ثورة طبية رابعة فى علاج شرايين القلب بالدعامات لأول مرة فى مصر

الإثنين، 22 أبريل 2013 05:18 م
ثورة طبية رابعة فى علاج شرايين القلب بالدعامات لأول مرة فى مصر صورة أرشيفية
كتبت فاطمة إمام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اجتمع أمس عدد من كبار أطباء القلب لمناقشة أمراض الشريان التاجى فى مصر، والتى تعد السبب الأول للوفاة بين المصريين. تطرق الأطباء أيضا لمناقشة أهم وأحدث تقنيات القسطرة العلاجية المستخدمة فى علاج انسداد وضيق الشرايين التاجية، ومن بينها دعامةABSORB Bioresorbable.

شارك فى المناقشات د. حازم عبد المحسن خميس- رئيس قسم القلب ود. أحمد عبد العزيز- رئيس وحدة قسطرة القلب بمستشفى وادى النيل
جدير بالذكر أن أمراض شرايين القلب هى السبب الأول والرئيسى للوفاة فى جميع أنحاء العالم، حيث يتخطى عدد الوفيات السنوية الناتجة عن تلك الأمراض أى مرض آخر يسبب الوفاة. ففى عام 2008 وحده، توفى 17.3 مليون شخص فى العالم بسبب أمراض شرايين القلب، وهو ما يمثل 30% من إجمالى عدد الوفيات فى العالم، ومن بين هذا العدد الكبير، كانت أمراض الشريان التاجى هى السبب الرئيسى لوفاة 7.3 مليون شخص، بينما كانت جلطات القلب سببا فى وفاة 6.2 مليون شخص
ويستعرض د. أحمد عبد العزيز- رئيس وحدة قسطرة القلب بمستشفى وادى النيل الإحصائيات الخاصة بمصر فى هذا الصدد، حيث يقول"من المتوقع أن تكون أمراض الشرايين التاجية هى السبب الرئيسى للوفاة فى الدول النامية بحلول عام 2020. وفى مصر بالتحديد، تعد أمراض الشرايين التاجية السبب الرئيسى للوفاة بين المواطنين، فطبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية الخاصة بمصر، فإنّ المعدلات القياسية للوفاة طبقا للعمر والخاصة بأمراض الشرايين التاجية هى الأعلى على الإطلاق، حيث تبلغ 303 حالات وفاة لكل 100.000 نسمة. وإذا ما قارنا ذلك مع المعدلات القياسية الإجمالية للوفاة طبقا للعمر فى مصر وهى 805 حالات لكل 100.000 نسمة، نجد أن أمراض الشرايين التاجية تتسبب فى حوالى 40% من إجمالى حالات الوفاة على المستوى المحلى. إن التفسير الوحيد لهذه الأرقام الخطيرة هو الانتشار الواسع للعوامل المسببة لأمراض الشرايين التاجية فى مصر مثل ضغط الدم، السكر، السمنة وارتفاع مستوى الكولسترول".

ناقش الأطباء أيضا العلاجات المتاحة لأمراض الشرايين التاجية بشكل عام، مع التركيز على دعامة ABSORB المتطورة لعلاج انسداد وضيق الشرايين التاجية التى يتدفق فيها الدم للقلب. وتمثل الدعامة التى كانت مستشفى وادى النيل أول من استخدمها فى مصر تطورا جذريا فى علاج أمراض القلب، حيث وصفها الأطباء المشاركون فى المؤتمر بأنها الجيل الرابع للقسطرة العلاجية على المستوى العالمى.
ويتضمن الأسلوب العلاجى الجديد غرس أول دعامة دوائية حيوية قابلة للذوبان والامتصاص فى الجسم، فى الشريان المصاب بالضيق أو الانسداد لتوسيعه، بما يتيح للدم المُحمّل بالأوكسجين التدفق للقلب بصورة طبيعية. وبالرغم من أن هذه الدعامة تشبه الدعامات المعدنية فى أهدافها العلاجية، إلا أن هناك اختلافا جوهريا بين الأسلوبين، فالدعامة المعدنية تبقى بشكل دائم فى الشريان المصاب، مما يجعل الشريان محاطا من الداخل بشبكة معدنية دائمة أشبه بالقفص، أما دعامة ABSORB فإنها تذوب تدريجيا ويقوم الجسم بامتصاصها خلال فترة عامين، تاركة الشريان مفتوحا ويعمل بصورة طبيعية دون أن يكون للدعامة أى أثر بعد ذلك

يتحدث د. حازم خميس- رئيس قسم القلب بمستشفى وادى النيل عن التقنية الجديدة بقوله " تعتبر الدعامة الجديدة بحق خطوة إيجابية كبيرة فى مستقبل علاج أمراض الشرايين التاجية، لقد استخدمناها فى 20 عملية قسطرة بمستشفى وادى النيل، وبعد متابعة الحالات بصورة دقيقة، تؤكد النتائج التى رصدناها أن مستقبل هذه الدعامة مُبشّر للغاية. من ناحية أخرى وبالرغم من ندرة البيانات والمعلومات الموثقة عن أمراض الشرايين التاجية ومعدلات حدوث وانتشار أمراض شرايين القلب فى الدول النامية، إلا أنّ هذه الدعامة ستمثل أملا جديدا لملايين البشر فى مكافحة أمراض الشرايين التاجية".

لقد حصلتABSORB على لقب "الثورة الرابعة" للدعامات العلاجية، اعترافا من الأطباء بتطورها وأسلوبها المبتكر فى علاج انسداد الشريان التاجى، وتمثل هذه الدعامة أحدث الأدوات المستخدمة فى القسطرة العلاجية، انطلاقا من الجيل الأول والتى كانت قسطرة بالونيّة تستخدم فى توسيع الشرايين، ثم الجيل الثانى الذى استخدم دعامة معدنية دائمة لتوسيع الشرايين، تلاه الجيل الثالث الذى استخدم دعامة معدنية دوائية يتم إطلاق جرعات منها بشكل تدريجى لضمان عدم انسداد أو تضييّق الشريان مرة أخرى.

مرت الدعامة ببرنامج مكثف للبحوث والتطوير على مدار 11 عاما، وبعد أن أثبتت الأبحاث والتجارب الإكلينيكية سلامتها وفعاليتها، تم تجربتها على البشر فى نيوزيلندا لأول مرة عام 2006، ثم زاد عدد المرضى المشاركين فى الدراسات الإكلينيكية ليصل إلى حوالى 1200 مريض، مع متابعة المرضى حتى 5 سنوات بعد عملية القسطرة. وقد وافق الاتحاد الأوروبى عام 2011 على استخدام الدعامة فى ضوء نتائج التجارب الإكلينيكية السابقة، وتم إطلاق الدعامة رسميا للتسويق التجارى بشكل كامل فى سبتمبر 2012.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة