قامت كاميرا "اليوم السابع" بجولة فى تلك القرى حيث توغلت أكثر من 200 كيلومتر جنوب غرب مركز باريس أحد مراكز المحافظة، والذى تتبعه قرى درب الأربعين حيث التقت بأهالى القرى الثالثة والرابعة والذين يعانون أشد المعاناة من نقص الخدمات الأساسية وخاصة فى قطاع الصحة لعدم تواجد طبيب مقيم بالوحدة، وكذلك عدم وجود خدمات كالصرف الصحى ومياه الشرب النقية، حيث يشربون مياه حمراء اللون تملؤها أكاسيد الحديد والمنجنيز وليس لديهم أية وسيلة اتصالات بما فى ذلك التليفون الأرضى على الرغم من حصولهم على وعود متكررة بتوفير تلك الوسيلة التى لا يخلو بيت مصرى منها مما جعلهم يعيشون فى عزلة عن العالم ومن يحاول الاتصال بالعالم الخارجى عليه أن يخرج من المنطقة أو يتسلق إحدى الهضاب العالية ويعرض حياته للخطر على أطراف القرية حتى يمكنه التواصل عبر الهاتف المحمول والذى لا توجد أيه محطات تقوية لها بالمنطقة.
ويقول زهرى عبد المقصود أحد سكان القرية لـ"اليوم السابع" إن عددا من أهالى القرية أعلنوا إضرابهم عن الطعام بعد استمرار انقطاع المياه والكهرباء عن القرية ولم يجدوا من يستمع لصوتهم فاستنجدوا بالمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام لتوصيل صوتهم وفوجئوا باللواء طارق مهدى محافظ الإقليم يخرج عبر الفضائيات وينفى إضرابهم عن الطعام ويؤكد أن جميع مشاكلهم قد تم حلها وهو ما لم يتحقق على الرغم من اهتمام المسئولين وقدوم بعضهم للقرية لبحث المشكلات التى يعانى منها الأهالى ويدلون بتصريحات، تؤكد على أن العمل جارى فى تلك المشروعات كتوصيل خطوط التليفونات الأرضية وإنشاء محطات للصرف وغير ذلك من المشكلات ولكن شيئا لا يتحقق من ذلك وهو ما جعلهم يعيشون غير آدمية.
وقال مصطفى مهنا، رئيس مجلس إدارة جمعية المستقبل لحقوق الإنسان، لـ"اليوم السابع" إن الجمعية سبق لها أن قامت بأكثر من زيارة لتلك القرى ووثقت معاناة الأهالى بالصوت والصورة وقدمتها للمسئولين بالمحافظة وخارج المحافظة، ولكن لم يتم إنجاز شيئا من تلك الوعود مما استدعى الجمعية أن ترسل تقارير للمنظمات المصرية والعالمية لحقوق الإنسان للتأكيد على تهديد حياه سكان تلك القرى بكل مباشر فى ظل نقص أهم الخدمات الحيوية من مياه شرب نقية وصرف صحى وخدمات صحية، مؤكدا على أن المحافظة دائما ما يكون ردها بأن تطوير تلك القرى موضوع فى الخطة القادمة والحقيقة أن المسئولين لا يعتدون بأهالى القرى ويرجئون خطط التطوير لانخفاض عددهم واعتبار المسئولين أن هؤلاء السكان قد تأقلموا على تلك الحياة ويرضون بما هم عليه.
ومن جانبها، أكدت سمية خليل رئيس مركز باريس لليوم السابع، أن قرى درب الأربعين بالفعل يجرى بها عمليات تطوير مستمرة من حيث الانتهاء من مراحل الإنشاءات الأساسية للقرى 5 و6 والتى يتم فيها توطين أعداد جديدة من الشباب بتمليكهم مساحات من الأراضى والمنازل وكذلك إنشاء المرافق الحيوية للقريتين 3 و4 وأن ما يعانيه الأهالى حاليا أقل بكثير مما كانت عليه تلك القرى وقت إنشائها حيث يجرى تطوير الخدمات الصحية بها حيث تم تعيين طبيب وحدة بصفة مستمرة، وتم الانتهاء من إجراء المقايسات اللازمة لتوصيل شبكة خطوط الاتصالات الأرضية ويجرى تركيبها مؤكدة على أن بعد تلك القرى عن مركز باريس لا يعنى عزلتها عن العالم وخاصة أن المسئولين برئاسة المركز والقرى متواجدون بصفة مستمرة فى القرية وأن سبب انقطاع المياه والكهرباء كان بسبب عطل تم السيطرة عليه وإصلاحه.









