انتهى منذ قليل اللقاء الفكرى الذى عقدته الهيئة الإنجيلية، بين أمين مجلس الكنائس العالمى مع الرموز المصرية بمقر الهيئة الإنجيلية بمشاركة الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر والأنبا مرقص، أسقف شبرا الخيمة، وحاتم خاطر رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية، والدكتور يحيى الجمل الفقيه الدستورى، وعماد جاد الخبير الإستراتيجى وعضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والأب رفيق جريش رئيس المكتب الصحفى بالكنيسة الكاثوليكية، وصفوت البياضى رئيس الكنيسة الإنجيلية، وجرجس صالح أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط السابق.
من ناحيته طالب الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر، أمين مجلس الكنائس الإعلامى بالاهتمام أكثر بالأزهر وبيت العائلة، قائلا: ربما المجلس لا يعرف كثيرا عن بيت العائلة ولكن مشاركتنا مع الكنيسة الأرثوذكسية والإنجيلية أكثر فاعلية، وإن كان مجلس الكنائس العالمى يريد مساعدتنا فعليا فعليه تفعيل مساعدة المصريين عبر المنابر الدولية غير استقرار الشرق الأوسط، وطالب بتغيير معاملة الغرب مع الشرق وأن يتعامل بلغة جديدة غير لغة المستشرقين المتعفنة على حد وصفه.
وأضاف الدكتور يحيى الجمل، الخبير الدستورى نحتاج أن نعرف ثقافة الحوار، كيف نختلف ثم نتفق وثقافة المواطنة، فوثيقة الأزهر تكرس معنى المواطنة، ويجب أن نفهم أن كلمة قبطى يعنى مصرى فهناك قبطى مسلم وقبطى مسيحى فهى لا تعنى ديانة، مستشهدا بكلمة فى تنصيب البابا تواضروس نحن فى عالم جائع للمحبة.
فيما قال الدكتور ديفيد تايفلت الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى، إن مجلس الكنائس العالمى منذ تأسيسه لم يكن عميلا لأى قوى بل كان يناصر المستضعفين والمناضلين من أجل حريتهم، وبسبب دفاعنا عنهم اتهمنا بأننا نعمل بأجندات أخرى، وهناك من يقول، إن المجلس له علاقات بالمخابرات الأمريكية، وهناك من يدعى أن لدينا علاقة بالشيوعية وهذا كله ليس صحيح، مضيفاً النضال لازال مستمر فى مصر.
وأضاف خلال لقائه مع الرموز المصرية، أننا ناصرنا القضية الفلسطينية لأنهم هم الضعفاء، وذلك لإحقاق الحق، ولا نتخذ موقف الصهيونية بأنها أرض الميعاد بل هى أرض مشتركة وعلى الجميع أن يعيشوا كجيران عليها، وهناك من يتهمنا بأننا معادون لدولة إسرائيل ولكن لسنا ضد إسرائيل بل ضد الاحتلال الإسرائيلى ومع إقرار السلام بين إسرائيل وفلسطين.
وتابع تايفليت، وجودنا فى جينيف لإسماع باقى الكنائس صوتها على الساحة الدولية والخبرة التى أخذناها ستجعل من صوتنا أكثر قوة فى جينيف لمجموعة مصرة على الإيمان والتعايش المشترك.
وأضاف.. مستقبل مصر بين أيديكم مهمتنا ليست إعطاء تعليمات ما يجب أن تعملوه بل واجبنا أن نشرككم فى ثقافة الحوار العالمى فنحن نؤمن بثقافة الحوار، ومن خلال خبرتنا خلال ال 65 سنة الماضية فالحوار له تأثير كبير فى تقارب الكنائس وبعضها البعض وقمنا بتنمية روح التعاون والسلام والوحدة.
وأكد أن الديانات ليست للماضى فقط بل عليها أن تنظر للمستقبل والقواسم المشتركة العادلة مع بعضها البعض.
وأشار الدكتور ديفيد تايفلت، أن هناك مصالح لدى الآخرين الذين يقولون إن لديهم اهتمام بالمسيحيين قد يكون ذلك غير صحيح، لذا عندما نأتى كمجلس إلى هنا فنستمع إلى حاجات الكنائس منها نفسها، فمن موقع المسئولية لدينا أسئلة من كنائس وسياسيين حول ما يحدث فى المنطقة وفى مصر بشكل خاص، فعلاقتنا بالكنائس الأعضاء، يشمل التضامن المسيحى والذى يجب ألا ينحصر فقط مع المسيحيين بل مع الجميع، مشيرا إلى أن المجلس يدعم كل المصريين للعيش بمحبة وسلام.
وأوضح تايفلت، خلال اللقاء، أن العالم ينظر إلى ما يحدث فى مصر باهتمام شديد، قائلاً: إنه لشرف عظيم أن أزور مصر هذه الأيام لا عبر عن مدى اهتمام أعضاء مجلس الكنائس العالمى، والذى قد تأسس 1948 ويضم 350 كنيسة وفيه الأمم المتحدة وهى علامة لإرادة إقامة جسور بين الكنائس والدول لنعبر عن صداقنا ومحبتنا لمصر.
مضيفا لدينا فى المجلس تحد مهم أن نحمل الوحدة إلى كل العالم، ونحن فخورون بأن الكنائس فى مصر كانت مؤسسة معنا فى مجلس الكنائس العالمى، وننتظر أن نسمع من كنائس مصر ما تود أن تعبر عنه لشركائها، مضيفا، التقيت مع رؤساء الكنائس والقيادات الإسلامية والشباب المصرى وكان لقاءً ملهما.
وتابع بعد لقائى بالبابا الجديد والمفتى الجديد والقيادات فى مصر صار لدى قناعة بأن القيادات الروحية فى مصر لديها تصور لمستقبل مشترك بين كل المصريين، وانطباع بأن نظرة الشباب ليست فى الماضى بل للمستقبل وتفعيل الديمقراطية وأن هناك رغبة أن يستخدم كل ما هو مشترك فى القيم لبناء مستقبل أفضل وهذا يتطلب إرادة ونظرة إيجابية للمستقبل.
وأوضح أن التغيرات الجذرية التى حدثت فى هذه البلاد هناك من يدعوها بثورة وآخرين يدعوها ربيعا عربيا ولكن لابد من وقت لاستواء الأمور، لذا عندما نتكلم عن مجلس الكنائس العالمى لا نتحدث عن أنفسنا أو أنتم، بل نتحدث معا، لنكون فاعلين فى مجتمعاتنا من أجل التغير، وعندما نتحدث عن الوحدة المسيحية فهى تظهر بالتعاضد بين المسيحيين/ حيث نكون على استعداد أن نشارك الآخرين ونكون مع بعضنا البعض، والاستفادة من خبرة الآخرين.
وقال الدكتور مصطفى الفقى، إن الكتابات الصحفية والإعلامية تتحدث عن ما يسمى أزمة المسيحيين بالشرق الأوسط مثل الموارنة فى لبنان والعراق وأحداث الفتن الطائفية فى مصر.
وأضاف الفقى خلال كلمته، أن أبرز تجمع مسيحى فى الشرق الأوسط هنا فى مصر، ولكن سبب الأزمة سياسية واجتماعية وليست دينية فالإسلام أكثر الأديان سماحة ورحابة ورعاية لأهل الذمة، وعلينا أن نعترف أننا شركاء حضارة واحدة فى المنطقة فالكل شارك فيها "مسلمون وأقباط ويهود".
ووجه الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة رسالة قصيرة للقيادة السياسة فى مصر قال فيها: "نريد دستورا عادلا يطبق بعدالة على كل المصريين بدون تمييز".
من جهته قال عبده مقلد، نائب وزير الأوقاف جئنا للهيئة الإنجيلية، لنؤكد على إننا نؤمن برسول الله محمد وعيسى وموسى ونصلى ونسلم عليهم جميعا وسائر الأنبياء والرسل وعلمنا الرسول أن جميع الأنبياء أخوة وأمهاتهم شتى ودينهم واحد، جئنا لنؤكد على العلاقة القائمة والاحترام المتبادل وجئنا لنشيع ثقافة الحوار والائتلاق والتوافق فى الأهداف المشتركة والمصالح الوطنية.
ووجه مقلد رسالة إلى مجلس الكنائس العالمى، قائلا، نود أن نعلم الوسائل والأساليب التى يجب أن يواجهها المجلس ضد موجة الإلحاد، والتى تخيفنا جميعا وهدم المنظومة الأخلاقية أمر مزعج لأنه يودى بالمجتمعات، وأكد على ضرورة التعاون مع المؤسسات الدينية فى مقاومة الرزيلة الأخلاقية على أى مستوى فى العالم، متسائلا ما موقف مجلس الكنائس العالمى مما يسمى بالماسونية العالمية.
أمين مجلس الكنائس العالمى: اتُهمنا بالخيانة لمساعدتنا للفلسطينيين.. والجمل: وثيقة الأزهر تكرس المواطنة ويجب فهم كلمة قبطى على أنها تعنى مصرى..وعزب: لابد أن يغيّر الغرب من لغة المستشرقين المتعفنة
الإثنين، 22 أبريل 2013 11:46 م