وأنا صغير لطالما حلمت بزيارة السيرك ومشاهدة ألعابه المثيرة.. حركات البهلوان كانت تشدنى.. ولعب النمور والأسود مع المدرب تجذبنى. وكذلك فقرة الساحر.. وطبعاً البلياتشو.. لكن هذا الحلم يتحقق لى بعد ما كبرت..
السيرك القومى لأبرز الألعاب أراها يوميا ًوأعيشها.. ما هذه الألعاب الجديدة التى لم تبصرها عينى من قبل؟؟.. من هؤلاء البهلوانات الجدد؟؟ من هؤلاء المروضون؟؟
أنه سيرك يقدم فنوناً جديدة.. السيرك القومى للسياسة.. أنا لا أعترف بالثورة ولا مبادئها وألبس قناعاً يدعى البطولة أمام الكاميرات.. بل وألعن الحزب المنحل والنظام الساقط.. والرئيس المخلوع.. أصنع حزباً وأقول إنه ينادى بعيش وحرية وعدالة.. وأروض أنصارًا.. وأتقدم المشهد السياسى.. أقول إن الثورة خروج عن الحاكم ثم أمدحها إذا ما دخلتُ برلمانا أو عند حكم فصيل أنتمى إليه فكريًا
وأيدلوجياً..
أتقدم المشهد الثورى فى أحداث عدة وأكون فى مقدمة الكادر ثورياً خالصًا.. ثم أتوارى وأترك الشباب يُسحل ويقتل - ربما لفصل الشاحن - ثم أخرج على أتباعى ببيان ثورى يندد ويدين.. ولكن بعد أن تخليت وتركت من دفعت بهم فى وجه الخرطوش.. ليغطى اللون الأحمر ساحة السيرك.
أُحى الإعلام والإعلاميين وأثنى عليهم فى بدايات انتشارى الإعلامى.. حتى صرت كنجم سينما يظهر ليل نهار.. ثم أقف بعد ذلك نظرا لظروف مهرجان السيرك القومى السياسى وتغير ألعابه أمام حرية الإعلام وأهدد الإعلاميين وأنعتهم بأنهم سبب الخراب.. لا لشىء سوى انتقادى وأنصارى. . أو انتقاد من أظن أنه الحاكم بأمر الله.. أطالب بالخروج على العسكر وانتهاء حكمهم ليتسنى لى السيطرة على الدولة.. فالجيش هو خط الصد أمام التهريج بمقدرات البلد.. لا مانع أن أهدد الجيش إذا ما فكر النزول.. بل يجب أن يبعد عن هذه الألعاب الخطرة.. ويدعنا والشعب.. نروضه ونطلق العنان لألعابنا حتى لو هلك منها من هلك.. نصنع ميليشيات ولجانا شعبية بضبطية قانونية.. اللجان الشعبية فى خدمة الشعب.. شعارنا الجديد.. لن نترك البلد ترتع فى الفوضى.. كل مؤسسات الدولة نصنع بديلا لها.. نحن نفهم الدولة الحقيقية.. الدولة العميقة سندفنها.. عميقة جدا وقريبة من أعماق الأرض فلا مآل إلا بدفنها..
لا مانع إذا حدث قتل وسحل أن تقول الفلول والطرف الثالث والرابع والخامس. . إلخ.. هم السبب. .
لا تزال ألعاب السيرك تتحفنا وتبهرنا وتصيبنا ذعرًا.. لا يزال التنطيط والألوان المبهرجة تتلاعب أمامنا.. حقاً لقد شاهدت ما حرمت منه فى صغرى من ألعاب وتهريج.. لكنها ألعاب لا تُمتع إلا الأطفال.. ربما هم من تنطلى عليهم ويصدقونها..
