نيويورك تايمز: مقتل الجندى أبرز مثال على انتهاكات الشرطة فى عهد مرسى.. والرئيس يخشى الصراع مع الداخلية.. "باكينام الشرقاوى": الإصلاح التدريجى سيساعد أفراد الأمن على الاندماج مع المجتمع

الإثنين، 22 أبريل 2013 01:21 م
نيويورك تايمز: مقتل الجندى أبرز  مثال على انتهاكات الشرطة فى عهد مرسى.. والرئيس يخشى الصراع مع الداخلية.. "باكينام الشرقاوى": الإصلاح التدريجى سيساعد أفراد الأمن على الاندماج مع المجتمع الناشط محمد الجندى
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه بعد ثلاثة أشهر يظل مقتل الناشط السياسى محمد الجندى، لغزا مليئا بالاتهامات الوحشية، الشرطة والانتقام السياسى وتستر الدولة والتعاون بين القادة الإسلاميين الجدد وقوات الأمن نفسها التى كانت تعتقلهم وتضربهم.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن مقتل الجندى يؤكد واحدة من أكثر التحديات الشائكة التى تواجهها الحكومة الجديدة، وهى كيفية ترويض قوات الأمن غير الخاضعة للمساءلة والمحتقرة على نحو عميق فى مصر، لكنه يثير التساؤلات بشأن التزام الرئيس محمد مرسى، بإصلاح جهاز الشرطة، واستعداده لغض الطرف عن قتل معارض سياسى، وخشيته من الصراع مع وزارة الداخلية الخاصة به.

ويقول مستشارو مرسى إن مرسى يسير على نهج تدريجى فى إصلاح قوات الأمن، وإنه يخشى تمرد الشرطة فى وقت يحتاج فيه بشدة لقوات الأمن، لقمع الفوضى فى الشارع من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادى والعملية السياسية، بينما تحذر الجماعات الحقوقية والمعارضة السياسية من منعطف العودة إلى الحكم الاستبدادى.

إذ أن قضية الجندى أصبحت المثال الأبرز على انتهاكات الشرطة، منذ مقتل خالد سعيد، الذى أشعل الثورة ضد مبارك، ومع عدم المبالاة بمطالب المساءلة، فإن هذا الفشل فى كبح جماح الشرطة لن يجلب سوى مزيد من الاضطرابات فى الشوارع.

وتحدثت الصحيفة عن مسلسل اختفاء الجندى، واستمرار أسرته وأصدقاءه فى البحث عنه لعدة أيام قبل أن يعرفوا بوفاته، على غرار خطف النشطاء وتعذيبهم فى ظل النظام السابق.

وأشارت إلى احتجاز الجندى فى معسكر الجبل الأحمر، سيئى السمعة الذى استخدم فى عهد مبارك، مؤكدة أن هناك دلائل على أن الشرطة المصرية لم تتخل عن تكتيكاتها السابقة.

وحتى قبل صدور أى تقرير من جهات التحقيق، أو الطب الشرعى، بادر كبار مسئولو الحكومة بتبرئة الشرطة، وأعلن وزير العدل أحمد مكى، بشكل قاطع أن الوفاة ناجمة عن حادث سيارة، ومع ذلك فإن الطبيب الشرعى لم يقدم مثل هذا التقرير المزعوم.

وفى مقابلات الصحيفة، أكد سائق سيارة الإسعاف والمسعفين، على حد سواء، أنهم لم يدلوا بمثل هذه الشهادة، ثم بعد ذلك، أقر مكى أن معلوماته تلقاها من وزير الداخلية الذى طلب منه أن يعلن ذلك، خشية من مهاجمة الناس لمديرية الأمن ومبنى المحافظة.

وقال محمد عز الرجال، سائق سيارة الإسعاف، إنه حاول أن يخبر المحققين أن إصابة الجندى لا يمكن أن تكون ناتجة عن حادث سيارة، لكن وكيل النيابة قال له "لا تضع استنتاجات، فهذا حادث سيارة حتى يثبت العكس، ويؤكد عز الرجال: "لقد قلت شيئا والنيابة كتب شيئا آخر".

وتؤكد التقارير الطبية، أن الجندى لا يمكن أن يكون توفى نتيجة حادث سيارة، نظرا لأثار الكدمات والتعذيب على جسمه ورأسه.

وقال أيمن فودة، أحد أطباء فريق الفحص الطبى السابق للجثة: "هذه جريمة وليست حادث سيارة"، وهو ما وافق عليه طبيب الأعصاب.

ولا يزال الغموض يكتنف مقتل الجندى، فحتى رئيس هيئة الطب الشرعى سافر إلى الخارج ولم يستطع أحد الوصول إليه للحديث، فيما يوجد لدى النائب العام اثنين من الشهادات التى تقول إنه توفى نتيجة حادث سيارة مسرعة، وإحدى الشهادتين لضابط شرطة خارج الخدمة، والثانية لسائقه، الذى لم يتسن الوصول إليه.

وتؤكد الصحيفة أن مستشارين للرئيس مرسى، تحدثوا لنيويورك تايمز شريطة عدم ذكر أسمائهم، قالوا إنهم يتشككون بشأن قصة الشرطة، لكنهم لا يجدوا دليلا على ارتكاب مخالفات، وأضافوا أن الرئيس سعى لتجنب مواجهة مفتوحة.

وقالت باكينام الشرقاوى، كبيرة مستشارى الرئيس، إن انتهاكات الشرطة لم تعد منهجية وليست بمباركة الدولة، وأن الرئيس مرسى ملتزم بالتحقيق فى انتهاكات حقوق الإنسان، مشيرة فى رسالة بالبريد الإلكترونى للصحيفة أن ثقافة المؤسسة الأمنية تتطلب إستراتيجية شاملة متوسطة الأجل، وأن الإصلاح التدريجى من شأنه أن يساعد أفراد قطاع الأمن على الاندماج فى المجتمع، ومصر الجديدة بدلا من إقصائهم.


وتشير الصحيفة إلى أن أحمد حلمى، نائب وزير الداخلية للأمن العام، فى رده على إصلاح الشرطة تحدث عن عملية إعادة التوزيع الجغرافى، وقال: "قبل أن نتحدث عن حقوق الإنسان، علينا أن نحدد من هو هذا الإنسان"، وأضاف: "هل من المعقول أن يطلب منى أن أراعى المواطن الذى يحمل قنابل المولوتوف أو البندقية؟!".

وتقول نيويورك تايمز، إنه تناقض مع عدد ضخم من الوثائق، أصر حلمى على أنه منذ قيام الثورة لم تستخدم الشرطة القوة المميتة ضد المتظاهرين، أو حتى فى حالة الجندى، وتابع: "الآن نسعى لحقوق الشرطة فى مواجهة المواطنين، لأنه الاعتداء على أفراد الأمن، والذى أصبح العلامة الرئيسية فى المشهد الحالى".

وتخلص الصحيفة بالقول إلى أنه على الرغم من الأدلة الشرعية، فإن وزير الداخلية تعهد بالاستئناف لإثبات أن الجندى توفى فى حادث سيارة، ومن جانب آخر واصل مرسى الثناء علنا على وزارة الخارجية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة