثل فى الإعلام الذى فقد كثيرا من مصداقيته ونرجو منه الموضوعية والإنصاف وعرض الحقيقة بكل ما فيها سلبياتها وإيجابيتها دون تضخيم أو تزيين أو تزييف ونرجو منه أن يعطى قدرا من التفاؤل والأمل للناس وألا يُقدم له الصورة سوداء دوما وأبدا.
الصورة الرابعة، المشايخ والدعاة من الإعلام الدعوى وكذلك بعض المنتسبين للتيارات الإسلامية ولا نعمم هنا أيضا فبعض هؤلاء قدم الإسلام فى غير صورته الحقيقية ولا شك ودون مبالغة أن هذا نفّر كثيرا من الناس من الدين، وهنا أود أن أقول إن الدعاة ليسوا معصومين وهم يخطئون لكن الإسلام هو الذى لا يخطئ ولا يجوز ولا يجب أن نحمّل الدين أخطاء هؤلاء.
هذه الصور فى الحقيقة لا تمثل مصر إلا فى أقبح صورها وأبغضها إلى قلوب الناس وأبعدها عن وعى وإدراك الكثير من العقول، فالواقع أن هناك صورة أخرى هى التى تمثل مصر وهى أهم من كل هذه الصور هى تلك الوجوه النضرة والنوايا الصادقة والقلوب التى تفيض بالحب لهذا البلد التى أراها كل صباح تسعى إلى رزقها بكل كد وكفاح، حيث إن تلك الصورة لم يدركها اليأس والإحباط ولم ولن تكون كغيرها من الصور فهى صورة حقيقية غير ملونة ولا مزينة هى بطبيعتها جميلة وعن نفسى فتلك الصورة تخطف قلبى وعقلى ورحى من فرط نقائها، لذلك أنا مطمئن على مصر ويزداد إصرارى على العمل بكل طاقتى من أجلها ومن أجل تلك الصورة التى لا تضاهى روعتها صورة.
