قال الدكتور حازم أحمد عطية الله، الباحث فى التاريخ الفرعونى، إن ترسيخ فكرة ارتباط الدين بالسياسية بدأت منذ عصر ما قبل الأسرات، مشيراً إلى أن هناك ثمة صراع وقع مع محاولات توحيد شطرى البلاد، والذى رمز له الصراعات الإلهية بين حورس وست حكام الشمال والجنوب، ومع بداية عصر الأسرة الخامسة وظهور عبادة الإله رع، انفصلت فكرة منح الصفة الإلهية للحاكم، وبالتالى سقطت الدولة القديمة.
وأضاف عطية، خلال الجلسة الثانية من مؤتمر "الدين والسياسة عبر العصور" فى اليوم الأول منه، أن ترسيخ هذه الفكرة أثر كثيراً فى وجدان الشعب المصرى، مما جعل تكون الدولة الوسطى يمنح صفة الأولوهية للملك فى العالم الآخر بعد وفاته.
فيما قال الدكتور محمد نعمان جلال، الباحث فى الدراسات الاستراتيجية والفكر السياسى، إن الإجابة على تساؤلات الخلط بين الدين والسياسة شابها الكثير من التشوه بسبب تأثر البعض بفكر الفلسفات اليونانية والفارسية، أو التى تأثرت بالتراث الفكرى اليهودى، ولعل بعض تفسيرات القرآن وقع فيها هذا التفسير، رغم جهد بعض العلماء الأفاضل.
ومن جانبه، قدم الدكتور فايز على رؤية تحليلية لواقع ارتباط الدين بالسياسة فى مصر، مشيرا إلى أن مصر عرفت مبادئ الحكم الرشيد المؤسسة على العقل، قبل أفلاطون، وذلك فى ظل حكم ماعت إله العدالة، مؤكداً أن هذا يعد أول ماجنا كارتا عرفتها البشرية، كما عرفت مصر الملك الفيلسوف، قبل أن ينادى بها أفلاطون، مؤكداً أن الحكومات الإسلامية لم تشهد أى نوع من أنواع الاستبداد، مشيراً إلى ما جاء فى كتب المفكرين الغرب إنصافا للإسلام أمثال راسل وتوبينى، وجوته.