فاجأتنا جماعة الإخوان المسلمين وكتابها ومديروها ومنافقوها بصدور كتاب جديد يحمل عنواناً صادماً للمصريين وهو «9 أشهر من الإنجازات الرئيس مرسى يبنى مصر من جديد» وهذا الكتاب فضلاً عن أنه يحتوى مغالطات وأوهاما فإنه يعنى استمرار نهج الجماعة وتنظيمها الحاكم فى الإبقاء على نفس سياسات نظام مبارك التى تؤدى إلى تعذيب المواطنين وتكدير حياتهم بتلك الأفعال فمن قبله فعلها مبارك وصدر كتاب بإنجازاته التى تسببت بما نحن فيه من معاناة ولا أدرى أى إنجاز ذلك، بأن يكون د.مرسى هو أول رئيس منتخب وأن يكون أول رئيس لا يحصل ابنه على 90% فى الثانوية العامة وأنه الذى أطاح بحكم العسكر وأنه وأنه وإذا طالعنا الكتاب الذى يعدد إنجازات د.مرسى سنجدها ولا شك عبارة عن أوهام لا تنتهى ولا قيمة لها أو مردود على الإطلاق وكأن مصر مكتوب عليها أن تعيش فى كابوس وراء الآخر من مبارك إلى مرسى وهذه الجماعة تحاول بكل جهدها أن تجرنا للماضى الذى تريدنا أن نعيش فيه ونستنسخه فهى تسعى إلى محاولة إحياء دولة الخلافة الإسلامية واستعادة نظام الخلافة الذى سقط فى عشرينيات القرن الماضى ولا تدرك اختلاف الظروف والأحوال وأن هناك الكثير من الدول لن تسمح بذلك وجماعة الإخوان ليس لديها القدرة والرغبة فى تغيير نهجها وتعديل مسارها وفق الظروف الحالية فمبدأ السمع والطاعة الذى تسيطر به قيادات الجماعة على أتباعها أدى إلى جمود فكر الجماعة وعدم قدرتهم على التحليل والاستنتاج والاستنباط وابتكار الحلول وأدى إلى غياب الرؤية وانعدام الخيال وكل ذلك يعظم المشكلات ويجعلنا نزداد معاناة على معاناتنا ودون أى أمل فى غد أفضل وأعتقد أن الجماعة لم تضع فى حسبانها أنها قد تحكم مصر فى يوم من الأيام فلم تجهز خططا أو برامج لتنفيذها حال تمكنها من حكم مصر، وهو ما وضح خلال مدة الشهور التسعة التى حكمتنا فيها الجماعة بل ولم تحاول وهى فى السلطة أن تفعل ذلك، فقط ما تفعله الآن هو أخونة الدولة بكل مفاصلها غير مبالية بأى اعتراض من أى حزب أو تيار سياسى ورفض شعبى فما يعنيها هو التمكين ولو على أنقاض هذا الوطن الذى أصبح آيلا للسقوط تحت حكمها وبدون أى مبالاة منها، وكأن هذا الوطن لا يعنيها ولا يمثل لها شيئا، كنت أعتقد أن د.مرسى بعد تسلمه الرئاسة سوف يبادر بالاستفادة من العقول المصرية الرائدة عالميا وصاحبة الابتكار وأن يمد يده للجميع فالجميع قد شارك فى جعله رئيسا لمصر والجميع يريد خير هذا الوطن وأن يتجرد من انتمائه لتلك الجماعة وأن يكون رئيسا بحق لكل المصريين ولكن يبدو أن ذلك كان ضد فكر ورغبة مكتب إرشاد الجماعة فهو لا يريد ذلك فأتت لنا هذه الحكومة التى لا يرضى عنها أحد فى مصر سوى أسر وزرائها وحتى حزب الجماعة يرفضها أيضاً ولكن الواضح أن لهذه الحكومة دورا خفيا لا نراه ولذلك لابد من استمرارها لتحقيق الهدف الذى تريده الجماعة وإتمام أخونة هذه الدولة وفى الطريق إلى ذلك يتم نفى ما يتردد عن الأخونة والدعوة للحوار مع الجماعات والأحزاب وقوى المعارضة وهذا الحوار هو حوار للحوار وليس حوارا لتحقيق انفراجه أو إحداث نتيجة على الأرض فهو حوار وفق أسلوب الإسرائيليين فى تفاوضهم مع الفلسطينيين، حوار لا ينتهى ويستمر فترات طويلة ولا يحقق نتائج وإذا حقق نتيجة فمن السهل التنصل منها والقول إن نتيجة الحوار غير ملزمة وهو ما حدث سابقا بحوار الرئاسة وأحزاب الإسلام السياسى وقلة من المعارضة المدنية ورفض رئيس مجلس الشورى نتائج الحوار وقال إنه غير ملزم والحقيقة أن الرهان على التفاوض مع تلك الجماعة رهان خاسر لا محالة والأفضل للمعارضة المصرية بجميع تياراتها هو أن تطرح الخطط والأفكار والسياسات التى تحل مشاكل هذا الوطن وأن تضعها أمام الجميع من أفراد ومؤسسات وهذا الأمر من شأنه أن يضع هذا النظام فى مأزق حقيقى أمام جموع الشعب المصرى مع إخفاق هذا النظام فى تحقيق ما تصبو إليه جموع هذا الشعب العظيم وما يستحق بعد ثورة عظيمة لم يتحقق له من مطالبها أى شىء، وحتى الديمقراطية والتى أتت بهذا النظام نجده يحاول الالتفاف عليها بأخونة كل مفاصل الدولة لتضمن له التمكين الدائم والأزمة الحادة التى يعانيها وطننا لن يتم حلها إلا بتكاتف أبناء هذا الوطن من المعارضين لفكر ومنهج هذه الجماعة المستبدة وأن يقتربوا كثيراً من أفراد الشعب وأن يمدوا أيديهم لهم وخاصة البسطاء من أبناء هذا الوطن وأن نوضح لهم الموقف الحالى وما يدور بهذا الوطن وأن الديمقراطية الحقيقية هى التى تؤدى إلى خير هذا الوطن وإعادة بنائه وازدهاره ورفعته.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
توت عنخ امون
اسود 9شهور فى تاريخ مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
هذا هو نهجهم منذ التأسيس
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوالمعتصم
تحية إلى الرئيس مرسي
يا مقالك يجيب النوم
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى
جماعة الأوهام فعلا
عدد الردود 0
بواسطة:
حاتم
أوقات الأزمات