ألقت فاجعة بوسطن الضوء على تاريخ المشتبه فيهما الإخوان تسارناييف اللذين تروى قصة عائلتهما ما شهدته منطقة القوقاز الروسى من تقلبات بين نفى وحروب وحركة تمرد إسلامية.
وتروى قصة عائلة تسارناييف مغامرات شعوب شمال القوقاز، حيث ولد الوالد انزور تسارناييف وابناه لعائلة شيشانية الأصل، فى تكوماك بجمهورية قرغيزستان السوفيتية سابقا فى آسيا الوسطى، على ما ذكرت الإدارة المحلية فى هذه المدينة الصغيرة التى لا تبعد كثيرا عن بشكيك عاصمة قرغيزستان.
وأوضح المصدر، أن "عائلة تسارناييف وصلت إلى توكوماك فى 1944 عندما نفى مئات آلاف الشيشان وغيرهم من الأشخاص المنحدرين من الشعوب القوقازية إلى آسيا الوسطى خلال سنوات قمع ستالين".
وأرسل الدكتاتور السوفيتى ستالين إلى المنفى سنة 1944 نحو نصف مليون شيشانى وانجوشى إلى سهاب آسيا الوسطى بدعوى تعاملهم مع النازيين. ولاتزال تلك الحقبة التى سقط خلالها آلاف الأشخاص، حتى اليوم جرحا نازفا فى الذاكرة الجماعية لشعوب القوقاز.
وفى 1992 وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى "انتقلت عائلة تسارناييف مع شيشانيين آخرين من تكوماك الى شمال القوقاز" حسب البلدية القرغيزية، لكنها عادت مرة أخرى إلى قرغيزستان فى 1995 هربا من حرب الشيشان التى اندلعت بين الانفصاليين وقوات الأمن الروسية حسبما أفادت اللجنة القرغيزية للأمن الوطنى.
وأفادت بعض وسائل الإعلام أن الأخ الأصغر الذى ولد فى 1993 قد يكون سمى جوهر تكريما للرئيس الانفصالى الشيشانى جوهر دوداييف الذى قتل سنة 1996 فى غارة جوية روسية.
وفى 2001 رحلت العائلة لفترة قصيرة الى جمهورية داغستان الشيشانية المجاورة التى تنحدر منها زبيدة أم العائلة.وفى ذلك الحين كانت تلك الجمهورية الروسية المطلة على بحر قزوين تعانى من انتشار الفقر والجرائم والنزعات بين الفصائل والجماعات الإسلامية.
وبعد ذلك بقليل أى فى 2002 رحلت عائلة تسارناييف إلى الولايات المتحدة، حيث استقرت وباشر الشقيقان بالدراسة وحصل جوهر على الجنسية الأمريكية فى 2012، إلا أنه يبدو أن شقيقه تاميرلان لم يتمكن من الاندماج وكان يحلم بالعودة إلى داغستان كما قال والده انزور الذى عاد هو شخصيا إلى محج قلعة عاصمة تلك الجمهورية حيث يقيم حاليا.
وقضى تاميرلان هناك ستة أشهر خلال 2012، على ما أفاد انزور الذى أكد أن ابنه "أصبح متدينا" ويؤدى صلوات الجمعة فى المسجد.
وتعتبر داغستان اليوم المنطقة الروسية الأكثر تضررا من حركة التمرد الإسلامية المسلحة، وتشهد الجهورية القوقازية تقريبا يوميا هجمات على سلطات الكرملين وتجهد السلطة الفدرالية المحلية فى احتواء أعمال العنف، وبعد حرب الشيشان الثانية تحولت حركة التمرد الانفصالية المسلحة تدريجيا الى حركة تمرد إسلامية وامتدت الى كامل شمال القوقاز بهدف إقامة "إمارة قوقازية" تقوم على الشريعة الإسلامية.
وقال جريجورى شفيدون رئيس تحرير موقع متخصص فى القوقاز، إن "داغستان أصبحت اليوم اسخن منطقة فى بلادنا"، وأوضح أن "ذلك يعود إلى شدة التمسك بالدين والفساد وقلة سيطرة السلطة الفدرالية" وهى من المشاكل التى ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.
قصة عائلة تسارناييف القوقازية التى عصف بها التاريخ
الإثنين، 22 أبريل 2013 04:32 م